إسرائيل والوصايا العشر
وزارة الخارجية الأميركية تدين "الفظائع" في الفاشر وتحذر من خطر يهدد آلاف المدنيين جيش الإحتلال الإسرائيلي يعلن عن عمليات لتطهير رفح وتدمير بنى حركة حماس التحتية قلق في تل أبيب من إنتقال عدوى مرضى الحصبة إلى الأطباء مع تفشي المرض في مناطق عديدة في إسرائيل سلطات الطيران النيبالية تعلن سلامة ركاب طائرة إثر هبوطها إضطرارياً في مطار جاوتام بوذا الدولي غارات إسرائيلية على قطاع غزة بعد فشل تسليم جثث الرهائن وتل أبيب تؤكد أن الجثامين لا تعود للمحتجزين الجيش الأوكراني يعلن تنفيذه عملية معقدة لطرد جنود روس تسللوا إلى مدينة بوكروفسك في منطقة دونيتسك بشرق البلاد خلافات حادة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن التعامل مع الأسرى الفلسطينيين قوات الاحتلال تواصل القمع وتقتل فلسطينيين وتصيب آخرين بالضفة وغزة ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 68858 شهيداً بينهم أطفال ونساء مصرع ثلاثة عشر شخصا في انهيار أرضي غرب كينيا بسبب الأمطار الغزيرة
أخر الأخبار

إسرائيل والوصايا العشر!

المغرب اليوم -

إسرائيل والوصايا العشر

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

«الوصايا العشر» نزلت على نبى الله الكليم موسى، عليه السلام، الذى اصطفاه الله باللقاء على جبل موسى بسيناء، حيث كان «الملتقى الأعظم» الذى لم يحل بمكان آخر فى العالم. «الوصايا» وردت فى جميع الكتب السماوية: التوراة والإنجيل والقرآن فى صيغ، وهى فى مجموعها أكثر من عشرة، لأنها تفرض الواجب وتنهى عن المنكر تجاه الله حيث لا ينبغى ألا يعبد غيره ولا ينطق اسمه باطلا ولا يصنع له تمثالا، والإنسان والمجتمع حيث لا تقتل ولا تزن ولا تسرق ولا تشهد على قريبك شهادة زور ولا تشته بيت قريبك ولا امرأته ولا عبده ولا أمته ولا ثوره ولا حماره. والحقيقة أن هذه الوصايا ظهرت فى الحكمة الإنسانية للأديان التى سبقت حيث حرم قطع الشجر، والعبث بالقبور، ولا تزال هى السقف الذى حددته القوانين الإنسانية فى العصر الحديث. جميع الوصايا خالفتها إسرائيل خلال غزوها لغزة خلال عام ونصف بعنف وقسوة، والأكثر طغيانا أن كثيرا من قادتها حاولوا باسم «التوراة» أن تجرى المخالفة والعصيان حيث كان القتل للإنسان فردا بالاغتيال والجماعة وبالقتل الجماعى وهم تحت غلالات من القماش. الطمع ساد على أرض فلسطين أولا ثم بعد ذلك جاريا للضفة الغربية وقطاع غزة أى حوالى ٢٢٪ من الأرض.

هذه المقدمة كانت ضرورية لما سوف يأتى من وصايا أخرى خالفتها إسرائيل، وآن لها الآن مواجهة اختبار كبير يتعلق بالمستقبل ما بين خيار الاستمرار فى المروق من القواعد الأرضية والسماوية أو الأخذ بمسار «الأخوة الإنسانية» فتصبح جزءا من المنطقة غير معتدية ولا باغية ولا ظالمة. حقائق القوة مهما جرى التغطى بها أو تغيرت فإنه لا يمكن تغيير حقيقة أن عدد اليهود فى العالم لا يزيد على ١٥ مليون نسمة، وليس له طريق للزيادة. والحقيقة الأخرى أنه فيما عدا العالم العربى والإسلامى فإن «معاداة السامية» هى قاعدة أصيلة وتتزايد فى عددها فى المجتمعات الأوروبية والأمريكية، بينما فى مصر جرت المحافظة على كل المعابد اليهودية، والنصوص اليهودية، وعما قريب سوف تحتفل مصر بافتتاح «الملتقى الأعظم»، حيث تلتقى الأديان السماوية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام فى مقام واحد تلتقى عنده لكى يصلى كل من يريد تجاه قبلة يرضاها. وكما فعلت مصر فى تجهيز مسار العائلة المقدسة التى سارت فيها مريم العذراء فى صحبة المسيح عيسى، رضى الله عنه، فإن مشروعات أخرى ممكنة وقائمة للسير فى مسار النبى موسى، وكذلك أعلام آل البيت محمد، صلى الله عليه وسلم.

«الوصية الأولى» لإسرائيل هى أن تدفع بعيدا بالمتعصبين والمصابين بالهوس المدعين بالدين الذين يصرون على طرد الفلسطينيين من أراضيهم وأن يتبعوا الحكمة التى أقر بها رئيس وزراء إسرائيل بعد توقيع اتفاق أوسلو أن اليهود عندما أتوا من منافيهم التى تعرضوا فيها للعسف والمحرقة لم تكن أرض فلسطين فارغة. ما يوصى به هؤلاء المتطرفون هو «حرب أبدية» ليس فيها نصر لإسرائيل حتى ولو كسبت معركة أو نجحت فى اغتيال أو صاحبت قوة عظمى. هنا فإن «الوصية الثانية» سبقتنى إليها صحيفة «هاآرتس» عندما تنبهت إلى أنه إذا كانت الولايات المتحدة قد تخلت عن أوكرانيا ورمتها إلى روسيا، وتسعى إلى ضم «جرينلاند» الدنماركية حيث الدنمارك عضو فى حلف الأطلنطى، وها هى تشاكس مع جيرانها فى كندا والمكسيك، فإنه لا يمكن استبعاد أنها سوف تتخلى عن إسرائيل أيضا.

«الوصية الثالثة» أن إسرائيل لا يمكنها التوقف عند لحظة للتوقف فى موازين القوى، فرغم نجاحها فى ضرب حزب الله وحماس وجميع الميليشيات فإن ذلك جاء على حساب فشل الردع الإسرائيلى بالحرب السريعة، والثمن الاقتصادى الفادح، ومكوث الإسرائيليين فى الخارج دون عودة، وسوء السمعة الدولية وليس فقط فى البلدان العربية والإسلامية. هنا فإن «الوصية الرابعة» تشمل ذلك العون الذى تعودت عليه إسرائيل من الولايات المتحدة، ولكن الحال الآن يطرح سوق عربية قدرها ٤٥٠ مليون نسمة مقابل سوق إسرائيلية قدرها ٧ ملايين فقط لا غير. الأهم من ذلك أن الرئيس ترامب سوف يأتى إلى المنطقة لكى يحصل على استثمارات قدرها تريليون دولار من السعودية، ومن الإمارات ١.٤ تريليون دولار، والمرجح أنه عند زيارته لقطر سوف يستكمل التريليون الثالث. هذه الأموال جميعها سوف تكون أولا على عشر سنوات، وثانيا أنها ليست منحة أو مساعدة وإنما استثمارات كبرى سوف تكون لها آثار استراتيجية وسياسية فى محطة الوصول، والأهم أنها سوف تكون فى كل ما هو متقدم من علم وتكنولوجيا وحداثة، وهذه لن تكون خيرا على الولايات المتحدة والسعودية والإمارات وقطر وحدها، وإنما على بقية محطة القيام العربية حيث الاعتماد المتبادل كثيف فى البشر والاقتصاد.

«الوصية الخامسة» أنه على إسرائيل أن تكون حريصة على معاهدة السلام مع مصر والتى وصفها الرئيس عبد الفتاح السيسى بأنها «نموذج» لاتفاقيات السلام المقبلة تقتدى بها. فبعد ٤٦ عاما من توقيع الاتفاقية فإن السلام ظل قائما بين البلدين وأكثر من ذلك كانت مصر هى الدولة التى تقود البحث عن السلام فى حروب إسرائيل مع الجوارين اللبنانى والسورى، والدائم مع الفلسطينيين، وتقديم أشكال كثيرة من التعاون. المعاهدة طبقا للمادة الثانية منها تقضى بألا يقوم أى من الطرفين بأعمال تهدد الطرف الآخر، وفى ١٠ نوفمبر ٢٠٢١ تم تعديل البروتوكول الأمنى المصاحب لاتفاقية السلام الذى سمح للقوات المسلحة المصرية بالتواجد على الحدود فى رفح لحماية مصر، والمنطقة من الإرهاب. ومن المعلوم أن الحَكم والمراقب لمعاهدة السلام يقع على عاتق القوات متعددة الجنسية - ونصفها من الولايات المتحدة - لم تعلن عن أية مخالفات قامت بها مصر لنقض المعاهدة. حدث ذلك بينما كانت إسرائيل بحشود فائقة على الحدود الإسرائيلية ومن داخل غزة، ووسط إعلانات إسرائيلية مستفزة من قبل مسؤولين إسرائيليين، وفى الوزارة الإسرائيلية، وفى تصريحات مباشرة إلى «تونى بلينكن»، وزير الخارجية الأمريكية، بأن إسرائيل سوف تقوم بالضرب والقتل الكثيف للفلسطينيين فى غزة ثم تفتح مع ذلك ممرا آمنا فى اتجاه الحدود المصرية.

«الوصية السادسة» - وليست الأخيرة - أنه على إسرائيل أن تفهم أن مصر وعددا غير قليل من الدول العربية لم يعد كما كانوا سابقا يعتمدون على حناجرهم أكثر من اعتمادهم على التنمية وبناء عناصر القوة وفق معطياتها فى القرن الواحد والعشرين. ما تراه إسرائيل فى سيناء ليس فقط الجيش المصرى الذى هزم الإرهاب بعد أن حرر الأرض المصرية، وإنما أيضا يشارك فى بناء بنية أساسية متقدمة للزراعة والصناعة والنقل والمواصلات والطاقة التى تشارك فيها إسرائيل، فضلا عن عضويتها فى منتدى شرق البحر المتوسط. مرة أخرى على إسرائيل أن تختار وتقرر هل تريد أن تكون دولة معادية مع كل دول المنطقة، أو تصل إلى سلام مشرف يقوم على تأدية الحقوق الفلسطينية والرخاء والأمن المشترك؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل والوصايا العشر إسرائيل والوصايا العشر



GMT 22:12 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عارك وحدك

GMT 22:05 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تجعلوا من النكره نجمًا

GMT 22:02 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن أنور السادات

GMT 21:58 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

سوق التاريخ... مُنتعشة!

GMT 21:56 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الخليج... والنمو الاقتصادي المطلوب

GMT 21:53 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ستة عقود على إعلان «نوسترا أيتاتي»

GMT 21:51 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

استراحة فاروق جويدة!

GMT 21:48 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

من نحن.. فراعنة أم عرب أم ماذا؟!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 12:02 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب
المغرب اليوم - دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب

GMT 02:12 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

أبرز أضرار ممارسة الضغط على الأبناء في الدراسة

GMT 20:24 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة حديثة تؤكد أن 4 أنماط فقط للشخصيات في العالم

GMT 04:38 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

التكنولوجيا الحديثة تجلب ضررًا كبيرًا في المدارس

GMT 16:13 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يستدعي سفراء الدول العظمى بسبب قرار دونالد ترامب

GMT 00:17 2016 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

ماذا عن الحمل بعد الأربعين؟

GMT 23:59 2022 الخميس ,10 شباط / فبراير

7 مباريات قوية وحاسمة للوداد في شهر

GMT 12:44 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيا تطرح نسخا شبابية قوية وسريعة من سيارة Ceed الاقتصادية

GMT 02:07 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

فساتين خطوبة باللون الأحمر لعروس 2020

GMT 11:52 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

تيفيناغ ليس قرآنا!
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib