مقهى ويستفاليا
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

مقهى ويستفاليا

المغرب اليوم -

مقهى ويستفاليا

سمير عطاالله
سمير عطاالله

أبعد الخوف من الوباء الناس عن المقاهي التي صُنفت أماكن مغلقة. وأحزنت الإجراءات الصحية صناعة الخمول اللذيذ هذه، خصوصاً في باريس. والباريسيون لا يذهبون إلى المقاهي ولعاً بها، بقدر ما هو هرب من بيوتهم الصغيرة التي تباع بالقطع، لا بالغرف. الإعلان لا يقول. شقة من ثلاث غرف وحمام، بل ثلاث قطع ونصف. والنصف هو الحمام. وأحياناً يحسب معها مدخل الدرج، وفقاً لقانون «كاريز».

حبست «كورونا» الناس في قِطعها وأبعدتها، عن مقاهيها الجميلة. لكن البلدية اضطرت إلى توسيع حصة المقاهي بالأرصفة التي غيرت وجه المدينة: رصيف خشبي إضافي أمام الرصيف الأب. وزبائن قدامى وجدد. وعندما ترمي باريس عنها مظلتها الرمادية، يخرج أهلها إلى الشمس بسرعة قبل أن تعود إلى عادتها القديمة: السماء الرمادية، ولا شمسي ولا قمري، كما قال الأخطل الصغير.

هذه السنة أمطرت في أغسطس (آب) وأشرقت شمس سبتمبر (أيلول). وامتلأت الأرصفة الإضافية. وخرقتُ عادة – أو تعوّد – الامتناع عن المقاهي واتخذت لنفسي مقعداً يطل على برج إيفل. وبدت باريس كما كانت في أغنية جاك ديترونك، الذي من زمن شبابنا: «إنها الساعة الخامسة. باريس تستفيق».
تمر أمام المقهى وجوه من ملامح جميع أهل الأرض. ويجلس فيه المسنون وقراء الصحف وذوات الحسن أهل الحي والغرباء. وينقضي الوقت وفقاً للتقاليد والاتفاقيات المعقودة: لا هو يشعر بوجودك ولا أنت تشعر بمروره.

من قرأ بعضاً أو كلاً أو شيئاً من الرفوف التي كتبها هنري كيسنجر، يرى أنه يعيد كل شيء إلى اتفاقية ويستفاليا، الموقعة العام 1648. أو اتفاقيتين. لكن تكتشف أيضاً أن المنطقة المعروفة بهذا الاسم تركيبة جغرافية من تراكيب وكراكيب الحروب والسلم. لكن الدكتور كيسنجر أراد، فيما أراد، أن يدور تاريخ العالم، قديمه وحديثه، حول الموضوع الذي وضع عنه أطروحة الدكتوراه. والأرجح أن رئيسه نيكسون، أو وزيره وليم روجرز، لم يكونا قادرين على مناقشته في الموضوع. لذلك أحرقت كمبوديا فيما كان الدكتور يكمل حديثه عن ويستفاليا.

وهذا ما يحدث معي كلما عدت إلى لقاء الأصدقاء في باريس. كل واحد منهم يضع دفتر ذكرياته على الطاولة ويروح يتذكر أيام ويستفاليا. وحربها. وسلمها. وأحياناً يتحدث عنها باعتبارها كانت من شقراوات السين، وأحياناً باعتبارها سائحة من الأرجنتين لها قرابة عائلية مع تشي غيفارا. الأكثر صدقاً بين الرفاق هذه الأيام، هو الذي ينعس ثم يغفل قليلاً ويفيق مستحياً، يريد استئناف الحكي عن «ويستفاليا»: أيوه، شباب، وين كنا؟ يُطرب «الشباب» لهذا اللقب الذي لم يسمعوه منذ توقيع اتفاقية ويستفاليا الثانية. وأمتع ما يطرب الإنسان هو الإطراء الكاذب. هنري كيسنجر لم يعد يكتفي بأنه مفكر كبير، بل صدق أنه دون جوان العصر. ولا تزال أميركا تدفع ثمن الكذبتين: ويستفاليا والوسامة. وكم يبدو زهيداً ثمن القهوة الذي يدفعه «الشباب»، قبل أن تدركهم الساعة الخامسة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقهى ويستفاليا مقهى ويستفاليا



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 15:23 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لامين يامال يقترب من تحطيم رقم قياسي لمبابي مع برشلونة
المغرب اليوم - لامين يامال يقترب من تحطيم رقم قياسي لمبابي مع برشلونة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib