النجاح  جعفر والوصاية

النجاح = جعفر والوصاية!

المغرب اليوم -

النجاح  جعفر والوصاية

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

أستطيع أن أقرأ بضمير مستريح أن النجاح الطاغى كان من نصيب مسلسلى (جعفر العمدة) و(تحت الوصاية)، مع اختلاف الدرجة وأسلوب التعبير.. هناك لمحات عامة بين المسلسلين، أهمها أن مفتاح الشفرة يملكه المخرج: في (جعفر) محمد سامى، وفى (الوصاية) محمد شاكر خضير.

القدرة على نسج تفاصيل الحدث الدرامى الذي يدفعك لانتظار الحلقة القادمة بلهفة، سامى يلجأ دائما إلى القفلة الحراقة التي تفتح العديد من الأبواب، يستطيع أن يعثر دائما على منطق فيما يبدو ظاهريا أنه خارج المنطق، سامى يترك مساحة للشخصية تتجاوز الاحتمالات النظرية المقيدة بما تملكه من إمكانيات مباشرة مثل: (صفصف) التي تخطط للانتقام لابنها ضعيف الشخصية والحيلة سيد العمدة (أحمد فهيم) من طليقته، أو إيمان العاصى التي تقتل بكل أريحية وهدوء وقناعة، الأخوان (دياب) شيرين وخالد مع المخرج خضير خططوا للحبكة برؤية أكثر واقعية، الشخصيات بنسبة كبيرة تتحرك وفقا لبنائها الفكرى والاجتماعى والنفسى، بعيدا عن الحلول الدرامية الخارقة.

كل منهما- أقصد المخرجين (سامى وخضير)- لديهما قدرة استثنائية على تسكين الممثلين في أدوار تضع الممثل في أقصى حالات الوهج، كل منهما سيقدم ممثلا أو أكثر في مكانة أخرى بعد نهاية العرض، رغم أنها لم تكن التجربة الأولى مثل: أحمد فهيم ومنة فضالى وجورى بكر (العمدة).. رشدى الشامى وعلى صبحى وخالد كمال وأحمد عبدالحميد، وعمر شريف في (الوصاية). البطل الذي يملك القدرة على الجذب رأس الحربة (الهداف)، وهكذا الممثلة منى زكى المعجونة إبداعًا، التي تؤدى الشخصية بكل أبعادها، حتى طريقة الخطوة محسوبة بدقة، الانكسار لا يعنى الضعف ولكنه يمنح الشخصية فيضًا من المقاومة.

محمد رمضان خطط مع المخرج تفاصيل اللزمات للشخصية، التي تتوافق مع ثقافتها، مخارج الألفاظ والعزة بالنفس والقدرة على الدخول في معارك تتكئ على القوى الجسدية وتحصد تصفيق الجمهور.

الحالة الميلودرامية الشعبية التي نسجها سامى تنتقل برؤية حادة بين الأبيض والأسود، الفرح والحزن، العقل والجنون، الثلج والنار.. على الجانب الآخر يصبح انقلاب الموقف لصالح منى زكى في النهاية هو المكافأة التي تنالها بناء على رغبة الجمهور، مسلسل (الوصاية) يقف على حافة ما يعرف بـ«الديسوتوبيا» (المدينة الفاسدة) عكس «اليوتوبيا» (المدينة الفاضلة).. دائما كان هناك ملمح بياض وأمل في عز الظلام الحالك يمنح البطلة والجمهور أملًا.

سامى من اللحظة الأولى كان يعلم أنه لا يقدم مفاجأة في حل اللغز، لم يقل صراحة إن سيف- (أحمد داش) ابن محمد رمضان، ولكنه جعلك تميل إلى ذلك، ولعب بقوة على الحبكة.. كيف أصبح سيف ابن جعفر؟.

الشخصيات سوف تتطهر من الانحراف، لديكم البحارة مع منى زكى تحولوا 180 درجة، رسالة صارت الدراما ملتزمة بها نظرا لتلك الأحكام الأخلاقية التي تسيطر على المنظومة كلها. أكتب قبل عرض الحلقة الأخيرة من (جعفر).. أتصور أنه سيعلنها صريحة قبل نهاية الحلقات إرضاء للجمعيات والمنظمات والهيئات النسائية، أن أكبر غلطة يرتكبها الرجل هي التعدد.

المسلسلان وصلا للذروة في رمضان، مع إدراكى أن النجاح الطاغى لجعفر بحكم العديد من التفاصيل أكبر، فهى دراما النغمة الشعبية يرددها بسهولة الجمهور ولا يكف عن ترديدها، بينما مع (الوصاية) تتسع دائرته الجماهيرية مع كل حلقة، هناك فارق في أسلوب التعبير.. مسلسل (الوصاية) يدفع المتفرج للنشوة مرددا بقلبه: الله الله.. مشاهد (جعفر) يصفق بيده ويرقص بجسده ويهتف بأعلى صوته: الله الله!!.

الاثنان أثارا الإعجاب، كلٌّ بطريقته، الدرس في الحالتين أن المخرجين أجادا قراءة الجمهور، وهو درس عملى لكل من فشل في فك شفرة الجمهور!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النجاح  جعفر والوصاية النجاح  جعفر والوصاية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 10:45 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

تاه جاهز للعب مع بايرن في مونديال الأندية

GMT 15:33 2023 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

استقرار مؤشرات الأسهم اليابانية في ختام التعاملات

GMT 10:19 2022 الجمعة ,18 شباط / فبراير

الرجاء المغربي ينهي استعداداته لقمة وفاق سطيف

GMT 13:30 2021 الثلاثاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"هواوي" تطرح أجهزة رائدة في السوق المغربية

GMT 07:05 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بعد إصابتها بـ”كورونا” الفنانة المصرية نشوى مصطفى تستغيث

GMT 13:00 2020 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

أحدث صيحات فساتين الزفاف لعام 2020

GMT 12:10 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي حقيقة صورة محمد هنيدي مع إعلامي إسرائيلي

GMT 00:44 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

بولهرود يغير وجهته صوب "ملقا الإسباني"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib