من «موسم الرياض» إلى «البحر الأحمر»

من «موسم الرياض» إلى «البحر الأحمر»

المغرب اليوم -

من «موسم الرياض» إلى «البحر الأحمر»

طارق الشناوي
طارق الشناوي

في رحلة تقترب من أسبوعين عشت ولا أزال أجواء ثقافية وترفيهية، انتقلت من «الرياض» إلى «جدة»، تابعت أنشطة «موسم الرياض»، يظلمه هذا التوصيف «موسم»، فهو يمتد إلى ستة أشهر، وفي طريقه ليصبح عاماً كاملاً.عروض فنية حميمة ومتدفقة ومتغيرة تلبي كل الأذواق، يشمل الفنون بأنماطها المختلفة، الدرامي والموسيقي والغنائي والتشكيلي والسينمائي، لا أتصور أن الأمر مع الزمن فقط سيقتصر على «الرياض»... رئيس هيئة الترفيه المستشار تركي آل الشيخ، خطته الطموح أن تشمل العروض والفعاليات كل أنحاء المملكة.

التغيير الإيجابي تستطيع أن تراه في الشارع، فهو يتعامل بأريحية مع كل هذه الفنون، استقبل بحب ودفء مسرحية عن حياة عبد الحليم حافظ «حبيبتي من تكون» للمخرج خيري بشارة، ولديه مسارح تحمل أسماء أم كلثوم ومحمد عبده وغيرهما، لأنه بطبعه شعب «سميع» للطرب الأصيل، استقبل أيضاً حمو بيكا وحسن شاكوش وعُمر كمال، وبعدها بأيام هاني شاكر ومي فاروق.
ليؤكد أن سماء الفن تتسع للجميع، وأن عقول البعض هي التي أحياناً قد تضيق، وهكذا غنى حسن شاكوش «بنت الجيران» وأعاد أغنية شادية «يا حبيبتي يا مصر»، مثلما أعاد هاني بعدها أغنية العندليب «أحلف بسماها وبترابها» ولعبد الوهاب أعاد أيضاً «قولي عملك إيه قلبي» في «دويتو» مع الصوت الذي يقترب بقوة من القلوب مي فاروق.

كل الأنماط مطلوبة، وذوق الناس لا يمكن مصادرته تحت أي مسمى، وهكذا كانت وستظل دائماً الأذن تتذوق أم كلثوم وهي تغني «الأطلال»، مثلما تردد مع أحمد عدوية «السح الدح امبوه»، تتأمل مع عبد الوهاب «من غير ليه»، وتضحك مع عايدة الشاعر «الطشت قالي».أي محاولة للخروج عن تلك القاعدة أو فرض ذوق محدد مآلها الفشل، لأنها تفترض أن الفن ينطبق عليه معايير مطلقة، لدينا مثلاً عازف البيانو العالمي رمزي يسى عندما سألوه مؤخراً عن أغاني المهرجانات؟ دافع عن بقائها قائلاً إن العالم به هذه الأنماط ولا يمكن مصادرتها.

انتقلت من «موسم الرياض» وأنا أحمل الذكريات الجميلة التي احتفظت بها، وعلى رأسها الشعب السعودي المضياف، الذي كان ولا يزال يمنح مصر فيضاً من الحب، وتوجهت لأشهد افتتاح وفعاليات مهرجان «البحر الأحمر» الذي تقيمه وزارة الثقافة، ويلقى رعاية خاصة من الوزير الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان. عندما نرصد «ترمومتر» النجاح يُصبح المؤشر هو حجم الإقبال الجماهيري، وفي مدينة جدة «القديمة» رأيت الجمهور المتعطش للفن ومبدأه هو الترحيب بتعدد الثقافات وقبول الآخر، هذه هي روح السينما، أن تنتقل إليك كل الأفلام بقانونها، وممنوع تدخل مقص الرقيب.

إقامة مهرجان بكل هذه الإمكانيات، وبكل هذا الطموح، هو هدف أسمى، وهناك قطعاً إرادة سياسية لم تكتف بمنح «الضوء الأخضر»، ولكنها حققت دفعة للقائمين على المهرجان بمزيد من الحرية في اختيار الأفلام والتظاهرات.

رأيت في المقاهي الشعبية التي تحيط مهرجان «البحر الأحمر»، مهرجانات أخرى موازية، المئات يقبلون على الاستماع للغناء القديم، وعلى العود أم كلثوم «أنا في انتظارك» وفي المقهى المقابل فيروز «سألوني الناس عنك يا حبيبي» وفي الثالث محمد عبده «أبعاد»... الفن والإبداع يحلقان في المملكة، بجناحي وزير الثقافة بدر بن فرحان ورئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ، الفن والثقافة هما أول حائط صد ضد التطرف وهما أول من يحمي الوطن.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من «موسم الرياض» إلى «البحر الأحمر» من «موسم الرياض» إلى «البحر الأحمر»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 21:04 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هيرفي رونار يقلل من قيمة الدوري المغربي للمحترفين

GMT 10:02 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منزلك أكثر تميّزًا مع الديكورات اليابانية العصرية

GMT 19:00 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تطور ملحوظ وفرص سعيدة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 21:52 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وفاء الكيلاني تثير الرأي العام بقصة إنسانية في "تخاريف"

GMT 11:00 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

"بوما" تطرح أحذية رياضية جديدة ومميزة

GMT 10:39 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

تعرفي على إتيكيت أكل "الاستاكوزا"

GMT 12:35 2013 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

البدء فى البرنامج التوعوي التثقيفى لمرضى داء السكر في سبها

GMT 02:20 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة بالمركز القومي للترجمة حول أعمال نوال السعداوي

GMT 18:34 2017 الجمعة ,25 آب / أغسطس

فوائد نبات الحلتيت لصحة الإنسان

GMT 00:18 2014 السبت ,07 حزيران / يونيو

ضروريَّات من أجل عودة السياحة إلى مصر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib