حالة مغربية فرنسية

حالة مغربية فرنسية

المغرب اليوم -

حالة مغربية فرنسية

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

عرضت فرنسا على المغرب تقديم مساعدات للتخفيف من وطأة زلزال مراكش، ولكن الحكومة المغربية ردت برفض قبول المساعدات الفرنسية، ومن بعدها دار جدل كثير حول العلاقات بين البلدين، فلم يملك الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إلا أن يقول إن هذا الجدل لا بد أن يتوقف.

وليس سرًّا أن علاقة باريس مع الرباط على غير ما يُرام منذ فترة، وقد وصلت في توترها إلى حد أن فرنسا جاء عليها وقت أوقفت فيه منح تأشيرات دخول للمغربيين.. ولم يكن الطرف المغربى مسؤولًا عن التوتر في الحقيقة، ولكن المسؤولية كانت واقعة على الطرف الفرنسى، الذي لا يعرف إلى الآن كيف يفرق بين وقت سابق كانت فيه بلاد إفريقية من بين مستعمراته، وبين وقت حاضر صارت فيه هذه البلاد دولًا مستقلة ذات سيادة.

ولا توجد حالة تشير إلى هذا الوضع على أوضح ما يكون إلا الحالة التي لا تزال قائمة بين فرنسا والنيجر منذ أن شهدت الأخيرة انقلابًا عسكريًّا في ٢٦ يوليو الماضى.

فالتوتر بينهما وصل إلى حد أن السلطة النيجرية الجديدة أعلنت أن السفير الفرنسى في النيجر «شخص غير مرغوب فيه»، وأن عليه حسب الأعراف الدبلوماسية الحاكمة في مثل هذه الحالة أن يغادر البلاد في موعد حددته هي، وقد جاء الموعد وانقضى مداه دون أن يغادر السفير لأن فرنسا رفضت وتمسكت بإبقائه في السفارة.

وكان رد الحكومة في العاصمة النيجرية نيامى أنها جردت السفير من حصانته الدبلوماسية، وكلفت الشرطة بترحيله خارج البلاد!.. ولم تكن النيجر حالة وحيدة في هذا الملف، ولكنها تظل الحالة الصارخة، وإلى جوارها تقف حالات إفريقية أخرى، منها مالى، على سبيل المثال.

والحالات الثلاث، من مالى إلى النيجر إلى المغرب، تدل على أن هناك مشكلة في التصور الفرنسى للعلاقة مع عواصم القارة السمراء، ثم تدل على أن فرنسا مدعوة إلى مراجعة هذا التصور حتى لا تتفاقم مشكلاتها مع دول القارة.

وعندما يرفض المغرب المساعدات الفرنسية، رغم المحنة التي يمر بها الذين ضربهم الزلزال في مراكش، ورغم شدة الحاجة إلى المساعدات، فليس لهذا من معنى سوى أن فرنسا تمارس في علاقاتها مع دول القارة من السياسات ما لا يمكن قبوله ولا تمريره، وأنها لا تريد أن ترى ماذا عليها أن تفعل.

الواقع يقول إن فرنسا لا سبيل أمامها سوى أن تعود عن سياسات لا يقبلها الأفارقة، ولا شىء ينطق بضرورة ذلك أكثر من علاقاتها الحاضرة مع هذه الدول الثلاث المشار إليها، وليست الدول الثلاث إلا مثالًا حيًّا من بين أمثلة في أنحاء القارة السمراء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حالة مغربية فرنسية حالة مغربية فرنسية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
المغرب اليوم - خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد حلمي وهند صبري في أول تعاون سينمائي بأضعف خلقه
المغرب اليوم - أحمد حلمي وهند صبري في أول تعاون سينمائي بأضعف خلقه

GMT 20:20 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

4 أصوات تشير إلى أعطال في محركات السيارات

GMT 06:27 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

دراسة تؤكّد تأثير حجم المخ على التحكّم في النفس

GMT 21:07 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

"سباق الدراجات" يدعم ترشح المغرب للمونديال

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

محمود عباس فى البيت الأبيض.. من دون فلسطين!

GMT 06:27 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

باكستان تُبعد صاحبة صورة ناشيونال جيوغرافيك الشهيرة

GMT 04:19 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الساحرة لعام 2017

GMT 07:02 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فيلم الرعب الأميركي "Happy Death Day" الأول على شباك التذاكر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib