«شرق 12» تعددت الحكايات والحقيقة واحدة
باكستان تسجل 23 إصابة جديدة بحمى الضنك خلال 24 ساعة في إسلام آباد مصرع خمسة متسلقين ألمان في انهيار ثلجي بجبال الألب الإيطالية مصرع خمسة وثلاثين شخصا وفقد خمسة آخرين بسبب الفيضانات في وسط فيتنام إشتعال ناقلة نفط روسية وسط هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية في البحر الأسود إنفجار عنيف في مستودع أسلحة لقسد بريف الحسكة وسط تحليق مسيرة مجهولة ومصادر تتحدث عن حالة هلع بين السكان حركة حماس تعلن العثور على جثث ثلاثة رهائن في غزة وتنفي اتهامات أميركية بشأن نهب شاحنات مساعدات الأسرة المالكة البريطانية تعرب عن صدمتها بعد هجوم طعن في قطار بكامبريدجشير أسفر عن إصابات خطيرة غارة إسرائيلية على كفررمان تقتل أربعة من عناصر حزب الله بينهم مسؤول لوجستي في قوة الرضوان غارات إسرائيلية مكثفة تهزّ قطاع غزة وتثير مخاوف من إنهيار إتفاق وقف إطلاق النار نادي وولفرهامبتون الإنجليزي يستقر على فسخ التعاقد مع البرتغالى فيتور بيريرا المدير الفنى للفريق
أخر الأخبار

«شرق 12»... تعددت الحكايات والحقيقة واحدة!

المغرب اليوم -

«شرق 12» تعددت الحكايات والحقيقة واحدة

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

سوف يصبح هذا الفيلم هدفا للعديد من المهرجانات القادمة عالميا وعربيا، وبعدها غالبا وطبقا لم هو متعارف عليه فى مصر، سيجد مساحة فى العرض الجماهيرى المحدود داخل سينما (زاوية) التى تمنح مقاعدها إلى الفيلم الجيد بعيدا عن الرهان الدائم هل سوف يحقق إيرادات أم لا؟
الفيلم قطعا لم يخضع فى بنائه لهذا المؤشر المسيطر على الإنتاج فى مصر، حيث يبدأ المشروع من فوق إلى تحت «الهرم المقلوب»، نقطة الانطلاق أولا النجوم القادرين على الجذب الجماهيرى، وبعدها لا شىء يهم، هالة مثل عدد محدود جدا من المخرجين الذين نصفهم بتعبير «مستقلين»، أعادت الهرم إلى وضعه الطبيعى، وبدأت بالفكرة التى تطرح السيناريو، ثم الفنيين والفنانين ليصبح لدينا شريط سينما، قادر على أن يتنفس سينما، بكل المفردات المسموعة والمرئية.

ثانى فيلم مصرى أشاهده فى المهرجان «شرق 12» لهالة القوصى فى قسم «أسبوعى المخرجين»، الأول «رفعت عينى للسماء» لندى رياض وأيمن الأمير، والعنوان مأخوذ عن ترنيمة دينية من العهد القديم، عرض فى قسم «أسبوع النقاد»، وتناولته قبل أيام فى تلك المساحة.

هالة فى فيلمها الجديد «شرق 12»، تذهب إلى منطقة درامية أكثر رحابة وشمولا، الإنسان فى علاقته بالسلطة، بكل المحددات القانونية والاجتماعية والنفسية المتعارف عليها، ولهذا تنتقل إلى مزرعة محاطة بسور عال من كل الجهات، وتنتهى إلى تحطيم هذا الجدار والانطلاق بعيدا، ظلت المخرجة حريصة على أن تتحرر من الزمان والمكان، لتظل قراءة العمل الفنى مفتوحة ومتاحة للجميع.

تسعى دائما حتى تضمن ذلك، إلى تجريد الزمن وإلى الأرض المحايدة، حتى لو وجدت إشارات فى أغنية أو جهاز تسجيل ينتمى لمرحلة زمنية محددة، أو حتى شخصية درامية صار لها حضورها فى الحياة مثل «قناوى» الدور الذى قدمه يوسف شاهين فى فيلمه الأثير «باب الحديد» 1958لا، فإنها سرعان ما تنطلق بعيدا عن هذا القيد، لتعيدك كمتلق مجددا إلى مرونة استقبال الفيلم داخل مزرعة محددة القوانين.

السؤال الذى كان ولا يزال يتكرر فى العديد من المهرجانات والندوات، لمن تنسب جنسية الفيلم؟ القاعدة شبه المستقرة عالميا، أن الفيلم شرعيا ينتمى لجهة الإنتاج، خاصة تلك التى تشارك بقسط أكبر فى التمويل، إلا أن الاستثناء وارد، وقسم «أسبوعى المخرجين» فى مهرجان «كان»، منحاز بطبيعة تكوينه، إلى أن الجنسية للمخرج وليست لشركة الإنتاج، وهكذا رسميا فإن فيلم «شرق 12» لهالة القوصى برغم تعدد جهات الإنتاج العربية والأوروبية، فإنه وطبقا لجنسية المخرجة والكاتبة والمونتيرة هالة القوصى مصرى «الجينات»، ناهيك أن اللهجة مصرية وأغلب المشاركين من فريق العمل مصريون، كثيرا ما نفاجأ بفيلم مهم يمثل مصر، إلا أن الصحافة الفنية كالعادة كانت مشغولة أكثر بمتابعة فستان نجمة مغمورة وجدت فيه خروجا عن الآداب؟.

هل صرنا كسالى إلى هذه الدرجة، حيث نفاجأ بهذه الأفلام وبتلك المواهب، أم أن أصحاب المواهب فى العادة يبتعدون عن الصخب الإعلامى، وهكذا لا نجدهم منتشرين فضائياً، لأنهم مشغولون بتوثيق وليس تسويق إبداعهم.

قبل سبع سنوات شاهدت فيلم «زهرة الصبار» أول إخراج لهالة القوصى ممثلا للسينما المصرية فى مهرجان «دبى».

وكتبت فى تلك المساحة، شاهدت فيلمًا جديرًا بأن يجدد بداخلنا الثقة فى سينما مصرية لديها غنى بصرى ورحابة فكرية وألق يستقبل ببكارة وخصوصية كل الجماليات السينمائية سمعيًا وبصريًا، يسحرنا شريط سينمائى جاذب ومشبع بكل التفاصيل، ومخرجة لديها موقف وهدف وقدرة على أن تضع ممثليها على طريق الصدق والتلقائية ليبرع كل منهم فى مساحته الدرامية.

هالة القوصى على المستويين الدرامى والإخراجى موهبة متفردة ستبرق بقوة فى الساحة المصرية والعربية.

الشريط من الممكن أن تصفه بالسينما المستقلة، برغم أن اللفظ فى حاجة لمزيد من التدقيق، ولكن دعونا نعتبرها كذلك حتى لا نبدد المساحة فى جدل خارج الموضوع.

فى فيلمها الأول أيضا حرصت المخرجة على أن تضع هامشًا موازيًا للواقع تعيشه كل الشخصيات، وكثيرًا ما تعبر عنه سينمائيًا فى مشاهد أقرب لأحلام اليقظة المستحيلة، الواقع الذى يبدو فى جزء كبير منه أسود، خلق خطًا مبهجًا موازيًا له مرسومًا بألوان قوس فزح، وهو أيضا ما نضح به شريطها الثانى، ليؤكد أن المبدع دائما شعوريا ولا شعوريا لديه «تيمة» موسيقية أو تشكيلية أو درامية، تحركه وتدفعه لللإبداع بأكثر من تنويعة، وهذا ما فعلته هالة القوصى فى «شرق 12».

قدم الممثل المبدع القدير أحمد كمال دوره المتعدد الأوجه فهو الحاكم والجوكر، الشيطان والملاك، خفيف الظل ومبهج وفى نفس الوقت دموى حين ينتقم.

امتلاك التليفون أحد مؤشرات عناصر القوة والسطوة، وهو ما نراه بين الحين والآخر، بقدر ما يعطى أوامر بالتليفون، بقدر أيضا ما يخضع هو أيضا لمن يحركه مثل عرائس الماريونيت، وكأنه يقدم «نمرة» على المسرح كما يؤديها فى الحياة، يلعب، على حد السيف، يمتلك من الأوراق يستطيع أن يمارس هوايته فى الانتصار على الجميع، ولكن بداخله خوف كامن من الغضب الذى يتجمع فى الصدور.

منحة البطراوى واحدة من أيقونات تلك السينما الموازية التى تحطم القواعد، وجه ساحر، بقدر ما هو ساخر، فى تقمصها للشخصية، صنعت عالما موازيا للمزرعة داخل المزرعة، فهى تعمل بأقدم نظام تجارى عرفته البشرية قبل اختراع النقود، وهو «المقايضة» لديها ما تمنحه، وليست دائما المقابل هى النقود، ولكن أشياء أخرى، هناك أيضا قطع «السكر».

حفيدها الوجه الجديد عمر رزيق، الذى أراه قادما بقوة للساحة الفنية بحضور لافت، يؤدى دور الموسيقى الذى يمارس المهنة بأقل الإمكانيات، وهو أيضا الثائر ضد الظلم متحديا الحاكم البهلوان، يدافع عن حبيبته الوجه الجديد فايزة شامة لتؤكد المخرجة وبهذا الاختيار، أنها تمتلك القدرة على تسكين الأدوار وأيضا توجهيها.

تواصل هالة فيلمها الثانى مع نفس عناصر القوة فى فيلمها الأول، مدير التصوير عبد السلام موسى وواضع الموسيقى التصويرية أحمد الصاوى، الصورة باقتدار تنتقل بين الأبيض والأسود والألوان، والموسيقى تلعب دورها فى تحرير الرؤية لتخترق بصريا وسمعيا، حدود الزمان والمكان.

شريط سينمائى قطعا لا يحكى فى كلمات، عندما يتاح على الشاشة أو على «المنصات» ستكتشف أبعادا أخرى، ستعيد أنت قراءته، وفى النهاية سترى أن الحقيقة واحدة مهما تعددت الحكايات!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«شرق 12» تعددت الحكايات والحقيقة واحدة «شرق 12» تعددت الحكايات والحقيقة واحدة



GMT 18:30 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

وادي الكنوز

GMT 18:28 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

يومٌ مصريٌ للتاريخ

GMT 18:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تتغيّر إيران الآيديولوجيّة آيديولوجيّاً؟

GMT 18:16 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

انكسار «الطائفية» وتجدد «الأصولية»

GMT 18:14 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الغد كان أفضل

GMT 17:58 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ولا يبقى الوضع كما هو عليه!

GMT 17:54 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الميثاق الإعلامي العربي الحلم المستحيل!!

GMT 17:50 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نغمة تنال من المتحف

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 21:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - إيلون ماسك يطلق ميزة جديدة في غروك لتحليل منشورات منصة إكس

GMT 09:09 2016 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

7 فنانين مصريين أكدوا نظرية "الموهبة ليست لها وقت أو سن"

GMT 01:07 2017 الخميس ,23 شباط / فبراير

خالد عبد الغفار يشدّد على تحسين "البحث العلمي"

GMT 16:42 2020 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

إصابة مدير سباق فرنسا الدولي للدراجات بكورونا

GMT 15:00 2019 الثلاثاء ,16 تموز / يوليو

محمد باعيو يكلف الجيش الملكي 100 ألف دولار

GMT 21:04 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 11:17 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

أبرز صيحات موضة 2019 بأسلوب كارلا حداد

GMT 22:17 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أبرز مواصفات سيارة "Vitara" المعدلة

GMT 09:00 2019 الخميس ,07 آذار/ مارس

أبرز عروض الأزياء بأسبوع الموضة في باريس

GMT 15:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

مواجهة حامية بين "يوفنتوس" و"أتالانتا" لخطف بطاقة التأهل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib