كعكتى المفضلة يثير كالعادة غضب إيران
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

(كعكتى المفضلة) يثير كالعادة غضب إيران!!

المغرب اليوم -

كعكتى المفضلة يثير كالعادة غضب إيران

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

يستحق هذا الفيلم الإيرانى (كعكتى المفضلة) الكثير من التأمل، كشريط سينمائى ملىء بالشحنات الفنية، رغم أنه حاليا تحت مرمى السلطات الإيرانية، وهى حكاية تبدو متكررة خاصة فى مهرجان (برلين)، ولا أتصور أن إدارة المهرجان تتعمد اختيار المخرجين المعادين للنظام، بقدر ما يقع الاختيار على العمل الفنى الذى يستحق الحفاوة ويصادف أنه ممنوع من العرض أو أن صناعه ممنوعون من السفر خارج الحدود لأسباب سياسية. السينما الإيرانية كثيرا ما تصاحب عرض أفلامها معارك فى (برلين) وعدد من المهرجانات الأخرى مثل (كان) و(فينسيا).

المخرجون الكبار عندما تختار أفلامهم للعرض الرسمى بالمهرجان وتوجه لهم الدعوة للحضور، نكتشف أنهم مغضوب عليهم رسميا، ولا ينتهى الأمر عادة عند تلك النقطة الشائكة، بل يمتد إلى غضب إيرانى رسمى يزداد شراسة ضد المخرجين الذين يمثلون البلد لأنهم فى عرف الدولة متهمون رسميا بانتهاك القانون، أسماء مثل جعفر بناهى ومحمد رسولوف وأصغر فرهدى وغيرهم، تثير لدى النظام الإيرانى تحفظات على أفلامهم، وبعضهم ممنوعون أساسا من ممارسة المهنة كمخرجين للسينما، وآخرون سحبوا جوازات سفرهم.

المهرجان لديه هدف استراتيجى يفرض عليه الدفاع عن كل هؤلاء وغيرهم، انضم للقائمة هذا العام المخرجان الإيرانيان بيهتاش سانيها ومريم مقدم اللذان يتنافسان بفيلمهما (كعكتى المفضلة) على جوائز الدب الذهبى داخل المسابقة الرسمية فى المهرجان.

دافع مديرا المهرجان مارييته ريسينبيك وكارلو شاتريان عن الموقف الذى تتبناه الإدارة المنظمة فى الدفاع عن حرية التعبير، وكان المخرجان فى شهر أكتوبر الماضى قد احتجزا على يد الشرطة فى المطار عندما كانا فى طريقهما لباريس. ولم تكن المرة الأولى التى يجد فيها المخرجان أنهما يشاركان فى برلين، فقد سبق قبل نحو ثلاثة أعوام أن عرض لهما فيلم (أغنية البقرة البيضاء) الذى تناول عقوبة الإعدام فى إيران، ولكن لم يثر الفيلم ضجة لأننا كنا فى عز سطوة فيروس كورونا على الحياة.

على الجانب الآخر دافع اتحاد المخرجين فى إيران على حقهما فى السفر وممارسة المهنة، وهكذا سيطرت على الفيلم قبل عرضه الحالة السياسية التى أثارها، وهذا يظلم الشريط السينمائى الذى أراه واحدا من أجرأ الأفلام فى التعبير عن الموقف الرافض للعديد من (التابوهات)، وفى نفس الوقت حاول صناعه بقدر كبير أن يقدموا فيلما سينمائيا جريئا.

وأن يظل فى كل تفاصيل التعبير الدرامى مراعيا للحالة الإيرانية الرقابية بكل قيودها التى تفرض على المخرجين الابتعاد عن العنف والقبلات والعرى، إلا أن هذا الفيلم يحسب له قدرته الفكرية التى تحمل شغبا مع الدولة فى هامش مفروض أنه متاح فيه الأخذ والرد، إلا أنه عمليا، هناك من يقف شاهرا سيفا بحجة أنه ممنوع الاقتراب.

المرأة السبعينية تقابل رجلا فى نفس مرحلتها العمرية، كل منهما يعيش وحيدا، وتجمعهما ليلة فى شقة المرأة. قبل ذلك يقدم لنا الفيلم تفاصيل عن تلك المرأة خفيفة الظل التى تضع على رأسها نصف حجاب يظهر جزءا من مقدمة شعر رأسها، وهذا ممنوع بحكم القانون هناك.

نرى المرأة فى السوبر ماركت تتعامل ببساطة وبخفة ظل مع البائع، تحب الاستماع إلى الموسيقى، لا تنسى أن تطيل النظر فى المرآة وتضع بعض مساحيق التجميل، تنام على الكنبة فى الصالة، بدلا من السرير، فى لمحة تمنح ظلالا عن شخصيتها المتمردة، يأتى لها تليفون من ابنها نفهم من خلاله أنها تعانى الإحساس بالوحدة حتى مع أبنائها المسافرين خارج الحدود.

فى الشارع تصطدم برجل الشرطة يعترض عليها وهى فى طريقها للركوب فى الميكروباص، يمارس ضدها قدرا من العنف، وتنبهه إلى الخطأ ولكنه لا يكترث باحتجاجها، ندرك فى هذا المشهد أن هناك تمردا على الحجاب، فى الشارع، ويعلن عن نفسه مجددا بفتاة صغيرة نراها فى الشارع أيضا تغطى رأسها بنصف حجاب وتلتقى مع شاب فى الحديقة.

التفاصيل التى نراها تشير إلى ارتفاع منسوب الرفض الذى سبق أن تابعناه عمليا من خلال المظاهرات قبل نحو عام بسبب الحجاب.

تلك ليست هى قضية الفيلم، ولكن إحساس الوحدة الذى تعيشه هذه المرأة وهى تشعر باقتراب النهاية، تقرر الذهاب إلى الكافيتريا، تسمع حوارا مع سائق تاكسى تدرك أنه وحيد وتقرر أنه هو الجدير بأن يصبح أنيسا لها وتصبح هى كذلك بالنسبة له، وفى طريقهما لمنزلها، تبدو له الصفقة فى البداية مريبة ثم يطمئن إليها وهو فى طريقه لمنزلها، يطلب أولا الذهاب للصيدلية وندرك أنه يبحث عن (فياجرا).

الموسيقى العصرية الممنوعة، خاصة تلك التى يصاحبها الرقص، نستمع إليها. الإيرانيون، أقصد قطاعا منهم، لم تغادرهم أبدا تلك الأحاسيس فى عشق الموسيقى، تحتفظ المرأة بقنينة ضخمة من الخمر عمرها عقود من الزمن لم يقترب منها أحد، يتبادلان الكؤوس وتصنع له كعكة مفضلة لديها ونراه مستلقيا على السرير وندرك أنه لبى نداء ربه، ولم تكن تلك أبدا هى النهاية، موته كان منتظرا لأنه أسرف فى الحديث عن خوفه من الموت وحيدا، ما جاء بعد ذلك هو الأهم، وهى تضع قطعة من التورتة فى فمه قبل أن تحيك له كفنا من (اللحاف) الذى كان يتغطى به وتدفنه فى حديقة منزلها الصغيرة.

لن تسأل قطعا بعدها عن شىء متعلق بالموت، ولكن بالحياة، المؤكد أنها عاشت ليلة بعد ثلاثين عاما مع رفيق لها لم تكن بينهما مشاعر جنسية بقدر ما يجمعهما الاحتياج الإنسانى للآخر، ونراها فى لقطة ختامية فى الحديقة المدفون بها الرجل الذى آنس وحدتها. هناك مراعاة لكل التفاصيل التى تفرضها الرقابة هناك، مثلا فى الحمام وجدناهما فى مشهد كوميدى وبكامل ملابسهما تحت (الدش).

الإطار الخارجى ليس فى الحكاية بقدر ما هو فى الدعوة المبطنة لكشف مشاعر المجتمع الرافض للقيود، وأيضا الرغبة للتحرر من خلال سيدة ورجل طاعنين فى السن، إلا أن الرسالة فى النهاية وصلت. وبعيدا عن كل الملابسات المصاحبة لفيلم (كعكتى المفضلة)، فهو من الأعمال الفنية التى لا أتصور أنها من الممكن أن تغيب عن الجوائز عند إعلانها مساء السبت القادم!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كعكتى المفضلة يثير كالعادة غضب إيران كعكتى المفضلة يثير كالعادة غضب إيران



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 00:08 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
المغرب اليوم - واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib