الفنان العربي وجواز السفر

الفنان العربي وجواز السفر

المغرب اليوم -

الفنان العربي وجواز السفر

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

في ليلة واحدة أقامت «هيئة الترفيه» بالمملكة العربية السعودية أربع ليالٍ في أربع محافظات، أحياها نجوم عرب؛ أصالة ورابح صقر وأصيل أبو بكر سالم ومحمد حماقي وهدى الفهد ورامي عبد الله وماجد المدني، تنقلوا بين جدة وجازان وأبها والباحة، شعاع ضوء ينتقل من بقعة إلى أخرى، لا يتوقف كثيراً أمام جواز سفر المطرب والفرقة الموسيقية والكورال، لا يعترف أبداً إلا بصدق المشاعر ونبل الأحاسيس.

خطة محكمة رصدها المستشار تركي آل الشيخ، رئيس «هيئة الترفيه»، علمته الحياة ألا يتوقف أمام شائعة تنتشر أو «تشنيعة» يتم تداولها، يُكمل فقط الطريق الذي بدأه، باحثاً عن وميض النجاح. أكبر مأزق يواجه أي مبدع يكمن في جملة واحدة: «تبديد الطاقة»، وروشتة النجاح أيضاً تكمن في جملة واحدة: «ترشيد الطاقة».

لا أحد يستطيع اغتيال نجاح؛ لأنه يملك أسلحة الدفاع من خلال الأرقام التي لا تكذب ولا تتجمل.

حق النقد لأي عمل فني مباح ومتاح، بل مطلوب. هناك قضايا تثار بين الحين والآخر، وهي ليست فقط وليدة هذا الزمن، اشتعلت في السنوات الأخيرة مع زيادة سطوة «السوشيال ميديا»، مثل ملابس بعض المطربين، في الماضي كانت دائماً ملابس النساء تسرق الكاميرا وتستحوذ على الاهتمام، الآن صارت ملابس الرجال تحتل مقدمة «الكادر».

البعض منا يعتقد أنه فقط «ترمومتر» الذوق العام، وما يجوز أو لا يجوز، لو رأيت فناناً يرتدي ملابس لا تتوافق مع ذوقك، بل سأصل معك إلى أبعد نقطة، وهي أنك شخصياً تخجل من ارتدائها، فهل تطالب بمصادرتها أو بعقاب من يرتديها؟ إنه اختيار لا يناسبك أو يناسبني، قد يصدمك أو يصدمني، فقط ترفضه. العقاب ليس من صلاحياتك أو صلاحياتي، البنطلون «المقطع» الذي يرتديه النساء والرجال، المنتشر في كل العالم، قبل ثلاثين عاماً لو ارتداه أحد لاعتبرته دلالة على الفقر والعوز، الآن صار أمثالي الذين لا يتعاملون مع هذا البنطلون يبدون للناس، وكأنهم خارج الزمن.

عندما يشكر فنان على المسرح شعباً، معرباً عن مشاعره، نضع الموقف في إطار توقيته ودلالته. عندما يزورك إنسان عزيز عليك في بيتك، تقول عادة: «إحنا زارنا النبي»، هل هناك من هو في مقام النبي - عليه الصلاة والسلام؟ تعبير مقبول اجتماعياً، ولا نحاكمه دينياً، دلالته واضحة ولا تحتمل اللبس.

لو عدت إلى حفلات سيدة الغناء العربي أم كلثوم التي أقامتها في العديد من الدول العربية بعد حرب 67، مثل السودان وليبيا وتونس والمغرب وغيرها، من أجل دعم المجهود الحربي، ستكتشف أن أم كلثوم كثيراً ما أشادت بشعب هذه الدولة، واعتبرته «السمّيع رقم واحد في العالم العربي»، هل أدى ذلك يوماً إلى غضب المصريين من أم كلثوم؟

عبد الحليم حافظ في منتصف الستينات سجل ثلاث قصائد في التلفزيون الكويتي، أشهرها «يا هلي يا هلي»، مرتدياً الزي الخليجي، وقدمها باللحن والإيقاعات الخليجية، كما أنه غنى للملك الراحل الحسن الثاني: «شمسك تشرق في المغرب، والماء والخضرة والوجه الحسن»، لم يقل أحد كيف تغني للملك الحسن الثاني بعد أن غنيت «يا جمال يا حبيب الملايين»؟

مثلاً، نجاح سلام اللبنانية الجنسية عام 1956 رددت من قلبها: «يا أغلى اسم في الوجود يا مصر»، ولم يعاتبها أحد في لبنان. قبل بضع سنوات أعاد غناءها المطرب الإماراتي حسين الجسمي. وديع الصافي غنى «عظيمة يا مصر يا أرض النعم»، وأم كلثوم «بغداد يا قلعة الأسود»، وغنت للكويت «يا دارنا يا دار»، وما شدت به نانسي عجرم حباً في مصر أكثر مما غنته معبرة عن حبها للبنان.

الفنان الذي يعلن حبه لأرض أو لشعب عربي، لا يجوز لنا بجرة قلم أن نشكك أو نجرح في انتمائه الوطني!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفنان العربي وجواز السفر الفنان العربي وجواز السفر



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

داليدا خليل تودّع العزوبية بإطلالة بيضاء ساحرة وتخطف الأنظار بأناقة لا تُنسى

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 18:24 2025 الأربعاء ,10 أيلول / سبتمبر

إسرائيل تقصف اليمن في أطول طلعة جوية منذ بدء الحرب
المغرب اليوم - إسرائيل تقصف اليمن في أطول طلعة جوية منذ بدء الحرب

GMT 22:07 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية
المغرب اليوم - سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية

GMT 06:24 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج​ اليوم الثلاثاء 09 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 18:10 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 07:05 2025 السبت ,06 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 06 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 03:20 2012 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

الوعي البيئي

GMT 00:52 2020 الخميس ,09 إبريل / نيسان

حلبة تزلج إسبانية تتحول إلى مشرحة

GMT 06:49 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

أفضل 5 أفكار لإعادة إحياء جدران منزلك التقليدي

GMT 14:17 2016 الخميس ,05 أيار / مايو

اعتني بأظافرك لتعتني بجمالك

GMT 22:21 2017 الجمعة ,07 إبريل / نيسان

إعلام "التريند"!

GMT 18:16 2017 الأربعاء ,14 حزيران / يونيو

أحمد شوبير يفتح ملف تنظيم قطر لكأس العالم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib