تشيكوف في الجحيم الأبيض1
تقييد خدمة الاتصال الصوتي والمرئي عبر واتساب في السودان إرتفاع حصيلة ضحايا الأمطار الغزيرة والانهيارات الأرضية التي وقعت في كوريا الجنوبية إلى 14 شخصاً إسرائيل تقصف تجمعاً لمقاتلي العشائر قرب السويداء في سوريا الجيش اللبناني يرصد خرقا حدوديا بعد اجتياز آليات إسرائيلية للسياج التقني إسرائيل تطرد مسئولاً أممياً بارزاً في قطاع غزة واتهامات بالتحيز وتشويه الحقائق إيران تعلن عن جولة محادثات نووية جديدة مع ثلاث قوى أوروبية في إسطنبول منظومات الدفاع الجوي الروسية تسقط 43 مسيرة أوكرانية في تصعيد جديد للهجمات الجوية الصحة في غزة تعلن تعذر انتشال الضحايا من تحت الركام وارتفاع حصيلة العدوان منذ السابع من أكتوبر إلى أكثر من 58 ألف شهيد و140 ألف إصابة المرصد السوري يعلن إرتفاع حصيلة قتلى اشتباكات السويداء إلى 940 في تصعيد غير مسبوق جنوب البلاد وفاة الأمير النائم الوليد بن خالد بن طلال بعد عشرين عاماً من الغيبوبة توديع قصة هزت مشاعر العالم العربي
أخر الأخبار

تشيكوف في الجحيم الأبيض(1)

المغرب اليوم -

تشيكوف في الجحيم الأبيض1

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

منذ ثلاثة قرون على الأقل أصبح اسم سيبيريا عند البشرية جمعاء مرادفاً لأسوأ المنافي التي عرفها الإنسان. اختار القياصرة البيض، ثم القياصرة الحمر، هذه الصحاري الجليدية الشاسعة لكي يرسلوا إليها المعارضين السياسيين والمحكومين العاديين والمغضوب عليهم أولاً من القياصرة البيض وبطشهم، وبعدها من يوسف ستالين رهيب العذاب والموت. ولا تزال سيبيريا جحيماً جليدياً بارداً، لكن فيما عدا البرد، هي الآن مقاطعة عادية وبلاد الثروات. فالذي يقدر على الحياة والعمل فيها يتقاضى ضعف أجور زملائه في أي مكان من روسيا، وبعد سنوات قليلة يعود إلى حياة طبيعية في المقاطعات الأخرى.

ملأ اسم سيبيريا الأدب الروسي العظيم في المرحلة القيصرية. وكان سبباً أول في أسباب قيام الثورة البولشفية عام 1917. ولم يكتفِ عملاق الرؤية أنطون تشيكوف بما سمع وقرأ عن الحياة الأسوأ من الموت في البادية البيضاء، بل ذهب بنفسه لتجربة تلك الحياة المعذبة، ونقل الصور الرهيبة إلى مواطنيه.

بعد عودته من التجربة المريعة في «جزيرة سخالين» جلس يكتب بأسلوبه صور الألم، غير أن الرقابة حظرت نشر فصلين من صور الكتاب، إلا أن ما سُمح بنشره كان كافياً. (دار المدن).

يقوم تشيكوف برحلته إلى جزيرة المنفيين لتسجيل للتاريخ والأجيال القادمة وقائع فترة قاتمة من الأحداث الأليمة في الجزيرة المنعزلة بعد انتهاء عهد القنانة في روسيا القيصرية. تبدأ رحلته المضنية في بداية أبريل (نيسان) سنة 1890 إلى مدينة أرسك. الكاتب المغامر الذي لقبه تولستوي بـ«بوشكين الناثر»، ينطلق في عربة يجرها حصانان في رحلة لآلاف الكيلومترات استغرقت 81 يوماً وسط الغابات والعواصف الثلجية والمستنقعات.

كان الوضع في سجون المنافي في تلك الفترة يحظى باهتمام بالغ في الأوساط التقدمية الروسية. فجاء الكتاب بمنزلة صرخة تدين السلطة القيصرية والمجتمع الروسي عموماً، فهو عرض لمآسي النساء السجينات والمومسات في سن 14 عاماً، والسجناء السياسيين في الجزيرة.

يتألف الكتاب من مقالات وصور قلمية وقصص في داخل الزنزانات، وفي أماكن العمل عندما يسحبون جزع شجرة لمسافة عدة كيلومترات في ظروف البرد والجوع.

الطقس بارد في سيبيريا، والغابات الخضراء كثيفة، والبحيرات مغطاة بطبقة جليد معتمة. «لم أرَ في حياتي قط مثل هذا العدد من الطيور». يشعر تشيكوف بالكآبة. يسافر من منطقة إلى أخرى في قافلة من العربات. «هؤلاء الذين يمضون الآن في الطريق إلى جانب عرباتهم يبقون صامتين. وجوههم مربدة، عابسة». يسافر وسط طابور من السجناء والجنود بأسلحتهم. النهر عريض ولا ترى الضفة الأخرى في الظلام الحالك. ظهرت العبارة وفيها خمسة من الجذافين وهم يطلقون الشتائم. ربط اثنين منهم بالقيود. لم يبق للمنفيين في الحياة سوى: الفودكا والمومس. يصف الكاتب طبيعة سيبيريا القاسية بدقة: قرى متباعدة، وفي كل قرية كنيسة، وأحياناً كنيستان، والبيوت الريفية خشبية. أهل سيبيريا يحبون النوم في فراش ناعم ويصارعون الطبيعة طوال العام. إن الأخلاقيات هنا من ناحية السرقة عجيبة والتقاليد طيبة، فالحوذيون لا يسرقون.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشيكوف في الجحيم الأبيض1 تشيكوف في الجحيم الأبيض1



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تمزج الأناقة بالرياضة وتحوّل الإطلالات الكاجوال إلى لوحات فنية

القاهرة - المغرب اليوم
المغرب اليوم - 5 أمثلة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم

GMT 12:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فندق "ساراتوجا"بعيد صخب وضوضاء مدينة كوبا

GMT 19:29 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أجمل صيحات مكياج أسود وفضي ناعم ليوم الزفاف

GMT 23:01 2023 الإثنين ,20 شباط / فبراير

ألمانيا تُعزز نفوذها التجاري في غرب أفريقيا

GMT 21:17 2021 الإثنين ,18 تشرين الأول / أكتوبر

سعر ومواصفات هواتف جوجل Google Pixel 6 قبل إطلاقها غدا

GMT 20:24 2021 الخميس ,29 تموز / يوليو

تفاصيل وقف 4 برامج شهيرة لمدة شهر

GMT 09:14 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

طريقة تحضير صابونة الأفوكادو للعناية بالبشرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib