بقلم : عبد المنعم سعيد
الاعتذار واجب مقدما عن الشهادة المجروحة فى تقييم الإعلام العربى وفيما يلى المصرى أيضا، نظرا لوجود الكاتب فى قلب الكتابة الصحفية والمشاركة فى الشبكات الإعلامية المحلية والأجنبية. لذا وطلب الغفران واجب أن الشهادة قادمة من جذور الأكاديمية المتخصصة فى الحروب والأزمات الدولية، وذاهبة على مدى أكثر من نصف قرن إلى قلب السياسة وخدمة المصالح الوطنية والقومية. وبعد هذه الملاحظة، فإن «شبكة العربية» التليفزيونية ظلت الفائزة طوال عامين من الأزمة والحرب - وهناك فارق بينهما - فى التغطية الإعلامية والسبق لخدمة الجمهور العربى والأجنبى. وبينما جاء التميز فى التغطية الإخبارية المباشرة، فإن التميز الأكبر جاء من قاعدة واسعة للتفسير تطورت عبر عامين من الحرب فى برامج توالت على مدى الساعة تطرح الأسئلة وتحصد الإجابات فى أوقات عزت فيه الحقيقة. المذيعات والمذيعون تمتعوا بقدر كبير من الثقافة السياسية، ولم يبخلوا بالتماس مع مواقع ملتهبة فى المناطق المتداخلة مع القتال فى فلسطين وإسرائيل وإيران ولبنان.
بالمقارنة مع حروب غزة السابقة، فإن «الإعلام المصرى» تحسن كثيرا خلال الفترة الماضية بعد أن باتت له شبكة من المراسلين الأقرب إلى مواقع القتال، كما أن القدرات الفنية تعززت بالكثير من الإمكانات التكنولوجية. كان طبيعيا أن يكون الإعلام المصرى واقفا فى صف القضية الفلسطينية، ولكنه كان خجولا فى الاستفادة من الخبرة المصرية فى حروب غزة الأربع السابقة، ما تعلق فيها بالدبلوماسية والتعمير أيضا ومجاراة القنوات العربية فى تتبع الإعلام الإسرائيلى. وكان منطقيا أن يعبر الإعلام المصرى عن الفخر بالدور الذى تقوم به مصر فى منع التهجير القسرى وفى تحقيق وقف إطلاق النار، ولكنه كان فى حيرة عما إذا كانت حماس طرفا فى «المقاومة» الذى يحقق التحرير ويقيم الدولة، أم أنها كانت نوعا من إشفاء الغليل وتفريغ الغضب الذى تسبب فى وقوع عشرات الألوف من الضحايا (70% منهم من النساء والأطفال) وتدمير غزة الذى تولت أمره النازية الإسرائيلية.