الحي والضفتان
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

الحي والضفتان

المغرب اليوم -

الحي والضفتان

سمير عطاالله
بقلم :سمير عطاالله

كان اسمه «الحي اللاتيني»، وقلائل كانوا يعرفون، أو يهمهم أن يعرفوا، لماذا سُميَّ كذلك. لكنه كان يعني حيّ النخبة وحيّ الجامعات، ومنها السوربون، وحيّ المثقفين وحيّ الكتّاب، وحيّ الفنانين، وحي الجدل والنقاش، واليسار والتائهين والمتمردين والشباب والرفض، والمطاعم الرخيصة، والطالبات بجدائل ثورية، والمكتبات المدرسية على طول بوليفار السان ميشيل وكآبته، ومكتبة الفلسفة، وكلية الطب، ورصيف الذين بلا مأوى، والرجال الذين يحدثون أنفسهم في الشوارع، والهارعين إلى سماع المحاضرات قبل امتلاء المقاعد وفيض القاعات.

كانت تسمى أيضاً باسمها المعاصر، «الضفة اليسرى»؛ لأن «الحيّ اللاتيني» من القرون الوسطى، يوم كان العلم كله باللغة اللاتينية. ثم انقرضت إلاًّ عند الأرستقراطيين والمتفذلكين وطويلي البال. وقد أمضيت ردحاً من زمني وشبابي في الحي اللاتيني لا أملك حق العبور إلى الضفة اليمنى، حيث الهندام أكثر كلفة، والمطاعم أكثر صعوبة، والفتيات أكثر دقّة. ومع العمر، خرجت من دائرة الحي اللاتيني طوعاً، تاركاً المكان للشباب الجدد والقادمين إلى باريس لكي يتقدموا إليها لطلبات الأحلام، والكتب، والحصول على شهادة التشرد، على ضفاف السين. بدرجة امتياز.

أصبحت غريباً في الضفة اليسرى، ومغترباً في الضفة اليمنى. وصرت إذا عدت إلى مقهى اللوكسمبور أشعر أنني وصلت للتو من النصف الأول من القرن السابع عشر. تغير كل شيء. الآن أشعر أنني وصلت إلى «كوينز» في نيويورك. المكتبات تبيع بناطيل جينز، ووجبات هامبورغر وسجق. ولا أعرف إلى أين ذهب الحي اللاتيني من هنا. ولا عاد أحد يعرف ماذا تعني بالاسم الرومانسي «الضفة اليسرى». كل الضفاف خلعت عنها نهر السين. ولم تعد باريس حريصة على أنها تاج المدن وعروس الأنهر. مدينة تمضي في طريقها على عجل. وبين حين وآخر ينزل حطّابو الجمال إلى الشوارع ومعهم حجارة وبشاعات وسخافات الثورة البالية. لم تخرج الثورة الفرنسية من الحي اللاتيني. خرجت من مكان أبعد قليلاً يدعى الباستيل، أو ساحة الباستيل. وترجمته السجن المريع. وقد حطّمه الفرنسيون في سبيل الحرية، لكن لا أحد يعرف لماذا يحطّمون المدينة اليوم. وضد من هذا التوحش. كان يقال إن نسبة المثقفين في المتر المربع في الحي اللاتيني هي الأكثر كثافة على وجه الأرض. لا أعرف من هي المدينة التي تملك هذا التميز الآن. محزن أنها ليست مدينة الضفة اليسرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحي والضفتان الحي والضفتان



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 15:23 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لامين يامال يقترب من تحطيم رقم قياسي لمبابي مع برشلونة
المغرب اليوم - لامين يامال يقترب من تحطيم رقم قياسي لمبابي مع برشلونة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib