أنا محمد ويوسف ومريم يا أبي
وصول الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة ترامب يعلن مقاطعة قمة العشرين في جنوب إفريقيا بسبب ما وصفه بسوء معاملة المزارعين البيض ويؤكد استضافة قمة 2026 في ميامي اليونيفيل تؤكد أن استمرار الغارات الإسرائيلية يعرقل جهود التهدئة جنوب لبنان وتحذر من تداعيات التصعيد العسكري على الأمن الإقليمي عشرات الفلسطينيين يُصابون بالاختناق جراء استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للغاز السام في قرية سالم شرق نابلس شرطة لندن تحقق مع الأمير أندرو وزوجته السابقة سارة فيرجسون بتهم سوء السلوك المالي وقد يواجهان مغادرة المملكة المتحدة والسجن غارة إسرائيلية على جنوب لبنان توقع قتيلاً وأربعة جرحى مصر تعلن عن كشف غاز جديد في الصحراء الغربية امرأة تتعرض للطعن في هجوم غامض بوسط برمنغهام تعطل طائرة وزير الخارجية الألماني يجبره على تعديل رحلته إلى قمة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية وزارة الصحة اللبنانية تعلن إرتفاع حصيلة الإصابات في استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين بمدينة بنت جبيل في جنوب البلاد إلى 7 أشخاص
أخر الأخبار

أنا محمد ويوسف ومريم يا أبي

المغرب اليوم -

أنا محمد ويوسف ومريم يا أبي

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

مطلع هذا القرن، وهذه الألفية، 23 سبتمبر (أيلول) 2000، في اليوم الثاني من انتفاضة الأقصى الأولى، قبل نحو ربع قرن من الآن، جمال الدرة يعبر الطريق مع ولده محمد (12 عاماً) عندما وقعا وسط تبادل النار بين الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن الفلسطينية. ضم جمالُ محمداً إلى صدره واحتميا بجدار إسمنتي. صرخ محمد مستغيثاً: أنا محمد يا أبي. لم يتمكن من إكمال الصرخة التالية.

بكى العالم أجمع لمشهد دام 49 ثانية على شاشة القناة الفرنسية الثانية. وخُيّل لهذا العالم أن مشهد محمد الدرة، سوف يقلب التاريخ: لا جيش «الدفاع» سوف يطلق النار على الأطفال بعد الآن، ولا إسرائيل سوف تشردهم في الطرقات. وأن عتاة اليمين الإسرائيلي سوف يتأملون جيداً الصورة أمامهم، ويدركون أنهم إذا لم يخضعوا لحتميات الديموغرافيا، فسوف يختنقون بجثث الأطفال. ولن يبقى رصاص لقتلهم في الشوارع.

بعد ربع قرن، تضاعف عدد الأطفال المحمولة أجسادهم الصغيرة بين أذرعة آبائهم. أو أمهاتهم. أو أشقائهم. هذا محمد يا أبي. ويوسف. وشقيقتهما مريم. وبعد صورة محمد الدرة، ظن العالم أن العتاة سوف يعقلون، ويتذكّر نتنياهو أنه في وسط 400 مليون عربي، وأن لا حل إلا الدولتين، وشيئاً من المنطق وشيئاً من الحقوق؛ فإذا به يعود إلى نبوءات إشعيا، والقرن الثامن قبل الميلاد. ونحن - ومعنا العالم أجمع - في الربع الأول من الألفية الثالثة بعد الميلاد.

كيف يمكن البحث عن حل أو عن عقل والرجل الذي يقوم قادة العالم بزيارته في تل أبيب، يعد أن مرجعه في هذا الصراع القائم على حافة العدم، عاش في القرن الثامن ق.م؟! أثناء غزو الكويت نشر الإعلام العراقي صورة لصدام حسين على حصان أبيض ومعها نبوءة للفرنسيين.

نبوءة للعراف الفرنسي الشهير نوستراداموس تقول إن فارساً على حصان أبيض سوف يظهر في الشرق ويحكم العالم. لم تصح لحسن الحظ. والآن نتنياهو بنفسه يعود إلى التنبؤات التوراتية كي يؤكد حقه في الإبادة الجماعية.

ليس القيادة العسكرية ولا القيادة السياسية، وإنما رجل من القرن الثامن ق.م هو من يقود «الشعب المستنير» ضد «شعب الظلام» في غزة، وفق فلسفة نتنياهو التقدمية لما يحدث الآن.

سمّت حنة آرندت هذا النوع من القناعات «تسخيف الشر». وكانت تقصد يومها الألماني أدولف إيخمان الذي كان يحاكم بتهمة «الهولوكوست». و«هولوكوست» غزة الآن أمر عادي طبيعي تنبأ به إشعيا. تصبح الحروب والكوارث أكثر رعباً، ليس عندما نكون في يد العسكريين، بل في يد العرّافين. وكان العالم يعتقد أن سر إسرائيل هو تقدمها التكنولوجي وحداثة سلاحها الجوي والمخابراتي. لكن الآن يتبين أن السر مكنون في «سفر إشعيا».

طبعاً يخاطب نتنياهو من خلال الإثارة الدينية، أركان آلة الحرب والدمار والإبادة. وحسب إشعيا، عليهم أن يدركوا أنها معركة القدس الأخيرة، ولن تكون بعدها حروب. لذلك لا بدّ من كل هذا الجحيم، وبعده الانتصار والراحة التامة.

بعض كتّاب إسرائيل يقولون إن خطب نتنياهو أفضل دعوة لإقالته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنا محمد ويوسف ومريم يا أبي أنا محمد ويوسف ومريم يا أبي



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:46 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان
المغرب اليوم - أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
المغرب اليوم - نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 13:10 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تاكايشي تعتزم خفض رواتب الوزراء في اليابان
المغرب اليوم - تاكايشي تعتزم خفض رواتب الوزراء في اليابان

GMT 11:32 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مطاعم إندونيسية تستقطب السياح بأكلات سعودية

GMT 15:54 2013 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

أثاث يشبه عش الطائر يكفي 3 أشخاص للنوم

GMT 00:00 2015 الأحد ,14 حزيران / يونيو

طريقة عمل اللبنة

GMT 14:36 2014 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الأسرة الملكيّة تحتفل بذكرى ميلاد الأميرة للا حسناء الأربعاء

GMT 13:51 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

انتحار تلميذة قاصر بسم الفئران في سيدي بنور

GMT 01:57 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيليسيتي جونز تطلّ في فستان ذهبي نصف شفاف

GMT 20:13 2013 الجمعة ,24 أيار / مايو

كتاب "رأيت الله" لمصطفى محمود
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib