أصيلة مدينة تحتضن قارة
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

أصيلة... مدينة تحتضن قارة

المغرب اليوم -

أصيلة مدينة تحتضن قارة

بقلم - سليمان جودة

جاء وقت قرّر فيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أن يكون السفير أحمد قطان وزيراً يحمل حقيبة أفريقيا في مجلس الوزراء.

 

ورغم أن المملكة ليست دولة أفريقية، فإنها تطل على القارة السمراء من فوق الشاطئ الشرقي للبحر الأحمر، الذي وإنْ كان يفصل آسيا عن أفريقيا، إلا أنه يظل بحراً آسيوياً أفريقياً، بحكم حقائق الجغرافيا التي شقّت له مجرى في مكانه بين القارتين.

وإذا كان هذا البحر يعرف الآن تجمعاً سياسياً اسمه «الدول المُشاطئة للبحر الأحمر»، فهي دول نصفها أفريقي يقع على شاطئه الغربي، ونصفها الآخر آسيوي يستقر على شاطئه الشرقي، وما بين الشاطئين تتصل مصالح دول التجمع وتتشابك. وربما كان هذا هو الذي جعل خادم الحرمين الشريفين يأتي بالسفير قطان وزيراً، ثم يرسله في جولات مكوكية لم تشأ أن تستثني دولة من دول القارة على تعدُّدها وامتدادها على الخريطة.

والذين يتابعون شأن القارة السمراء هذه الأيام، لا بد أنهم يلاحظون أن القوى الكبرى في العالم تبدو كأنها تكتشف من جديد أن في العالم قارة اسمها أفريقيا، وأنها قارة غنية بالموارد بقدر غناها بالبشر؛ ولذلك راحت هذه القوى تجري نحوها وتتسابق، فكانت الصين هي تقريباً الأسبق من غيرها، ومن بعدها تتابعت سائر القوى، بدءاً من الأميركيين وانتهاءً بالروس، وما بينهما من الأوروبيين في القارة العجوز وغيرها. وذات يوم وقف جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأميركي المعروف، فقال في مؤتمر صحافي له بإحدى الدول الأفريقية، إن بلاده وضعت برنامج عمل يُحاصر الروس وسواهم في أفريقيا.

كل ذلك كان يجري في العلن، لا في السر، وكانت أفريقيا التي تُعادل مساحتها مساحة الصين والولايات المتحدة وأوروبا مجتمعة تبدو مغرية للذين يتسابقون نحوها في كل الحالات، وكانت في الوقت نفسه تبدو مدعوة إلى أن تكتشف نفسها في المقابل.

وعندما دعا منتدى أصيلة الثقافي الدولي إلى دورته هذه السنة، كانت قضايا القارة السمراء على رأس جدول أعمال المنتدى، وكان أمينه العام محمد بن عيسى يقول في يوم افتتاحه يوم 14 من الشهر الحالي، إن فضاء منتدى أصيلة المفتوح يمكن أن يستوعب قضايا القارة، كما استوعب قضايا سواها من قبل، وأن المنتدى اختار أن تكون قضية الحدود بين دول القارة هي محوره الأول، وربما الأهم.

ولأن الحدود الحالية من وضع القوى التي استعمرت غالبية دول القارة في مرحلة ما بعد مؤتمر برلين 1884، فإنها حدود ملغومة في أكثريتها، إذا جاز استعمال هذه الكلمة في وصفها، والسبب أن الحدود بين كل دولتين فيها تفصل بينهما أكثر مما تصل، وتنطوي على عناصر التفريق بين أفراد الشعبين في الدولتين على الجانبين، أكثر مما تضم من عوامل الحشد والتجميع.

وبالطبع فليست دول القارة كلها سواء في النظر بعين الشك والريبة إلى الحدود بينها وبين الدول الجارة، ففي أفريقيا دول ترى الحدود جسراً لا بد من العبور من خلاله فوق الأزمات والمشكلات، وهذه تُمثل قلة لسوء حظ القارة، وفيها دول أخرى تتطلع إلى الحدود، بوصفها مصنعاً لا يتوقف عن إنتاج العوائق والمعوقات، ثم إعادة إنتاجها طول الوقت.

وقد كان الرهان على أن تكون دول النوع الثاني غنية في إرادتها بقدر ما هي غنية في مواردها، ولا معنى لغنى الإرادة هنا إلا أن تعمل باستمرار على تفويت الفرصة التي من أجلها قصد المستعمر أن يزرع الحدود بما يفجرها، لا بما يهدئ منها. ولكن بدا في كثير من الحالات كأن المستعمر، وهو يصنع الحدود في زمانه، قد راح يزرع معها من أهل القارة مَنْ يظل يجعل من الحدود نزيفاً للطاقات لا يتوقف بين كل دولتين جارتين.

وقد كان كثيرون من أبناء القارة السمراء يتساءلون دائماً: ماذا ينقص قارتنا لتكون كالقارة الأوروبية على الشاطئ الآخر من البحر المتوسط؟ فعندنا موارد وقدرات بشرية ومساحات من الأرض كما عندهم، وربما أكثر، واتحاد ومفوضية أفريقيان كما عندهم اتحاد ومفوضية أوروبيان... إلى آخر القائمة. فماذا على وجه التحديد ينقصنا لنكون مثلهم؟

كان السؤال في محله كلما بادر شخص أو جهة بطرحه في العلن، ولكن المسألة لم تكن أبداً في ما عندنا مقارنة بما عندهم، وإنما كانت في الوعي بما عندنا، وفي القدرة على توظيفه بما يؤدي إلى مثل ما أدى عندهم.

وكان هذا يحتاج إلى وعي بالموضوع على مستوى الأفراد والحكومات على السواء في قارتنا السمراء، فإذا توافر مثل هذا الوعي لدى الأفراد قبل الحكومات، فإنهم يصبحون قادرين مع الوقت على الضغط على حكوماتهم، في اتجاه تحويل الحدود بين دولهم من مساحة للفصل، وربما العداء، إلى أفق للوصل والتعاون والالتقاء.

وهذه السطور دعوة إلى كل حكومة في القارة لتطلب أوراق منتدى أصيلة، لعلها تجد فيها ما يؤهل الحدود لأن تتحول من وضعية إلى وضعية أخرى، فالمنتدى عندما احتضن القارة كان في ظني يضيف خطوة في طريق الوعي المطلوب، وكان يقول إن أصيلة إذا كانت مدينة صغيرة على شاطئ الأطلنطي، لكنها قادرة على احتضان قارتها على اتساعها، لأن الاحتضان لا يكون بالذراع بالضرورة، ولكنه يمكن أن يكون بالحفاوة والاحتفاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أصيلة مدينة تحتضن قارة أصيلة مدينة تحتضن قارة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 00:08 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
المغرب اليوم - واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib