عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»
باكستان تسجل 23 إصابة جديدة بحمى الضنك خلال 24 ساعة في إسلام آباد مصرع خمسة متسلقين ألمان في انهيار ثلجي بجبال الألب الإيطالية مصرع خمسة وثلاثين شخصا وفقد خمسة آخرين بسبب الفيضانات في وسط فيتنام إشتعال ناقلة نفط روسية وسط هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية في البحر الأسود إنفجار عنيف في مستودع أسلحة لقسد بريف الحسكة وسط تحليق مسيرة مجهولة ومصادر تتحدث عن حالة هلع بين السكان حركة حماس تعلن العثور على جثث ثلاثة رهائن في غزة وتنفي اتهامات أميركية بشأن نهب شاحنات مساعدات الأسرة المالكة البريطانية تعرب عن صدمتها بعد هجوم طعن في قطار بكامبريدجشير أسفر عن إصابات خطيرة غارة إسرائيلية على كفررمان تقتل أربعة من عناصر حزب الله بينهم مسؤول لوجستي في قوة الرضوان غارات إسرائيلية مكثفة تهزّ قطاع غزة وتثير مخاوف من إنهيار إتفاق وقف إطلاق النار نادي وولفرهامبتون الإنجليزي يستقر على فسخ التعاقد مع البرتغالى فيتور بيريرا المدير الفنى للفريق
أخر الأخبار

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

المغرب اليوم -

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

ارتدى رئيس مهرجان وهران السينمائى عبد القادر جريو (الكوفية) الفلسطينية، ألقى كلمة الافتتاح ووجه التحية للشعبين الفلسطينى واللبنانى، ولم يلغ مثلًا الفرقة الموسيقية ولا الغناء وقبلهما السجادة الحمراء، لم يشعرنا أننا نقوم بفعل شائن، عندما نحضر مهرجانًا سينمائيًا أو غنائيًا فهذا لا يعنى أننا نسينا أو تناسينا، أو كما يحلو للبعض أن يردد (وطى شوية صوت الراديو حتى لا يسمعك الجيران) كان ينبغى أن يقام مهرجان (وهران) للسينما العربية فى موعده، عدد من الأصوات فى عالمنا العربى، ومنذ العام الماضى كان يعلو صوتهم بالرفض.

ولهذا أطفأنا العديد من المصابيح التى هى المعادل الموضوعى للمهرجانات، فى مهرجان وهران تم تكريم نجمين كبيرين، المخرج اليونانى (كوستا جافراس) 91 عامًا وزوجته المنتجة التى تصغره بسنوات قليلة (ميشيل راى) ومن الجزائر محمد الأخضر حامينا 94 عامًا المخرج العربى الوحيد الحاصل على سعفة (كان) الذهبية، والنجم المصرى محمود حميدة الذى أتم قبل أشهر قليلة السبعين ولا يزال فى الملعب محافظًا على لياقته الإبداعية وحصلوا جميعًا على جائزة (المهر الذهبى التذكارية) عن حصيلة مشوار العمر.

بعد ٧ أكتوبر، بداية من مهرجان (الموسيقى العربية)، ثم (القاهرة السينمائى)، وفى تونس (قرطاج) وفى الجزائر (عنابة) وغيرها، توقفت تقريبًا كل المهرجانات، أفلت مهرجان (الجونة) من هذا القرار، لأنه يتمتع بمرونة فى الحركة، وبالتالى حرية اتخاذ القرار، حيث إنه لا يحصل على دعم مادى من الدولة، ولا أتصور مثلًا أن حسين فهمى، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى، كان مقتنعًا بقرار إلغاء المهرجان الدورة الماضية، ولكن كان لزامًا عليه أن يلتزم برأى الدولة.

قرر الأخوان ساويرس (نجيب وسميح) ومعهما الرئيس التنفيذى للمهرجان عمرو منسى إقامة الدورة بعد تأجيلها أكثر من مرة، إلا أنهم أيضًا وضعوا العديد من الممنوعات والمحاذير.

يومها طلبت أن نتذكر فقط ما الذى فعلته أم كلثوم بعد هزيمة 67، عندما جابت المحافظات المصرية، ثم الدول العربية وانتقلت إلى فرنسا وغنت الكثير من رصيدها العاطفى ووجهت الحصيلة للمجهود الحربى، وهو نفس ما فعله أيضًا عبدالحليم.

السلطة السياسية ممثلة فى الرئيس جمال عبدالناصر أعطت توجيهاتها للإذاعة المصرية وكانت وقتها فى عز قوتها وسطوتها أن تقدم للجمهور الضحك لمجرد الضحك، وهكذا استمع المصريون فى رمضان بعد الهزيمة بأشهر قليلة إلى مسلسل (شنبو فى المصيدة) بطولة شويكار وفؤاد المهندس ويوسف وهبى، وغنوا فى المقدمة (شنبو يا شنبو/ والله ووقعت يا شنبو) على طريقة (البارودى) الساخرة التى تعنى الوجه الآخر.

الأصل أنها أغنية وطنية (بلدى يا بلدى، بلد الأحرار يا بلدى)، كلمات مرسى جميل عزيز وتلحين كمال الطويل، كتب عليها الشاعر فتحى قورة الكلمات الساخرة بنفس لحن الطويل الذى أشرف بنفسه على تسجيل الأغنية بأصوات فؤاد وشويكار ويوسف بك وهبى، ولم نر اعتراضًا من أحد، رغم أن الهزيمة كانت أعمق جرح عاشته مصر والعرب، أدرك عبدالناصر أن المطلوب هو ألا نستغرق أو بالأحرى نستسلم للأحزان.

حكى لى الإذاعى الكبير أحمد سعيد أنه بمجرد أن حل يوم 9 يونيو وباتت الهزيمة معلنة فى كل أنحاء العالم، كانت تقريبًا كل القيادات فى مبنى ماسبيرو ترى أن تنضم كل موجات الإذاعة والتليفزيون ولا تقدم عبر موجاتها سوى القرآن الكريم.

أصغر عضو فى تلك اللجنة الإذاعية نادية توفيق المتخصصة فى البرامج الغنائية والموسيقية، قالت لهم إن الموسيقار محمد فوزى سجل قبل رحيله بأشهر قليلة بصوته أغنية (بلدى أحببتك يا بلدى)، وكلها حب فى الوطن بلا دموع أو آهات وصارت هى الأغنية المعتمدة قبل أن يقدم بليغ حمدى والأبنودى وعبدالحليم (عدى النهار).

فى هذا العام كان عدد من الأصوات مع اختلاف أهدافها كانت ترى أن الصمت هو الحل، وعلينا أن نعلنها صراحة لا وقت للسينما بينما الدماء العربية تنزف فى غزة وجنوب لبنان، ليس أمامنا سوى إقامة سرادق عزاء ثم انتصر صوت العقل، السينما أحد أسلحة المقاومة، وفى غزة لم تتوقف الكاميرا عن رصد ما يجرى وأقيم مهرجان فى (غزة) ليوثق الوحشية الإسرائيلية، المقاومة أيضًا بالكاميرا.

فى العام الماضى كنت أحد الأصوات القليلة بل النادرة التى رفضت أن نتشح جميعًا باللون الأسود ونطفئ كل الأنوار، وسلمنا أنفسنا للحزن باعتباره سلاح المقاومة الوحيد.

مهرجان وهران يعود بعد توقف دام ست سنوات للساحة العربية وهو متخصص فى السينما العربية، السؤال: هل نحتفى فى الشارع العربى بالسينما العربية؟ المهرجانات العربية تمنح لها مساحات مثل (وهران) فى الجزائر، (أبو ظبى) و(دبى) فى دولة الإمارات العربية، التى ظلت طوال سنوات إقامتها تضع السينما العربية فى مقدمة المشهد، و(العين) الذى يولى اهتمامه بالدرجة الأولى بالسينما الإماراتية أولًا إلا أنه لا يغفل أبدًا توجهه العربى.

(قرطاج) بتونس مهرجان عربى إفريقى، (القاهرة) يقيم مسابقة عربية (آفاق) بجوائز خاصة ومتنوعة و(الجونة) و(جدة) وغيرها تمنح السينما العربية مساحات معتبرة من الجوائز، ورغم ذلك لا تزال السينما العربية تعيش فى مأزق، وتواجدها أو حتى اقتناصها للجوائز فى المهرجانات الكبرى لا يعبر عما تستحقه حقيقة من قيمة، من الممكن مثلًا أن تقارن السينما الإيرانية بالسينما العربية لتكتشف أن إيران نالت عددًا أكبر من الجوائز فى المهرجانات الكبرى بالقياس بكل دول العالم العربى.

إلا أننا بعيدًا عن المهرجانات، لن نجد حضورًا واضحًا للسينما العربية فى الشارع العربى، إلا فى القليل النادر، حيث تُعرض أحيانًا أفلام مصرية أو لبنانية بدول الخليج العربى، بينما نلاحظ خفوت هذا الحضور فى أغلب البلدان العربية.

السينما العراقية مثلًا نادرًا ما نجدها فى دور العرض، رغم أنها واحدة من أعرق السينمات الراسخة عربيًا، كان للعراق مؤسسة سينمائية لها بعدها القومى، وليس فقط الوطنى، وأنتجت لأكثر من سينمائى عربى بحجم صلاح أبوسيف (القادسية)، وتوفيق صالح (الليالى الطويلة) وغيرهما، تقلص كل شىء مع الزمن وندرت السينما التى تدعمها الدولة، خاصة بعد أن واجه العراق العديد من المعضلات الأمنية والسياسية والاقتصادية، إلا أن السينمائى عادة لديه أسلحة للبقاء، وفيلم (شارع حيفا) للكاتب والمخرج مهند حيال الذى يعرض هذا العام فى وهران ضمن أفلام عراقية أخرى، حيث إن هذا العام مخصص للسينما العراقية- دليل موثق على ذلك، ونكمل غدًا رحلتنا من (وهران)!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة» عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»



GMT 18:30 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

وادي الكنوز

GMT 18:28 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

يومٌ مصريٌ للتاريخ

GMT 18:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تتغيّر إيران الآيديولوجيّة آيديولوجيّاً؟

GMT 18:16 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

انكسار «الطائفية» وتجدد «الأصولية»

GMT 18:14 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الغد كان أفضل

GMT 17:58 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ولا يبقى الوضع كما هو عليه!

GMT 17:54 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الميثاق الإعلامي العربي الحلم المستحيل!!

GMT 17:50 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نغمة تنال من المتحف

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 21:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - إيلون ماسك يطلق ميزة جديدة في غروك لتحليل منشورات منصة إكس

GMT 09:09 2016 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

7 فنانين مصريين أكدوا نظرية "الموهبة ليست لها وقت أو سن"

GMT 01:07 2017 الخميس ,23 شباط / فبراير

خالد عبد الغفار يشدّد على تحسين "البحث العلمي"

GMT 16:42 2020 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

إصابة مدير سباق فرنسا الدولي للدراجات بكورونا

GMT 15:00 2019 الثلاثاء ,16 تموز / يوليو

محمد باعيو يكلف الجيش الملكي 100 ألف دولار

GMT 21:04 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 11:17 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

أبرز صيحات موضة 2019 بأسلوب كارلا حداد

GMT 22:17 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أبرز مواصفات سيارة "Vitara" المعدلة

GMT 09:00 2019 الخميس ,07 آذار/ مارس

أبرز عروض الأزياء بأسبوع الموضة في باريس

GMT 15:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

مواجهة حامية بين "يوفنتوس" و"أتالانتا" لخطف بطاقة التأهل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib