تقليد أحياه عبدالنور

تقليد أحياه عبدالنور

المغرب اليوم -

تقليد أحياه عبدالنور

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

أحيا منير فخرى عبدالنور تقليدًا رمضانياً عشنا نعرفه من قبل، وكان العم سعد فخرى عبدالنور هو الذي أطلقه من سنين، وهو الذي ظل يواظب عليه ويحرص على أن يحييه إذا جاء رمضان.

كان العم سعد وفدياً صميماً، وكانت دماء الوفد تجرى في شرايينه، وكانت دماؤه الوفدية تمده بالتفاؤل وأسباب الحياة، ومن شدة حبه في سعد باشا زغلول، فإنه سمّى ابنه يحيى، حتى إذا نادى أحد على الابن قال: يحيى سعد!.. فيكون المعنى: يحيا سعد!.. وفى زمن سابق كان الأب فخرى عبدالنور قد سمى ابنه سعد، ولا معنى في هذا كله سوى أن الغرام بالوفد متأصل في هذه الأسرة على امتداد أجيالها وموصول.

كان سعد يدعو إلى إفطار رمضانى كلما أطل على الناس شهر الصيام، وكان مكانه المفضل هو شيراتون الجزيرة الذي تبدل اسمه وصار سوڤوتيل الجزيرة، والذى يحيط به النهر الخالد من ثلاث جهات.. ولم يكن هذا الفندق الفريد في موقعه مكاناً مفضلاً لحفل إفطاره وفقط، ولكن الرجل كان يجد راحة في الذهاب إليه وفى الجلوس على شواطئه إذا جاء المساء، وكثيراً ما كان يدعونى إلى الجلوس معه في مكانه المفضل هناك.

وكنت تجد في حفل إفطار سعد ما لا تجده في حفل إفطار آخر، ليس من حيث ألوان وأصناف الطعام الكثيرة، لكن من حيث المدعوين الذين كانوا يتوافدون من كل اتجاه على طول الدولة وعرضها.

وفى وقت من الأوقات كان سعد فخرى سكرتيراً عاماً للوفد، وكان بوجوده في هذا الموقع يعيد تذكير الوفديين بأيام عظيمة كان مكرم عبيد باشا قد جلس فيها على نفس الكرسى، وكان إبراهيم باشا فرج من بعد مكرم قد فعل الشىء نفسه.. ويشاء الله أن يأتى يوم يكون منير فخرى سكرتيراً عاماً في مكان العم الكبير.

وعندما رحل فؤاد باشا سراج الدين في أغسطس ٢٠٠٠، كان سعد فخرى في موقع السكرتير العام، وكان وجوده أيامها في موقعه من بين الأسباب التي سهلت انتقال رئاسة الوفد إلى الدكتور نعمان جمعة، يرحمه الله، لأنه كان يحظى باحترام الوفديين جميعاً، ولأنه كان قيمة وطنية تستمد الكثير من الأب فخرى بك عبدالنور، الذي عاش أيام سعد والنحاس وأخذ عنهما كل القيم الوطنية الرفيعة.

أحيا منير فخرى تقليداً أرساه العم، فكان وكأنه فرع في شجرة كبيرة تتجدد فروعها باستمرار، لأن جذورها تعود في أصلها إلى جرجا في سوهاج، ولأنها تتمدد من هناك على الدوام، ولا تشرب إلا من ماء النيل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقليد أحياه عبدالنور تقليد أحياه عبدالنور



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 10:45 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

تاه جاهز للعب مع بايرن في مونديال الأندية

GMT 15:33 2023 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

استقرار مؤشرات الأسهم اليابانية في ختام التعاملات

GMT 10:19 2022 الجمعة ,18 شباط / فبراير

الرجاء المغربي ينهي استعداداته لقمة وفاق سطيف

GMT 13:30 2021 الثلاثاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"هواوي" تطرح أجهزة رائدة في السوق المغربية

GMT 07:05 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بعد إصابتها بـ”كورونا” الفنانة المصرية نشوى مصطفى تستغيث

GMT 13:00 2020 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

أحدث صيحات فساتين الزفاف لعام 2020

GMT 12:10 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي حقيقة صورة محمد هنيدي مع إعلامي إسرائيلي

GMT 00:44 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

بولهرود يغير وجهته صوب "ملقا الإسباني"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib