الدَّين الذى لم أسدده لكمال الطويل

الدَّين الذى لم أسدده لكمال الطويل

المغرب اليوم -

الدَّين الذى لم أسدده لكمال الطويل

بقلم - طارق الشناوي

مرت ذكرى الموسيقار الكبير كمال الطويل، غاب عن عالمنا قبل عشرين عامًا، قدمت عنه محطة الأغانى يومًا كاملًا، الحصيلة لا تتجاوز 400 لحن، وحتى يصبح للرقم دلالة أقول لكم إن عملاقين بحجم محمد الموجى وبليغ حمدى، واكبا زمنيًا الطويل، قدم كل منهما منفردًا خمسة أضعاف هذا الرقم.

تميزت ألحان الطويل بالندرة والتفرد، أغلب الأصوات، باستثناء عبدالحليم ونجاة، لا يتعامل معها أكثر من مرة أو اثنتين، ولكنك تكتشف أن اللحن صار عنوانًا للمطرب، مثلًا صباح (مال الهوى)، ونجاح سلام (أسرار الحب)، وعبدالمطلب (الناس المغرمين)، وعادل مأمون (ياللى سامعنى قول يانور عينى)، وعبدالمنعم مدبولى (طيب يا صبر طيب)، وغيرهم، وهكذا اخترقت ألحانه حاجز الزمن.

لدىّ الكثير الذي أرويه عن الأستاذ وسيأتى اليوم الذي أذيع عليكم حكاية 18 ساعة سجلها معى، هذه المرة أكتفى بهذا الموقف.

لهذا الرجل دَين يطوق عنقى، ومع كل ذكرى أتحسس ذاكرتى التي لا تزال تحتفظ بالكثير وأحاول السداد بالتقسيط.

شخصية لا تُنسى في الكبرياء والشموخ والكرم والجدعنة، نعم الجدعنة، حتى الآن ليس لدى تفسير للحكاية التي سوف أرويها لكم.

في عام 1994، قبل المحمول، كنت قد ذهبت إلى نقابة الصحفيين لإعداد ندوة عن الفن في مواجهة الإرهاب والتطرف، كان الإخوان قد بدأوا ترويعنا بتفجير القنابل في المقاهى والمسارح، وقبل أن أتصل بالأستاذ كمال لدعوته للندوة، وجدته يتصل بى، قائلًا علمت أنك في النقابة، وقلت له موعدنا في الندوة الأسبوع القادم، قال لى طبعا أنا معك، سألنى: (فاضى بعد ساعة أعدى عليك نروح حفل الذكرى الأولى لبليغ حمدى)، وبالطبع رحبت جدًا وانتظرته على باب النقابة، وذهبنا لمسرح (البالون)، كان يستقل عربة عبدالحليم حافظ (المرسيدس) التي اشتراها من ورثة عبدالحليم، (فجأة وجدت نفسى في حضرة الطويل وحليم)، ووصلنا (البالون)، تسابق الجميع للترحيب بالأستاذ، وفى الطريق، قلت له: الموسيقار محمد الموجى قال إن بليغ بدأ مقلدًا للطويل والموجى؟ أجاب: بليغ لم ينتحل شخصية أحد سوى بليغ، ربما ما قصده الموجى أن بليغ عصرى (مودرن) في التفكير الموسيقى، يستخدم الجملة القصيرة المشاغبة الشقية، وهذا لا يعنى أبدا أنه مقلدٌ لنا.

ولا تنسى أن محمد فوزى سبقنا في الشقاوة الموسيقية.

وبدأ الحفل وغنى حلمى بكر (خسارة خسارة) لعبدالحليم تلحين بليغ، وآخرون مثل محمد نوح، وجاءت مفاجأة الحفل أحمد عدوية، لم يكن قد تعافى بعد من حادث الاعتداء الذي أقدم عليه ثرى عربى، لم تُكتشف حتى الآن كل أبعاده.

كتبت بعدها على صفحات مجلة (روزاليوسف) مطالبًا عدوية بألا يغنى إلا بعد أن يتعافى تمامًا، وأنه لا يجوز أن نرى عدوية عاجزًا عن الحركة.

مضت أسابيع واتصل بى المستشار القانونى للمجلة يخبرنى بأنى متهم أمام القضاء بجريمة السب والقذف العلنى، وحدد لى موعد الجلسة، تواصلت مع الأستاذ كمال الطويل واندهش، وفى مكالمة مع السيدة نوسة، زوجة عدوية، وكنت معه على الخط، ظل يحاول إقناعها بالتنازل وأصرت على مواصلة التقاضى، وقال لى كمال الطويل: سوف أذهب معك للمحكمة وأشهد بأننى مقتنع تمامًا بكل كلمة كتبتها، بل أنا الذي طلبت منك أن تكتب، وفى الحقيقة لم يطلب منى الأستاذ شيئًا.

لست أدرى ما حدث بعدها، هل تنازلت السيدة نوسة عن الدعوى، أم أن في الجلسة الأولى وبدون حضورنا أنا والطويل حصلت على البراءة؟ ولا يزال في عنقى الكثير من الحكايات عن الأستاذ!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدَّين الذى لم أسدده لكمال الطويل الدَّين الذى لم أسدده لكمال الطويل



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

داليدا خليل تودّع العزوبية بإطلالة بيضاء ساحرة وتخطف الأنظار بأناقة لا تُنسى

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 22:34 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

إسبانيا تحظر دخول سموتريتش وبن غفير إلى أراضيها
المغرب اليوم - إسبانيا تحظر دخول سموتريتش وبن غفير إلى أراضيها

GMT 22:07 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية
المغرب اليوم - سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية

GMT 20:41 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تشعر بالغضب لحصول التباس أو انفعال شديد

GMT 13:22 2021 الجمعة ,16 تموز / يوليو

مانشستر يسعى للتعاقد مع فاران في أقرب فرصة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,24 حزيران / يونيو

تعرفي على طرق ترتيب المنازل الصغيره

GMT 03:36 2019 الإثنين ,15 تموز / يوليو

ديكورات شقق طابقية فخمة بأسلوب عصري في 5 خطوات

GMT 14:30 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حسن يوسف يشتري الورود لشمس البارودي في عيد ميلادها

GMT 08:07 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

اكتشفي منتجعات تضمن لك صيفا لا يُنسى

GMT 06:36 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

كاتي هولمز تتألق في فستان رقيق بلون البرقوق

GMT 22:37 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الهنود يستهلكون كميات أقل بكثير من الكالسيوم

GMT 20:28 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"ماسبيرو زمان" تعيد عرض برنامج جولة الكاميرا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib