تحية

تحية

المغرب اليوم -

تحية

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

وصل تشارلز الثالث إلى العرش في سن التقاعد، لكن لا يزال عليه أن يحضر 181 احتفالاً رسمياً كل عام. فهذا أيضاً عرش التقاليد، والعربة الملكية التي تجرها ستة خيول، وفي داخلها أيضاً صاحبة الجلالة كاميلا، التي انتزعت التاج من ديانا إف. سبنسر، التي ملأت الدنيا حكايات وإشاعات، وانتهت في تراجيديا يونانية هي وعاشق عربي شاركها سوء الحظ، وحزن الختام.

يرث تشارلز الثالث والدته إليزابيث الثانية، زينة الملكات على مدى العصور. سيدة أدارت شؤون قصر باكنغهام كما في الروايات التاريخية. وبينما زالت الإمبراطورية، وغابت عنها الشمس خلال سني حكمها الكثيرة، حافظت على العرش نفسه، وعلى هيبة التاج ودفء العلاقة مع الرعية.

كان لديها كل الوقت. تُوِّجت وهي في الخامسة والعشرين، وألقت خطاب العرش بعد عشرة أشهر من توليها. الملك تشارلز عليه أن يسرع في صنع صورة لنفسه. وقد بدأ ذلك منذ وقت طويل في أي حال. ألم يضحك منه العالم حين تحدث قبل نصف قرن عن الكارثة المناخية المقبلة؟

بين تتويج إليزابيث قبل سبعين عاماً وتشارلز الآن، تغيّر العالم بلا حساب؛ فالملك الجديد مثل جميع الملوك السابقين هو حامي البروتستانت في العالم، لكن بعد ثمانية أيام من مُلكه دعا زعماء 8 طوائف، وأبلغهم أن المملكة تقوم على جميع هذه الأسر.

وعلى مسافة مئات الأمتار من باكنغهام، كان في 10 داوننغ ستريت رئيس للوزراء يقيم الصلاة الهندوسية.

يوم تتويج إليزابيث، كان رئيس الوزراء رجلاً عنصرياً أبيض يدعى ونستون تشرشل، ويدعو إلى قتل جماعي للسود المتخلفين.

وفي أسكوتلندا، بلاد ماكبث، ومخيلات شكسبير الآن، رئيس الوزراء مسلم من أصول باكستانية.

إذن، أي طائفة سوف يحرس الملك؟ آخر إحصاء يقول: إن 46 في المائة من البريطانيين لا يمارسون أي طقوس دينية.

مائة ملك وملكة ورئيس جاءوا يشاركون لندن احتفالها بألف عام هو عمرها كدولة. ليست كثيرة الدول الألفية، وبين الدول العشر الأقدم، الدولة العربية هي مصر.

لا يتعاطى تشارلز السياسة، ولا يتدخل في شؤون البلاد، لكنه يرسم صورة بريطانيا ومكانتها ووحدتها. وهو، وفقاً للتقاليد، رئيس كندا وأستراليا أيضاً. وكيلا يقال: إنه مجرد وريث حرص منذ شبابه على أن يكون الأكثر انشغالاً في المملكة. وفي العشرينات من عمره، انخرط لسنوات عدة في سلاح الجو والبحرية، وأنشأ عدداً من الجمعيات الخيرية.

لا يكتمل احتفال من هذا النوع دون موسيقى؛ لذلك دعا الملك أشهر مؤلفي الموسيقى، اللورد أندرو لويد ويبر، وطلب إليه أن يضع أغنية خاصة للتويج، انتقى كلماتها من «نشيد الأنشاد».

بلغ أمير ويلز المُلك والبلاد في غير فرح. التضخم يؤلم الناس، ومضاعفات «البريكست» توجع الدولة، والاقتصاد يدفع ثمن سنوات باهتة من حكم بوريس جونسون. ليست هذه مسؤولية الملك المباشرة، لكن بريطانيا وأوروبا والعالم تتوقع منه دوراً ملكياً في تحسين الحال العام.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحية تحية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

الكروشيه يسيطر على صيف 2025 ونانسي عجرم والنجمات يتألقن بأناقة عصرية

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 17:42 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:51 2018 السبت ,30 حزيران / يونيو

فركوسي تمنح المغرب ذهبية في سباق 5000 متر

GMT 08:10 2016 الأحد ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديل كاسترو: مرثية خيبة تنضاف لبقية الخيبات !!
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib