الزلزال حليفه

الزلزال حليفه

المغرب اليوم -

الزلزال حليفه

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

يقال في مثل هذه الحالات، الرجل انتصر على نفسه. السلطان كسب اللعبة الديمقراطية في قلب أوروبا التي تتهمه بالعلّة الإمبراطورية. فاز أولاً على منافسيه في الداخل من خلال صناديق الاقتراع، ثم فاز على الأوروبيين الذين يخافون منه على الحريات كما خافوا أسلافه من قبل.

العنوان الأول للنصر كان الرقم: 52 في المائة. متواضعة معقولة مقبولة، ومن هذا العالم. أبقى خارجاً، وبكل احترام لشعبه، أرقام السحر والبهلوان ومضاحك العالم الثالث. لا 99.999 في المائة. ولا أوراق اقتراع أكثر من عدد الناخبين، ولا لافتات لا يصدقها الخطّاطون الذين يرفعونها على رؤوس البشر.

بين رجب طيب إردوغان الأول، وبين إردوغان في ولايته الأخيرة، صخب وتوتر وصدام، ثم رحلة على طريق الهدوء. «مؤذن إسطنبول» يؤذن للثورات والخصومات والتحريض، ثم يهدأ ويقبل خيار الناخبين، ويتقبل انتظام الأمم وأنظمة العالم.

كان «مؤذن إسطنبول» يريد القتال على كل الجبهات، أولها مع المسلمين الآخرين. إما إسلام «الإخوان» أو الحرب. ثم ذات يوم زُلزلت الأرض من تحته، وانفتحت مدافنها، وبكى الأطفال والنساء والمشردون. وبكى الرجل.

لعب الزلزال دوراً متميزاً واضحاً إلى جانب السلطان. رغم دموعه بدا متماسكاً وأباً للجميع. ووسّع المصالحات من الداخل إلى الخارج. وتذكّر الأصدقاء القدامى في مكّة والقاهرة. وبدأ الخطى في طريق العودة إلى سوريا. وأغلق في إسطنبول مكاتب الثورات الهوائية وعبثها في حياة الشعوب.

دعِ الهواء للهوائيين. كل تجارب الهواء لم تؤدِّ إلى شيء. دمرت العلاقات والمودات، وبددت الوقت وأيام العمل والعمار، وخربت حياة الشعوب، وبشّرت بالموت بدل الحياة. الذين تنادوا إلى إغاثة تركيا من كارثة الزلزال، لم يكونوا «إخوان» إردوغان فقط، بل «إخوان جميع الإخوان» في العالم. تمّت مواجهة البلاء العام باللهفة العامة. لم يعد في إمكان هذا العالم أن يظل مقسماً بين ولاة وولايات. ولا عادت مداخل البوسفور مداخل إلى الحروب. الفوز كان كبيراً حقاً. 52 في المائة نسبة ممتازة؛ لأنها حقيقة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزلزال حليفه الزلزال حليفه



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تمزج الأناقة بالرياضة وتحوّل الإطلالات الكاجوال إلى لوحات فنية

القاهرة - المغرب اليوم
المغرب اليوم - 5 أمثلة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم

GMT 12:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فندق "ساراتوجا"بعيد صخب وضوضاء مدينة كوبا

GMT 19:29 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أجمل صيحات مكياج أسود وفضي ناعم ليوم الزفاف

GMT 23:01 2023 الإثنين ,20 شباط / فبراير

ألمانيا تُعزز نفوذها التجاري في غرب أفريقيا

GMT 21:17 2021 الإثنين ,18 تشرين الأول / أكتوبر

سعر ومواصفات هواتف جوجل Google Pixel 6 قبل إطلاقها غدا

GMT 20:24 2021 الخميس ,29 تموز / يوليو

تفاصيل وقف 4 برامج شهيرة لمدة شهر

GMT 09:14 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

طريقة تحضير صابونة الأفوكادو للعناية بالبشرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib