الإصلاح والاستقرار والسلام
الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين أردوغان يعلن دخول تركيا مرحلة جديدة في جهود إنهاء عنف حزب العمال الكردستاني ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار كالمايغي في الفلبين إلى 66 قتيلًا على الأقل
أخر الأخبار

الإصلاح والاستقرار والسلام

المغرب اليوم -

الإصلاح والاستقرار والسلام

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

ثلاثية «الإصلاح والاستقرار والسلام» كانت هي التي أنقذت دولاً وأقاليم بأسرها من الفوضى والتخلف والحروب والعنف والتطرف، سواء كان ذلك في أوروبا خلال القرن التاسع عشر في أعقاب الثورة الفرنسية؛ أم مرة أخرى بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. امتد المثال في جنوب شرق آسيا في نهاية سبعينات القرن الماضي عندما انتهت الحرب الفيتنامية، واستيقظت أمم وشعوب على أن استمرار التيارات الراديكالية اليسارية لا يعني إلا الدمار والصراع، فكانت هي التي ولّدت نموراً وفهوداً اختطت طريقها الآسيوية الخاصة نحو التقدم والرفعة. أميركا الجنوبية بدأت تفتح عيونها من منتجات الثورات الكوبية والبوليفية والفنزويلية من تيارات يسارية متناحرة، وردود فعلها التي تختلط فيها مافيات المخدرات بأشعار الثورة المثالية؛ ومع قرب نهاية القرن الماضي بدأت تدريجياً في إنتاج هذه الخلطة التي تعني التنمية والتقدم والرفعة. لم تنضج التجربة بعد ولكن علاماتها ظاهرة في البرازيل وشيلي والمكسيك. وفي الشرق الأوسط، فإن إطلالة هذا المزيج جاءت، من مصر، ومن شخصية لم تكن ظاهرة بين الضباط الأحرار، وهي الرئيس محمد أنور السادات الذي جاء إلى السلطة في مطلع عقد السبعينات ليتعامل مع وطن محتل، وأمة مرهقة من تكلفة حروب. وبعد أن خاض حرباً ظافرة لم يستغلها في مجد إعلامي زائف، وإنما حملها إلى ضفاف السلام واسترداد الأرض المحتلة كاملة غير منقوصة. في الوقت ذاته بدأ الرئيس المصري في سياسة الانفتاح الاقتصادي التي كانت الترجمة العربية لمحاولات متعددة جرت في الصين وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايوان وماليزيا للخروج من أسر الفقر والحروب التي لا تنتهي والثورات الثقافية وغير الثقافية التي ترتج لها البلدان. ولكن الرجل كان نصيبه هو «ثورة الخبز» في 18 و19 يناير (كانون الثاني) 1977، ثم الاغتيال بعد أن أقام السلام. لم تكن البيئة المصرية قد نضجت بالقدر الكافي؛ ولا كان الإقليم جاهزاً لموجة من الإصلاح العميق، وتجاوز أفكار اليسار واليمين، حيث أشكال كثيرة من الحماقة التي تعيش فيها الشعوب في أحلام الكلمات وروائع القصائد وحماسية الشعارات بديلاً عن «الإصلاح»، حيث العمل الجاد، والتغيير المتدفق بالإنتاج.

مسيرة الثلاثية وجدت لها ضفافاً لدى عرب الشرق الأوسط في منتصف العقد الماضي بعد سنوات من فوضى الثورات العربية، وتجاوز التطرف الديني كل الحدود في رجعية وتخلف التقاليد، وعنف في الممارسات، وما بات مؤكداً من إفلاس ثورات سابقة أخذت أشكالاً قومية، ولكنها بعد ذلك لم تثمر إلا قليلاً من التغيير وكثيراً من العقم. أخذ التيار الإصلاحي العربي أشكالاً متماثلة في «رؤية» كثيراً ما وضعت سقفاً زمنياً (2030) لتحقيق الكثير من التغييرات الجذرية في البناء الاقتصادي والفكر الديني وتحقيق الاستقرار الداخلي الذي يتيح تعبئة الموارد القومية.

بحساب الزمن، فإن هذا التيار يعدّ الآن في منتصف طريقه الزمنية بينما يواجه تحديات مثل الإرهاب والكورونا والحروب ذات التأثيرات الكونية، مثل الحرب الأوكرانية. يضاف إلى كل ذلك في الشرق الأوسط ثلاثة أمور: أولها القضية الفلسطينية التي ظلت دائماً في يد قوى «ثورية» معاندة للإصلاح؛ وثانيها آثار ما تبقى من الربيع العربي في شكل ثورات وحروب أهلية واستخدام من قِبل قوى إقليمية لميليشيا مسلحة تحل محل الدول والشعوب في إدارة الأمور، وحماية «الأمن القومي».

حرب غزة الخامسة الجارية الآن ما هي إلا الترجمة المسلحة لهذه العملية المطاردة بثلاثية الإصلاح الجاري في الدول العربية التي اتخذت من «الإصلاح» مرجعية لقيام الدولة الوطنية، ومن السعي نحو السلام في المنطقة طريقاً لتوفير البيئة الملائمة لبناء الدول، ومن محاولة استيعاب نتائج الربيع العربي المزعوم في دول عربية انكسرت فيها فكرة الدولة ولم يبق منها إلا هياكل عنف وفوضى.

حرب غزة الخامسة جاءت لكي تخلق سداً منيعاً أمام عمليات الإصلاح والسعي نحو السلام، وإعادة بناء إقليم مستقر قادر على خلق أشكال مختلفة من التعاون الإقليمي يكفل الاستغلال الأمثل للموارد الإقليمية الكربونية والسياحية والخدمية على طريق إقامة دور تاريخي حضاري يماثل ذلك الذي تم في أوروبا وآسيا من قبل. ببساطة، حدث التواطؤ ما بين تنظيم قرر التخلص من السلطة الوطنية الفلسطينية وهي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني لكي تخوض حرباً وتنافساً مع وزارة متعصبة ومتطرفة دينياً في الدولة العبرية. من منظور الميليشيا والدولة الإقليمية المؤيدة لها، فإن حدوث الإصلاح والسلام والسعي نحو الاستقرار هو مصدر تهديد لبقاء هذه الميليشيات والجماعات المسلحة. انعقاد مؤتمر السلام في العاصمة المصرية الجديدة كان بمثابة معارضة عربية لتيار الحرب الذائع، وبعده جرى كثير من اللغط حول من حضر ومن لم يحضر، ومن حضر ثم غادر؛ ولكن النتيجة جاءت في بيان الدول التسع العربية والتي تضم دول مجلس التعاون الخليجي الست، وكلاً من مصر والأردن والمغرب. الدول يجمعها بقوة الإصلاح الداخلي الذي يسعى إلى نهضة تاريخية للبلدان العربية، وتتمسك بالسلام والتنمية بينما تبذل جهداً من أجل تحقيق الاستقرار في منطقة استعصت عليه. ستٌ من هذه الدول لديها اتفاقيات سلام مع إسرائيل، والأخرى لا تختلف من حيث التوجهات الاستراتيجية. البيان الذي صدر عن هذه الدول كان متوازناً في نظرته، أدان الاعتداء على المدنيين، وطالب باستئناف عملية السلام، وأعاد الاعتبار لمنظمة التحرير والسلطة الوطنية الفلسطينية. كانت هذه بداية حل الأزمة الراهنة.

«الإصلاح والسلام والاستقرار» في النهاية هو ثلاثية التعامل مع واقع عربي يستغل القضية الفلسطينية وحماقة التطرف في السلطة الإسرائيلية، من أجل تقييد عمليات التغيير السلمية الجارية في دول عربية. كيف تنجح الدول التسع في وضع المبادئ التي استقرت عليها موضع التطبيق؛ الأمر الذي يحتاج إلى جهد من قِبل دول الإصلاح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإصلاح والاستقرار والسلام الإصلاح والاستقرار والسلام



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
المغرب اليوم - خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib