سببان أحدهما رأيناه والثاني نترقّبه
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

سببان أحدهما رأيناه... والثاني نترقّبه

المغرب اليوم -

سببان أحدهما رأيناه والثاني نترقّبه

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

لا أصدق أن الولايات المتحدة الأميركية كانت على علم كبير بالمفاوضات التي أدت إلى اتفاق عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، وإذا كانت هي تقول ذلك منذ الإعلان عن الاتفاق في العاشر من هذا الشهر، فمن الطبيعي أن تقول ما تقوله في هذا الشأن.

ولكن المنطق يقول غير ما تقول، والعقل لا يقول ما تقوله، لأنها لو كانت على علم كبير أو حتى صغير بالمفاوضات السابقة على إعلان الاتفاق، لكانت قد استغلت علمها في اتجاه آخر، ولكان هذا الاتجاه هو إفساد الاتفاق وإفشاله، ولكانت قد سربت أخباره في صحفها الكبرى، إذا فاتها أن تفسده، أو تعطله، أو تقف في طريق وصوله إلى غايته.
ربما تقصد أنها كانت تعلم بالمفاوضات الأخرى، التي جرت في بغداد مرات، وفي سلطنة عُمان مرات، والتي كانت مقدمة أدَّت إلى نتيجتها بالاتفاق الأخير، وهذه المفاوضات الأخرى كانت معلنة في الجزء الغالب منها، وكانت الدنيا كلها تعرفها وتتابع طرفاً مما يجري فيها، ولم تكن خافية على أحد، وكانت إيران نفسها تتحدث عنها، وعن تقدمها بعض الشيء في إحراز أهدافها.
ولكن مفاوضات العراق والسلطنة شيء، ومفاوضات بكين التي قادت إلى اتفاق العاشر من الشهر الحالي شيء آخر، وسوف تظل قدرة الصين على إخفاء أخبار الاتفاق قبل الإعلان عنه قضية محسوبة في ميزانها، لأنه ليس من السهل أبدا في عالم هذه هي طبيعته من الانفتاح أن تنجح دولة في إخفاء شيء كل هذا الإخفاء.
وقد كانت لدى واشنطن أسبابها التي تجعلها لا تتحمس لإتمام الاتفاق، ومن بين هذه الأسباب أنه إذا تم فليكن عن طريقها، وعلى يديها، فإذا لم يكن كذلك، فليس على يد الصينيين خاصة.
ويمكن الحديث عن سببين لنجاح اتفاق عودة العلاقات بين المملكة وإيران، أحدهما رأيناه وقد أحدث مفعوله أمامنا، والثاني سيكون علينا أن نترقبه.
أما الأول فهو سابق على إعلان الاتفاق، وأقصد به السرية الكاملة التي أحاطت بالموضوع، فلولا ذلك لكانت مفاوضات بكين قد صارت مجرد محطة ثالثة بعد بغداد ومسقط، وليس معنى هذا أن ما جرى في العاصمتين العربيتين كان بلا فائدة، ولكن المعنى أن الحصيلة في بكين غيرها في بغداد وفي مسقط، لأن العبرة تظل دائماً بالخواتيم، ولأن ما توصلت إليه بكين لم تكن لتدركه لو لم تضرب إطاراً من السرية الحديدية حول المفاوضات التي جرت على أرضها.
ولا بد أن نذكر أن قرار العبور الذي اتخذه السادات في 1973 نجح لأسباب كثيرة، وفي مقدمة الأسباب قدرة الرجل وقتها على إحاطة قراره بالسرية، فلما حقق ما حققه من أهداف في المرمى الإسرائيلي تساءل قادة الحكم في تل أبيب عن السبب، واتفقوا على أن الأسباب كانت متعددة، وأن السرية التي أحاط السادات قراره بها كانت في مقدمة الأسباب.
السرية الواجبة هي التي أخرجت الاتفاق إلى النور، وهي التي وضعته على الطريق، ولكن الباقي سيكون على السبب الثاني أن يتكفل به إلى الغاية البعيدة.
هذا السبب الثاني هو جدية إيران في تحويل ما وقّعت عليه إلى حياة، ولا بد أنها قادرة على ذلك لو صدقت نياتها؛ لأن التوقيع سهل ولا مشكلة فيه، ولكن العبرة تبقى بصدق النيات، وتبقى بمدى قدرة التوقيع على أن يصمد أمام كل اختبار، وأن يجتازه، وأن يقفز فوق ما قد يعترضه من مشكلات، وأن يصل إلى ما فيه من تعهدات، وما عاهدت طهران الطرف الضامن عليه.
ومن هنا إلى شهرين قادمين سيكون علينا أن نتابع إعادة فتح السفارتين في العاصمتين، وسوف تكون هذه خطوة أولى، ولكن سيكون لها ما بعدها، وسيكون على الحكومة الإيرانية أن تثبت أن هذه المرة ليست كسابقتها، وأن النيات في هذه المرة هي التي تجعلها مختلفة.
ولو أعاد الطرف الإيراني التفكير في موقفه، حيث يجد نفسه هذه اللحظة، فسيكتشف أنه أرهق نفسه بقدر ما أرهق المنطقة معه، وأنه إذا كان قد أنهك أكثر من عاصمة عربية بوجوده فيها، فالإنهاك قد أصابه بالدرجة ذاتها، لأنه لا يستطيع أن يبدل أحكام الجغرافيا، ولا يستطيع الهروب مما تفرضه عليه وعلى غيره، ولا يقوى على أن يقف في طريقها على الخريطة.
ولا مبالغة في أن طهران ستكون محل اختبار من هنا إلى شهرين قادمين، وستكون إعادة فتح السفارتين لحظة البدء في الاختبار، وسيكون صانع القرار الإيراني في اختبار أمام نفسه، أكثر مما سيكون ذلك أمام سواه، وسيتوقف النجاح في الاختبار على قدرته على ترجمة النيات التي في الصدور، من مجرد نيات، في مكمنها، إلى خطوات مع الطرف الثاني، في دنيا الناس.
لا تحتمل المنطقة انتكاسة في الاتفاق، ولا تتحمل عواقب العودة إلى المربع الأول، ولا تملك إيران إلا أن تدرك هذا وتتصرف على أساسه، وأن تبدد الحذر الذي لا يزال كثيرون حولها يعتصمون به، وهُم يتطلعون إلى الخطوة المقبلة منها.
إيران قادرة على ترجمة ما تعهدت به إلى واقع، ولكن القدرة تحتاج إلى أن تقترن بإرادة سياسية لديها، وسوف يتحقق هذا الاقتران إذا غادرت حكومة المرشد مربع الثورة إلى دائرة الدولة المسؤولة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سببان أحدهما رأيناه والثاني نترقّبه سببان أحدهما رأيناه والثاني نترقّبه



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 09:44 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة
المغرب اليوم - ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib