زمن أم كلثوم وزمن شيرين

زمن أم كلثوم وزمن شيرين!

المغرب اليوم -

زمن أم كلثوم وزمن شيرين

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

الزمن يضع مواصفاته ويحدد قانونه ومن يقع عليه الاختيار؟ماذا لو ظهرت الآن بيننا أم كلثوم، بنت إبراهيم شيخ الجامع، قارئة القرآن والتى تعلمت الغناء على يد أساطين المهنة بداية من الشيخ أبوالعلا محمد، يعتقد كُثر أن النجاح سيصبح مضاعفًا، مع الأسف لا شىء من هذا سيتحقق، العكس هو الصحيح، هذا ليس زمن أم كلثوم ولا سعاد محمد ولا فايزة أحمد ولا محمد قنديل ولا ولا.

هل تتذكرون آمال ماهر، المطربة الوحيدة طوال زمن مبارك، الذي أعطى تعليماته للإذاعة- في سابقة تحتاج إلى توثيق لكن الملابسات تؤكدها- بأن تتبناها مطلع الألفية الثالثة، وبالفعل تعاقدوا معها، ووفروا لها كل الإمكانيات.

آمال هي اكتشاف عمار الشريعى، هذا هو المتداول، إلا أن أول من لاحظ تفردها عازف الكمان وقائد الفرقة الموسيقية الذهبية صلاح عرام، روى لى الإذاعى الراحل حمدى الكنيسى أنه هو الذي راهن عليها في حفل أقامته وزارة الإعلام بحضور الرئيس الأسبق برغم تخوف صفوت الشريف، وزير الإعلام الأسبق، ولكن حماس مبارك أذاب كل الاعتراضات.

وجد الشريعى في خامة صوتها مشروع (كلثومى)، ولم يكتف بأن تعيد فقط غناء روائع (الست)، ولكنها انتقلت لمرحلة أبعد، عندما قدم لها أغنية (عربية يا أرض فلسطين) عندما استمعت إليها في البداية اعتقدت أنها أغنية نادرة لأم كلثوم، أعادتها للحياة آمال ماهر، وبعد ذلك اكتشفت أن عمار صنع لها بكلمات عبدالسلام أمين، لحنًا سنباطيًّا (على طريقة رياض السنباطى)، الملحن الأقرب لروح أم كلثوم، إلا أن الناس كانت في منطقة أخرى، مشروع (الكلثمة) ضد العصر، ولهذا ظل نجاحها مرتبطًا بدائرة صغيرة من السميعة، ومع الزمن وبدون نصيحة من أحد اخترقت آمال حاجز أم كلثوم، وبدأت تغنى لزمنها ونجحت، حتى لو تعثرت بعد ذلك، فتلك حكاية أخرى ليس لها علاقة بتحررها من زمن (الكلثمة).

لديكم شيرين بدأت في الأفراح الشعبية وأصبحت مورد رزق العائلة، الأيام كانت قاسية عليها، إلا أنها في النهاية صنعت اسمها، لا أتصور أنها منحت لموهبتها أي قدر من الرعاية، بل الكثير من اختياراتها الشخصية تنعكس سلبًا عليها، رهانها خارج المنطق، وأخبارها انتقلت أحيانًا من صفحة الفن إلى الجريمة، نراها حليقة الرأس (ع الزيرو) وأخرى بجسد مترهل، وثالثة بفستان يخاصم الموضة، إلا أنه بعدها يصبح هو الموضة.

نقابة الموسيقيين أوقفتها أكثر من مرة، بسبب ما تراه تجاوزًا في كلمة انفلتت منها على المسرح.

شيرين هي الصوت الأكثر صدقًا، حضورها على المسرح متجاوز كل المعدلات المتعارف عليها، لم تسع لزيادة حصيلتها الثقافية، وعندما تتحدث كثيرًا ما يخونها التعبير، لو تدخل عقلها في اختيار مفرداتها ربما تراجعت خطوات، جزء من نجاحها له علاقة بتلك الفطرية التي عاشتها ولا تزال.

النجاح ليس أبدًا مواصفات لجان متخصصة، بقدر ما هو أساسا مقياس متفرج، القواعد التي تضعها لجان الاختبار والتحكيم، ولا تفرق معه من قريب أو بعيد.

لم يكن رياض السنباطى يرى في عبدالحليم الصوت الذي يستحق أي حفاوة، كان ينحاز أكثر إلى خامة صوت شقيقه الكبير المطرب الرصين إسماعيل شبانة، الناس اختارت بالإجماع حليم، وفى كل زمن علينا احترام اختيار الناس!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زمن أم كلثوم وزمن شيرين زمن أم كلثوم وزمن شيرين



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات الموضة يتألقن بإطلالات صيفية منعشة تجمع بين البساطة والأنوثة

دبي - المغرب اليوم

GMT 10:25 2016 الأربعاء ,18 أيار / مايو

أمير قطر يتسلم رسالة خطية من الرئيس السوداني

GMT 18:16 2015 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

زيت شجرة الشاي لعلاج التهاب باطن العين

GMT 04:56 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حركة النقل الجوي في مطارات المغرب بنسبة 1.79 %

GMT 13:04 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مجموعة "المغانا" تتبرأ من "تيفو" مباراة المغرب والغابون

GMT 22:00 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

ناصيف زيتون يحي صيف النجاحات وسط حضور جماهيري حاشد

GMT 19:55 2022 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

هبوط أسعار النفط مع تنامي مخاوف الصين من فيروس كورونا

GMT 15:06 2022 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أرباح "مصرف المغرب" تبلغ 438 مليون درهم

GMT 12:29 2022 السبت ,07 أيار / مايو

أفضل أنواع الهايلايتر لجميع أنواع البشرة

GMT 17:41 2022 السبت ,09 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4,3 درجات في إقليم الدريوْش

GMT 23:50 2022 الأربعاء ,26 كانون الثاني / يناير

"ناسا" ترصد مليون دولار لمن يحل مشكلة إطعام رواد الفضاء

GMT 20:42 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

مدريد تستعد لأشد تساقط للثلوج منذ عقود

GMT 01:34 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحكم على المودل سلمى الشيمي ومصورها

GMT 22:23 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مُساعد جوسيب بارتوميو يظهر في انتخابات نادي برشلونة المقبلة

GMT 15:54 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز التوقعات لعودة تطبيق الحجر الصحي الكامل في المغرب

GMT 19:12 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أمن طنجة يحقق في اتهامات باغتصاب تلميذ قاصر داخل مدرسة

GMT 23:35 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

فساتين سهرة باللون الأخضر الفاتح

GMT 23:41 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

بلاغ هام من وزارة "أمزازي" بشأن التعليم عن بعد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib