فض أسرار المسألة الكهربائية
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

فض أسرار المسألة الكهربائية!

المغرب اليوم -

فض أسرار المسألة الكهربائية

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

قبل فترة قصيرة، وبالتحديد فى ١٦ يونيو ٢٠٢٤ نشرت عمودا فى «الأهرام» الغراء بعنوان «بناء أحلامك»، استعرته من اسم السيارة الصينية الكهربائية (BYD) أو Building Your Dreams؛ وكان جوهره المقارنة بين العربة الصينية وتلك الأمريكية «تسلا» والتى كانت لصالح الأولى وأكثر من ذلك على التقدم الجارى فى الدولة الصينية وتفوقها تكنولوجيا وصناعيا. السيارتان تمثلان فتحا جديدا فى عالم السيارات الذى بات أكثر سحرا؛ عندما تمتطى السيارة فلا صوت فيها لموتور ولا مروحة؛ سريعة مثل الريح وفاتنة مثل زهرة. هكذا كتبت كتابة من لا يملك شراء لهذه ولا تلك؛ وفقط من باب المقارنة والمنافسة بين القوتين العظميين فى العالم. لم أكن أعرف وقتها أن مصر تدخل بقوة إلى عالم السيارات الكهربائية، وجاء من نافذتين: واحدة من المهندس «نجيب ساويرس» الذى أعلن أنه بصدد حل مشكلة «التوك توك» فى مصر من خلال تحول صناعى يقوم على الانتقال من استخدام البترول إلى الكهرباء. فى حدود المعلومات المتاحة فإن عدد سيارات التوك توك هو ٢٤٣ ألفا و٦٦١ على مستوى الجمهورية حتى شهر يونيو ٢٠٢٠. أربع سنوات بعد ذلك على الأرجح خلقت زيادة ملموسة لا بد من أخذها فى الحسبان. النافذة الأخرى جاءت من السيدة «بولا منير» إلى وكالة الأنباء الصينية أن السوق المصرية تشهد نموا ملحوظا فى عدد السيارات الكهربائية وهى ليست فقط من نوعية «بناء الأحلام» ولكن شركة «جييلى» أنتجت السيارة «زييكر» وهناك ثالثة «نيو أو NIO» حيث تقدم الصناعة الصينية أنواعا تحظى بالشعبية.

ولكن قصتنا الكهربائية ليست متعلقة بالسيارات فقط، ولكنها تشمل كل أنواع الحياة وفى مقدمتها أجهزة تكييف الهواء. ولهذه كتبت مقالا أيضا فى صحيفة الأهرام الغراء قبل أربعة عشر عاما تحت عنوان «٢٠ مليون جهاز تكييف» بتاريخ ٢١ أغسطس ٢٠١٠. وقتها كان يجرى فى مصر انقطاعات متتالية فى الكهرباء؛ وكان طبيعيا بعدها أن يحدث خلل كبير وانقطاع فى المياه أيضا عن مواقع متفرقة فى العاصمة وخارجها لأن محطات المياه هى الأخرى تعمل بالطاقة الكهربائية. كان تبرير ما حدث يعود إلى ارتفاع درجات الحرارة التى بلغت أعلى معدلاتها منذ بدء تسجيلها فى عام ١٨٨٠ والإسراف من جانب المواطنين، خاصة مع انتشار أجهزة التكييف التى ارتفعت من ١٦٥ ألف جهاز فى عام ١٩٩٦ إلى ٧٠٠ ألف جهاز فى ٢٠٠٦ ثم قفزت إلى ثلاثة ملايين جهاز فى ٢٠٠٩. ومن ضمن الأسباب التى ذكرت نقص كميات الغاز الطبيعى المورد من وزارة البترول إلى محطات توليد الكهرباء؛ وعدم وجود فترات زمنية كافية لصيانة المحطات؛ ووقتها صرح د. حسن يونس وزير الكهرباء وقتها أن «أعطال الكهرباء كالأمراض لا يمكن منعها».

وقتها لخصت الحقيقة التى لا بد من التعامل معها وهى أن «درجة الحرارة فى مصر سوف تستمر فى الارتفاع، ومن عاش فى مصر خلال العقود الستة الماضية سوف يشعر بارتفاع درجة الحرارة حتى لم يعد الشتاء شتاء، واختفى الربيع بالفعل كواحد من فصول السنة المصرية، ولا أدرى شخصيا كيف ستعرف الأجيال القادمة معنى الأغانى التى عشناها عن الربيع الذى عاد مرة أخرى، والزهور التى كانت من قسمات قصص حب وقصائد شعراء فاض بهم الشوق مع انتهاء برد الشتاء. ولكن الحقيقة التى لا يمكن تجاهلها، والعلماء فى المنظمات الدولية وخارجها يقولون لنا إن الدنيا سوف تمر بحالة من الاحتباس الحرارى ترفع درجة حرارة الأرض، وتحول ثلج القطب الشمالى إلى ماء، وفى كل الأحوال لن تكون درجة الحرارة عند الأربعين أو ما بعدها أمرا مفاجئا فى مصر».
الحقيقة الثانية هى أن استهلاك المصريين من الكهرباء سوف يتزايد لأننا ببساطة، وهذه أخبار جيدة، نتقدم عاما بعد آخر. وبالعودة إلى ملفاتى وهى متأخرة عن الواقع، وجدت نتائج بحث الدخل والإنفاق لعام ٢٠١٧/٢٠١٨ وأجراه الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء ذكر أن ٩٦.٥٪ من الأسر يمتلكون ثلاجة، و٩٥.٧٪ يمتلكون تليفزيونا ملونا، وقرابة ٧٨٪ غسالة كهربائية عادية أو «أوتوماتيكية»، و١٢.٢٪ من الأسر لديهم جهاز تكييف. عدد المصريين الآن بلغ ١٢٠ مليونا، شاملا المهاجرين، فإن الرقم الذى تخيلته قبل أربعة عشر عاما- ٢٠ مليون جهاز تكييف- ليس بعيدا عن التحقيق؛ ولعله أكثر من ذلك لأن هناك عمارات كاملة مركزية التكييف، والوزارات والهيئات الحكومية الرئيسية كذلك، ولمن لا يعرف فإن عمارة واحدة فى شارع الجيزة عندما أقيمت خلال السبعينيات أصبحت تستهلك ما يوازى استهلاك «الجمهورية العربية المتحدة»– وكان ذلك هو اسم مصر وقتها- كلها فى عام ١٩٦٠. ضِف إلى ذلك قائمة طويلة من الفنادق، و«المولات» التجارية التى تنتشر فى ربوع مصر، وهناك حرص كبير ومشروع من محلات «السوبر ماركت» ومحلات الحلاقة على أن تكون مكيفة.

كل ذلك دليل على التقدم الذى كان والجارى الآن فى مصر بصورة أوسع وأسرع، ولكن التقدم، وهذا هو الوجه الآخر من الصورة، يحتاج الكثير من الكهرباء والطاقة؛ فما أسهل أن يكون لدينا مجتمع فقير محدود الدخل لا يعرف لا السيارة ولا جهاز التكييف ولا الكمبيوتر ولا التليفون المحمول وجميعها تحتاج «واى فاى» وفى المجموع استهلاك الكهرباء. التعامل مع هذا الوضع يحتاج نوعا آخر من التفكير متعدد الأبعاد ألهمنى فيه صديق لبنانى ذكر أن بلاده لا تشهد إطلاقا أزمات كهربائية والسبب هو الجمع ما بين وسائل مختلفة من إنتاج الطاقة. أولها أن جميع ما بنى من سكن تعلوه ألواح إنتاج الطاقة الشمسية لكى تشكل بصورة جماعية ما يكفى لصعود وهبوط المصاعد وتشغيل المطابخ. وثانيها الطاقة الأحفورية المتداولة ولكنها أيضا بالتعاون بين الناس تشكل شبكة من توليد الكهرباء من خلال المولدات متعددة الحجم والطاقة وهذه تكفى تشغيل كل الآلات من السيارات إلى أجهزة التكييف. وثالثها أن محطات الدولة تعمل بأحمال تكفى ثلاث أو أربع ساعات يوميا وهذه تشكل احتياطا استراتيجيا إذا ما قصر أى من الوسائل سالفة الذكر حيث تختزن فى بطاريات مهيأة لذلك POWER BANK.

الحالة فى مصر تختلف عن الحالة اللبنانية، ولكنها من ناحية أخرى أكثر قدرة، ومفتاحها الأول الطاقة الشمسية التى تكفى «الكومباوندات» والأسواق التجارية بأشكالها المختلفة والتى تعمل فى كل أنحاء العالم حتى العاشرة مساء. قضيتنا التى نركز عليها هى تصنيع الخلايا الضوئية ووقتها يكون من حق المستهلك بيع الفائض الذى لديه؛ أما إذا استمرت فى الحاجة إلى الكهرباء الحكومية فإن زيادة الاستهلاك تعد من علامات تحسن الصحة العامة للمجتمع، وهو يعنى زيادة الطلب، وترجمته الفورية هى زيادة السعر، وساعتها سوف يغلق كل الناس أجهزة تكييفهم عندما لا يستعملونها، أما إذا فعلوا فمعنى ذلك زيادة موارد الحكومة لكى تزيد من استثمارات الكهرباء وتربح فى نفس الوقت لكى تنفق على مجالات أخرى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فض أسرار المسألة الكهربائية فض أسرار المسألة الكهربائية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 00:08 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
المغرب اليوم - واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib