مجرّة الأوسمة

مجرّة الأوسمة

المغرب اليوم -

مجرّة الأوسمة

سمير عطاالله
سمير عطاالله

جاء الانقلاب العربي معتمراً قبّعة عسكرية، مزيَّن الصدور بأوسمة متدلّية على الصدور، موصى عليها في سوق الخياطين، واستبدل بالرتب المستحقة نجوماً بعدد المجرّة. وانهمكت مطابخ الانقلاب في وضع نوعين من الشعارات: الأول ضد الحكم المخطوف، والثاني وعود الحكّام الجدد، فلسطين. الحرية. الاستقلال. العدل. المساواة. الربيع. اكتب يا ولد، ماذا أيضاً اكتب.

كان الولد صغيراً، وكتب «فلسطين. حرية. عدل». رقص الولد طرباً. ماذا بعد؟ أكتبت أن التاريخ يبدأ اليوم؟ بسذاجة تساءل الولد: وماذا عن صلاح الدين، وخالد بن الوليد، وعمر بن الخطاب، وطارق بن زياد؟ قلت لك اكتب يا ولد: اللواء عبد الكريم قاسم، الملقب بـ«الزعيم الأوحد»، وابن خالته، كامل المهداوي، قاضي القضاة، والمشير عبد الله السلال، اكتب، الأخ القائد الذي صرّح بأن راتبه 400 دولار. اكتب.

راح الولد يكتب ويتقدم في السن. حل محل الانقلاب انقلاب آخر. خرج العسكر من الثكنات وملأوا الشوارع والمكاتب. ماتت التنمية. زهق المستقبل. صارت فلسطين عنوان الهزيمة، لكن البحث عنها ظل مستمراً. كبر الشاب ورأى بلاد الآخرين تمتلئ باللاجئين العرب بالملايين. والجفاف يقتل الحصاد، والعربي يقرأ حالة الطقس باللغة الفصحى، والمدن ثكنات صامتة، والقمامة تملأ الشوارع والفقراء يبحثون فيها عن طعامهم، والانقلاب يلقي التحية العسكرية ويعلق المزيد من النجوم والأوسمة.

منذ تلك اللحظة، صار كل شيء يشبه الانقلاب. عقم بلا نهاية وبلا حدود. وفكر مكموم. وتدهور يومي في العلم. وطلاب المدارس يبدأون يومهم بنشيد الزعيم أو لينين، كما كانوا يفعلون في اليمن الجنوبي. وعد الانقلاب بالذهاب حال إعادة «الأشياء إلى طبيعتها». ثلاثون. أربعون سنة. الحق على الأشياء، فهي التي لم تعد إلى طبيعتها. صار عمر الانقلاب العربي نحو 70 سنة. والولد صار عجوزاً. وهو يحمل عصاه ويشير إلى الخريطة العربية أمامه.

أوقف الانقلاب العربي النمو والتنمية والتطور والتقدم والتحديث. مناطق هائلة لا تزال تعيش كما كانت أيام جدودنا. لا يزال الآلاف يأتون كل يوم إلى الحياة من دون أن يشرح لهم أهلهم لماذا يأتون بهم إلى عالم ليست فيه مدارس أو طعام أو كهرباء. كل ما فيه دبابة ذاهبة إلى فلسطين، عندما تعثر على وقود!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجرّة الأوسمة مجرّة الأوسمة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

الكروشيه يسيطر على صيف 2025 ونانسي عجرم والنجمات يتألقن بأناقة عصرية

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 15:02 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا سعيدة بإهداء دورة مهرجان القاهرة السينمائي لشادية

GMT 01:36 2014 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"لارام" تلغي الخط الجوي الرابط بين الحسيمة والدار البيضاء

GMT 00:59 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

10 نصائح للفوز بفستان زفاف أنيق يوافق المرأة في سن الأربعين

GMT 23:42 2024 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

نيللي كريم تُصرح أن جائزة جوي أووردز كانت مفاجأة

GMT 01:12 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

إشبيلية يفشل في تأجيل سفر النُصيري

GMT 16:35 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ديكورات لحفلات الزفاف الخارجية لصيف 2023

GMT 23:09 2023 الأربعاء ,11 كانون الثاني / يناير

السعودية تجمع 10 مليارات دولار من إصدار سندات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib