نظرة على الأزمة السورية
باكستان تسجل 23 إصابة جديدة بحمى الضنك خلال 24 ساعة في إسلام آباد مصرع خمسة متسلقين ألمان في انهيار ثلجي بجبال الألب الإيطالية مصرع خمسة وثلاثين شخصا وفقد خمسة آخرين بسبب الفيضانات في وسط فيتنام إشتعال ناقلة نفط روسية وسط هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية في البحر الأسود إنفجار عنيف في مستودع أسلحة لقسد بريف الحسكة وسط تحليق مسيرة مجهولة ومصادر تتحدث عن حالة هلع بين السكان حركة حماس تعلن العثور على جثث ثلاثة رهائن في غزة وتنفي اتهامات أميركية بشأن نهب شاحنات مساعدات الأسرة المالكة البريطانية تعرب عن صدمتها بعد هجوم طعن في قطار بكامبريدجشير أسفر عن إصابات خطيرة غارة إسرائيلية على كفررمان تقتل أربعة من عناصر حزب الله بينهم مسؤول لوجستي في قوة الرضوان غارات إسرائيلية مكثفة تهزّ قطاع غزة وتثير مخاوف من إنهيار إتفاق وقف إطلاق النار نادي وولفرهامبتون الإنجليزي يستقر على فسخ التعاقد مع البرتغالى فيتور بيريرا المدير الفنى للفريق
أخر الأخبار

نظرة على الأزمة السورية

المغرب اليوم -

نظرة على الأزمة السورية

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

الشرق الأوسط يُشكل وحدة استراتيجية متكاملة، إذا ما اشتكى فيه عضو تداعى له كل الأعضاء بالسهر والحمى. مثل ذلك كان يُقال عن العالم العربي، والأمة الإسلامية، ولدى علماء الاستراتيجية فإنهم يطلقون ذلك على القارة الأوروبية، أو منطقة «الإندوباسيفيك» أو جنوب شرقي آسيا. في هذه المناطق يسير التاريخ في مساره الذي نعرفه من مراحل تاريخية سابقة؛ حيث يأتي الخلل في منطقة، وبعدها يكون الانتشار الكبير الذي يطاول جميع الشعوب. حينما قامت الثورة الفرنسية اهتزّت أوروبا كلها، وعندما ذهبت جيوش نابليون إلى أوروبا وقفت عند موسكو وعادت مهزومة من البرد والصقيع؛ وعندها كان لا بد من إقامة نظام للسلم، فكانت منظومة أوروبا، أو «The Concert of Europe»، التي تكونت من بريطانيا وروسيا وبروسيا والنمسا، وبعد هزيمة نابليون النهائية انضمت فرنسا. هذه المنظومة ضمنت مائة عام من السلام الأوروبي، ولكن ألمانيا ظلّت على مدى قرنين مركزاً للخلل الأوروبي، ومصدراً لقيام حربين عالميتين، الشرق الأوسط كان مسرحاً لكلتيهما، وعندما انتهت «الثانية» كان مع بقية المستعمرين في العالم؛ ساعياً نحو الاستقلال، الذي حصل عليه بالنضال والقتال، ومعه جاءت دولة إضافية - إسرائيل - قالت إنها كانت موجودة قبل ألفين من الأعوام، بينما كانت أصولها في اللاسامية الأوروبية. وعلى مدى ثمانية عقود لم يكن الاستقلال كافياً لتحقيق انطلاقة كبيرة نحو التقدم؛ ولا نجح في حل اللغز الإسرائيلي، الذي بات مركزاً، مرات، للصراع المباشر مع جيرانها أحياناً، وكل الوقت مع الفلسطينيين.

المشهد الحالي بدأ في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مدعياً ترجمة آلام بعيدة إلى واقع جديد؛ ولكنه بعد عام، أو أكثر قليلاً، تحوَّل إلى حرب إقليمية امتدت من الخليج العربي إلى البحر الأحمر، ومن هذا الأخير إلى الأبيض المتوسط، وتناوبتها الصواريخ والطائرات المسيّرة. أصبحت مسارح الحرب شاملة غزة والجنوب اللبناني والشمال الإسرائيلي، وفيها جميعاً جرى التدمير والنزوح ووعود النصر ومشاهد الهزيمة. الحرب دخلت فيها أصابع دول، وأظافر أقاليم، آخرها ما نشب في الجسد السوري، نازفاً بقدر ما نرى النزف اليوم، متجسداً في ما تكشّف من حال السلطة البعثية لبشار الأسد، الذي حكمت عائلته سوريا 54 عاماً. لم يكن المشهد الحالي لسوريا جديداً تماماً، فقد كانت واقعة في المشهد نفسه أثناء الحرب العالمية الأولى، عندما تناوبتها الثورة العربية الكبرى والاستعمار الفرنسي، واتفاقية «سايكس بيكو» و«وعد بلفور»؛ وعندما استقلّت بعد الحرب العالمية الثانية تناوبتها الانقلابات العسكرية، وهرباً منها ذهب الضباط السوريون إلى مصر يطلبون الوحدة؛ لعلها تقضي على العشائر والطوائف والرتب العسكرية. ويقال إن الطبع يغلب التطبع، فقد انقلبت سوريا على مصر، والانفصال على الوحدة، وعادت سوريا إلى انقلاباتها المعتادة.

الآن دخلت سوريا إلى مركز الصراع الجاري في المنطقة، بعد أن تخلَّى عنها مَن يساندها في لبنان «حزب الله»، وفي إيران «الحرس الثوري»، وفي روسيا الرئيس فلاديمير بوتين. الفرصة باتت سانحة لكي توضع النهاية لثلاثة مواقف وأزمات استراتيجية كبرى. أولها نهاية «الربيع السوري»، الذي جاء ضمن ظاهرة أوسع هي «الربيع العربي»، الذي انتهى في بلدان عربية أخرى بالإطاحة بالنظام أو الزعيم الحاكم. سوريا كانت استثنائية في بقاء بشار الأسد، الذي لجأ إلى أكثر أساليب الحكم قسوة. وثانيها نهاية «القفز إلى الأمام»، حينما قام نظام «البعث» السوري على نظرية قوامها السعي نحو وحدة الأمة العربية ذات «الرسالة الخالدة»، متصوراً في ذلك ذوباناً للطائفية والتمييز العرقي. ثالثها نهاية العودة إلى الخلف؛ حيث تذوب سوريا في عباءة أكثر اتساعاً، وهي الإسلام السياسي، بكل ما فيه من ألوان الطيف والعنف التي تبدأ بـ«الإخوان المسلمين»، ولا تنتهي بـ«داعش» على الحدود السورية - العراقية. وما بينهما توجد جماعات وأطياف «دولة الخلافة» وأسماء «الزينبيون» و«نور الدين الزنكي» و«حراس الدين» و«جبهة النصرة»، التي باتت «هيئة تحرير الشام». الاستعارات هنا جرت من بيئة غنية بأحلام سوريا الكبرى، التي تجمع أجزاء مبعثرة من الجغرافيا والتاريخ ومبادئ الدين والحرية والديمقراطية ولا شيء في النهاية. وكما أنه لكل بداية نهاية؛ فإنه في سوريا، كل النهايات السابقة تعود إلى نقطة البداية: الدولة الوطنية! فالحقيقة أن ما جرى في سوريا هو نتيجة فشل تاريخي في بناء الدولة الوطنية التي يعيش فيها مواطنون ينتمون إلى أرض وسلطة مركزية، تحتكر شرعياً السلاح، وتطبق الدستور والقانون. في ذلك فإن سوريا لا تختلف كثيراً عن دول أخرى بالمنطقة، فشلت فيها النخب الحاكمة في تشكيل هوية الدولة ومنطقها في الحكم والتشريع والتنمية السياسية والاقتصادية والبناء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرة على الأزمة السورية نظرة على الأزمة السورية



GMT 18:30 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

وادي الكنوز

GMT 18:28 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

يومٌ مصريٌ للتاريخ

GMT 18:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تتغيّر إيران الآيديولوجيّة آيديولوجيّاً؟

GMT 18:16 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

انكسار «الطائفية» وتجدد «الأصولية»

GMT 18:14 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الغد كان أفضل

GMT 17:58 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ولا يبقى الوضع كما هو عليه!

GMT 17:54 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الميثاق الإعلامي العربي الحلم المستحيل!!

GMT 17:50 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نغمة تنال من المتحف

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 21:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - إيلون ماسك يطلق ميزة جديدة في غروك لتحليل منشورات منصة إكس

GMT 09:09 2016 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

7 فنانين مصريين أكدوا نظرية "الموهبة ليست لها وقت أو سن"

GMT 01:07 2017 الخميس ,23 شباط / فبراير

خالد عبد الغفار يشدّد على تحسين "البحث العلمي"

GMT 16:42 2020 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

إصابة مدير سباق فرنسا الدولي للدراجات بكورونا

GMT 15:00 2019 الثلاثاء ,16 تموز / يوليو

محمد باعيو يكلف الجيش الملكي 100 ألف دولار

GMT 21:04 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 11:17 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

أبرز صيحات موضة 2019 بأسلوب كارلا حداد

GMT 22:17 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أبرز مواصفات سيارة "Vitara" المعدلة

GMT 09:00 2019 الخميس ,07 آذار/ مارس

أبرز عروض الأزياء بأسبوع الموضة في باريس

GMT 15:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

مواجهة حامية بين "يوفنتوس" و"أتالانتا" لخطف بطاقة التأهل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib