لا فراغ في الشرق الأوسط
تعطل طائرة وزير الخارجية الألماني يجبره على تعديل رحلته إلى قمة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية وزارة الصحة اللبنانية تعلن إرتفاع حصيلة الإصابات في استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين بمدينة بنت جبيل في جنوب البلاد إلى 7 أشخاص مقتل 5 أشخاص وإصابة 130 جراء إعصار ضرب ولاية بارانا جنوب البرازيل ترمب يعلن مقاطعة الولايات المتحدة لقمة العشرين في جنوب أفريقيا زلزال بقوة 5.6 درجة على مقياس ريختر يضرب خليج كاليفورنيا إضطرابات في حركة الطيران الأميركي بسبب الإغلاق الحكومي ونقص المراقبين الجويين الاونروا واحد من كل خمسة اطفال في غزة فاتهم التطعيمات الاساسية بعد عامين من الحرب خليل الحية يصف طوفان الأقصى برد على طمس القضية الفلسطينية ويدعو لتكثيف الجهود نحو تحرير فلسطين الاتحاد الأوروبي يوقف منح الروس تأشيرات دخول متعددة للضغط على موسكو انفجارًا يقع داخل أحد المساجد في العاصمة جاكرتا خلال صلاة الجمعة مما أسفر عن إصابة 54 شخصًا على الأقل
أخر الأخبار

لا فراغ في الشرق الأوسط؟!

المغرب اليوم -

لا فراغ في الشرق الأوسط

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

كان وزير الخارجية الأميركي جون فوستر دالاس (1888 - 1959) هو الذي وصف الشرق الأوسط بأنه في حالة «فراغ» (Vacuum) يطلب جهوداً لملئه، وإلا فإن الخصوم والمنافسين، وهم في هذه الحالة الاتحاد السوفياتي والصين ومن شابههما من الدول «الشيوعية»، سوف يستولون عليه. كان الحل وقتها إنشاء تحالفات عسكرية في المنطقة تساهم في تنفيذ الاستراتيجية الأميركية في «احتواء» (Containment) الخصوم وحصارهم. كان الزمن هو وقت «الحرب الباردة» وما نجم عنها من سباق على إقليم يتمتع بموقع استراتيجي عالمي، وكم هائل من النفط الذي بات بعد الحرب العالمية الثانية واستهلاكها لملايين من الغالونات سلعة ضرورة في أوقات الحرب والسلام. قامت فكرة دالاس على أنه إذا كان التوازن العالمي قد قام على استراتيجية للردع النووي القائم على الدمار الشامل، فإنه في الساحة الإقليمية يقوم على أحلاف تملأ الفراغ الذي قد يستغله الجانب الآخر؛ قام وقتها الاقتراح الأميركي بإنشاء «حلف بغداد» الذي فيما بعد قد أصبح «الحلف المركزي». في المنطقة وقتها كانت الرياح تأتي بكثير من الثورات في دول الإقليم؛ وكان موقف زعيمها جمال عبد الناصر، في ذلك الوقت، أنه لا يوجد فراغ في المنطقة، فأهلها وشعوبها يملأونها بطموحات الحداثة والتقدم؛ وإذا كان هناك من عدو فإنه ليس الاتحاد السوفياتي وإنما إسرائيل التي جاءت إلى المنطقة على غير موعد لكي تعتدي وتأخذ وتحتل. ولعل الليلة كانت تشبه البارحة حينما أعلن الرئيس الأميركي بايدن، مرة أخرى، أن هناك فراغاً في الشرق الأوسط، وما حل محل الاتحاد السوفياتي كان روسيا التي اجتاحت أوكرانيا، والصين التي يتوسع نفوذها الاقتصادي والسياسي كل يوم، وإيران التي إذا تركت لحالها سوف تمتلك سلاحاً نووياً يهدد الإقليم والولايات المتحدة من ورائه. وحتى تكتمل دائرة التاريخ فإن تسريبات راجت تتردد بالسعي نحو إقامة «ناتو» عربي، ثم صار «ناتو» شرق أوسطي. مرة أخرى لم يكن في المنطقة لا دول ولا شعوب ولا قيادات وزعماء تعرف جيداً ما هي المصالح العليا لأوطانها ودولها، وكيف تبني سياساتها بناء على ذلك؟

الحقيقة الكبرى التي ظهرت وتبينت أثناء «قمة جدة للأمن والتنمية» التي عقدت قبل أسبوع، هي أنه لا يوجد فراغ في الشرق الأوسط. كانت الفجوة واسعة بين خطاب الرئيس بايدن والقادة من الدول العربية التسع. بدأ الرئيس الأميركي خطابه بتحية الجنود الأميركيين الذين سقطوا في ساحة القتال بالعراق وأفغانستان؛ وإذا كان ذلك طبيعياً من قائد أميركي، إلا أن ما لم يكن طبيعياً عدم وجود إشارة عن الذين قتلوا بمئات الآلاف من القاطنين في المنطقة. الحديث عن القتال والقتلى كان بداية التعريف الأميركي للموقف المراد اتخاذ قرار فيه في قمة استثنائية لم يسبقها مثيل أن تجتمع واشنطن مع تسع عواصم عربية. جاء التعريف الأميركي بحالة مواجهة جديدة، هذه المرة مع روسيا والصين وإيران. في المقابل، ومع الترحيب العربي السعودي السابح في الكرم، فإنه كان هناك خطاب عربي واضح ربما لأول مرة في تاريخ العالم العربي المعاصر. أفلحت إلى حد كبير عمليات الاتصالات والتنسيق والتشاور التي جرت بين القادة العرب خلال الأسابيع السابقة حتى اللحظات الأخيرة قبيل انعقاد القمة؛ وربما كانت بداية رحلة بايدن إلى الشرق الأوسط في إسرائيل أعطت وقتاً إضافياً وتفكيراً أعمق فيما جرى من استجابة. الخطاب العربي في القمة قام على ثلاث قواعد: الأولى أنه لا يوجد فراغ في المنطقة العربية ولا الشرق الأوسط، وإنما يوجد قادة يقومون بالإصلاح العميق، ويعرفون جيداً مصالحهم القومية، وشعوب تتطلع إلى المستقبل في مسيرة كان ممكناً مشاهدتها من كل النوافذ والأبواب التي تطلع على جدة من ساحات المؤتمر المختلفة. والثانية أن الأطروحة الأميركية عن ضرورة أن يقوم النظام الدولي على قواعد قانونية مقبولة، ولكنها لا يمكنها أن تترك على قارعة الطريق واحدة من أهم هذه القواعد التي أرسيت منذ مؤتمر «ويستفاليا» 1648، وهي عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. ولأن «أهل مكة أدرى بشعابها»، فإن الولايات المتحدة لا ينبغي لها أن تتدخل في شؤون الدول، ولا أن تتخيل قذف الناس بحجارة «الديمقراطية» و«حقوق الإنسان» بينما منزلها من زجاج. والثالثة أن العرب يتطلعون إلى علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، مثلما يتطلعون إلى علاقات من النفع المتبادل مع كل دول العالم على أساس من المصالح الوطنية لكل الدول.
جرت القمة بالطريقة التي شاهدها الناس، حيث وقعت القمة السعودية الأميركية، ثم قمم أصغر زمناً بين أربعة من القادة العرب والرئيس الأميركي، ثم جرت القمة الكبرى التي جرى فيها خطاب الرئيس بايدن وخطابات القادة العرب. كان الأول محدوداً في انغلاقه على إيران، والمدهش أن ذلك كان يسير جنباً إلى جنب مع ضرورة عقد اتفاق معها؛ أما الخطابات الثانية فلم تكن أكثر وعياً فقط بالخطر الإيراني، وإنما أكثر وعياً بأخطار أخرى في المنطقة وفي العالم، ليس أقلها استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأرض العربية، ولا أعلاها الاحتباس الحراري، وتصل في الشمول إلى تحقيق الأمن المائي. كان هناك الكثير من المرونة الواعية بالحالة الفلسطينية الصعبة، والوعي الأكبر بالقضايا العالمية والإقليمية التي لا يمكن وضعها جانباً. المدهش أنه رغم الوضوح التام في كل ما قيل وأذيع، فإن الصحافة الأميركية، خصوصاً الليبرالية منها مثل «واشنطن بوست»، تعاملت مع القمة كما لو كانت مسرحية لممثل واحد، ونصاً واحداً، وموسيقى تصويرية ومؤثرات صوتية واحدة، ما بعد ذلك وقبله لا يوجد إلا الفراغ الموحش. لم تكن هناك الشجاعة لنقل ما حدث وقيل في أول اللقاءات بين الرئيس بايدن والأمير محمد بن سلمان حول قضية الكاتب جمال خاشقجي، حيث كان الألم كبيراً للحادثة المروعة، لكن الحرص أيضاً كان كبيراً على أن يأخذ القانون مجراه، ويتلقى المجرمون عقابهم. ما حدث كان خطأ فادحاً لا ريب فيه، ولكن مثل هذه الأخطاء حدثت من كل دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة التي كان عنوانها في فيتنام مذبحة «لاي ماي»، وفي العراق مجزرة «أبو غريب»، وفي فلسطين كانت رصاصة تقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة، أثناء تأديتها لواجبها الصحافي.
كانت المهنية غائبة من كبريات صحف وشبكات تلفزيونية، وكان الوعي غائباً عن ملاحظة أكبر ثورة إصلاحية اقتصادية واجتماعية عرفتها المملكة في تاريخها. والحقيقة هي أن الغياب كان مقصوداً، لم يكن محض صدفة أو انشغال بال، وإنما كان عصياناً على مهنة تبحث عن الحقائق. كان الترصد واقعاً حتى على الرئيس بايدن، فكان منتقداً لأنه أصبح واقعياً، ومتهماً لأنه لم يحصل على الكثير، ومداناً لأنه لم يرتفع إلى مرتبة النصائح والمذكرات التي تقدمها له صحافة وضعت لنفسها وبلدها صورة عن العالم العربي كلها ضلال ولم يعد لها وجود.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا فراغ في الشرق الأوسط لا فراغ في الشرق الأوسط



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار

GMT 08:13 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

بيبيتو يكشف دور ميسي وسواريز في تألق نيمار

GMT 18:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وزير الرياضة يناقش خطة اتحاد الجودو في 2018

GMT 21:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الوداد من منحته السنوية

GMT 07:23 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"روائح مبعثرة" المجموعة القصصية الأولى للعسيري

GMT 05:34 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"سيات ليون كوبرا" ضمن أفضل 5 سيارات في "اليورو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib