فريدة فهمى أيقونة الستينيات

فريدة فهمى أيقونة الستينيات

المغرب اليوم -

فريدة فهمى أيقونة الستينيات

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

أتابع النشاط الذي يتدفق بلا توقف في قصر السينما بجاردن سيتى، دائمًا يبحث رئيس القصر، تامر عبدالمنعم، عن الشخصيات التي غابت عن مواقع التواصل الاجتماعى، إلا أنها لم تغب أبدًا عن الوجدان، وفى الأسابيع الأخيرة شاهدت المخرج الصديق عادل عوض بكل ما أوتى من ثقافة وإلمام بالتاريخ يتولى إدارة الندوات. قبل 36 ساعة، ورغم انشغال المصريين بترقب مباراة الأهلى والوداد، قرر تامر ألا يرجئ ندوته الأسبوعية، وكانت الضيفة هي واحدة من أيقونات مصر، السيدة المبدعة التي تشكل بمشوارها إحدى أهم مراحل الدفاع عن حرية المرأة، احترفت الرقص الشعبى، ودفعت الأسرة المصرية، ومن ثم العربية، بفنها وسلوكها لاحترام هذا الفن، فكانت الفرقة تنهال عليها الموهوبات، كل منهن تريد أن تصبح فريدة فهمى. قطعا والدها، المهندس حسن فهمى، شخصية متفتحة على كل جديد، ولا يلقى بالا بتلك (التابوهات) التي اخترعناها، ومع الأسف مع الزمن قدسناها، سعد باحتراف ابنتيه فريدة للرقص ونديدة لتصميم الملابس، فهو يعتبر شريكًا مع ابنتيه في تأسيس فرقة رضا، وتزوجت الشقيقتان من الأخوين على ومحمود، ملحوظة بين قوسين حتى لا يختلط الأمر على القارئ (نديدة رحلت مبكرًا، وتزوج محمود من السيدة (روز) أمد الله في عمرها، راقصة شعبية يوغسلافية من صربيا، أنجب منها شيرين رضا).

كان هناك اقتراح من الشقيقين على ومحمود أن يطلقا على الفرقة اسم (فرقة رضا وفهمى للفنون الشعبية)، ولكن حسن فهمى وجد أن اسم (رضا) يكفى.

في لقائها الأخير بقصر السينما، تحدثت فريدة عن زوجها المخرج الكبير على رضا، وكيف أنه لم يكرم، ولها قطعًا ألف حق، إلا أننى أعتبر مثلًا أن ترميم مهرجان (البحر الأحمر)، في ديسمبر الماضى، لفيلمه (غرام في الكرنك)، بعد مرور خمسين عامًا على إنتاجه، هو أفضل وأهم تكريم يناله المبدع، لأنه يحفظ إبداعه للأجيال القادمة. فريدة دائمًا ما تتوارى عن الأضواء والتكريمات، قبل بضع سنوات تواصلوا معها في أكاديمية الفنون، وأخبروها بترشيحها لجائزة الدولة التقديرية لما حققته من إنجاز في مجال الرقص الشعبى، وصارت هي العنوان، سألت فريدة هل تم ترشيح الأستاذ محمود رضا للجائزة؟، وكان وقتها على قيد الحياة- كما تقتضى شروط الترشيح- أجابوها (عندما نتحدث عن الرقص الشعبى سيصعد على الفور اسم الأستاذة فريدة، فهى حقا الفريدة في الدنيا كلها). قالت غاضبة: لولا محمود وعلى رضا ما كان من الممكن أن تصبح فريدة فهمى، ولا فرقة رضا، ولا فن الرقص الشعبى، أنا أعتذر عن عدم الترشيح لأنكم تجاهلتم الأستاذ. كان هذا هو رد فريدة فهمى على من أسقطوا من التاريخ قامة وقيمة بحجم محمود رضا، من هم داخل الملعب هم الأقدر على تقدير عمق الإضافة وسر الإبداع، فريدة تدرك كم العطاء الذي منحه محمود رضا لهذا الفن، لم تنحز إليه باعتباره شقيقًا لزوجها على رضا، المخرج المبدع الذي لم ينل أيضًا ما يستحق، انتصرت فقط للعدالة، بينما ما نراه على أرض الواقع هو طمس للحقائق.

الأحياء بقدر ما يضربون الموتى ويتعمدون التقليل من إنجازهم، يوجهون أيضًا ضرباتهم لبعضهم البعض، تابعوا ما عايشناه مؤخرًا في جوائز الدولة، التلميذ ببعض الاتصالات مع من بيدهم الأمر، وبكثير من الإلحاح على أصدقائه، يستطيع أن يقتنص الجائزة، بينما الأستاذ يقف بعيدًا، لأن عزة نفسه تمنعه من السؤال. في حياتنا عشرات من الأسماء، تردد على طريقة شاعرنا الكبير كامل الشناوى (أنا لا أشكو ففى الشكوى انحناء/ وأنا نبض عروقى كبرياء). فريدة (الفريدة) تستحق أن نسارع بترشيحها لجائزة الدولة التقديرية، ولكن قبل ذلك علينا أن نستثمر وجودها بيننا لكى نوثق 60 عامًا من الإبداع، الذي يقفز بعيدًا عن (التابوهات) كانت فريدة فهمى أحد أهم عناوينه!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فريدة فهمى أيقونة الستينيات فريدة فهمى أيقونة الستينيات



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 10:45 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

تاه جاهز للعب مع بايرن في مونديال الأندية

GMT 15:33 2023 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

استقرار مؤشرات الأسهم اليابانية في ختام التعاملات

GMT 10:19 2022 الجمعة ,18 شباط / فبراير

الرجاء المغربي ينهي استعداداته لقمة وفاق سطيف

GMT 13:30 2021 الثلاثاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"هواوي" تطرح أجهزة رائدة في السوق المغربية

GMT 07:05 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بعد إصابتها بـ”كورونا” الفنانة المصرية نشوى مصطفى تستغيث

GMT 13:00 2020 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

أحدث صيحات فساتين الزفاف لعام 2020

GMT 12:10 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي حقيقة صورة محمد هنيدي مع إعلامي إسرائيلي

GMT 00:44 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

بولهرود يغير وجهته صوب "ملقا الإسباني"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib