مائة عام من الدهشة أحمال من الورق
إنقاذ شاباً مغربياً حاول السباحة إلى إسبانيا عبر البحر باستخدام عوامة وزعانف الجيش الإسرائيلي يقر استراتيجية دفاعية هجومية ويبدأ فرض مناطق عازلة على حدود غزة ولبنان وسوريا حماس تحذر من تداعيات الإبادة والتجويع في غزة وتستنكر الصمت العربي والإسلامي جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن تنفيذ عملية عسكرية أسفرت عن اعتقال عدد من تجار الأسلحة في جنوب سوريا الكنيست الإسرائيلي يصوت غداً على مشروع قانون لفرض السيادة على الضفة الغربية أعلن أبو حمزة الناطق بإسم سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة بعد ظهر اليوم عن حريق داخل المستشفى الجهوي الحسن الثاني في الداخلة تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وانتشار دخان كثيف بلجيكا تعتقل جنديين إسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة السلطات التركية تعتقل الإرهابي محمد عبد الحفيظ في مطار إسطنبول خلال عودته من رحلة خارج البلاد المرصد السوري لحقوق الإنسان يعلن ارتفاع عدد قتلى السويداء إلى 1265 قبل سريان وقف إطلاق النار
أخر الأخبار

مائة عام من الدهشة: أحمال من الورق

المغرب اليوم -

مائة عام من الدهشة أحمال من الورق

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

لم يواجه مارسيل بروست المجتمع مرة أخرى، لكن نعم، مرة واحدة فقط! يحتاج في روايته إلى تفاصيل عن سلوك الأرستقراطيين. فيخرج من البيت.
يعود الرجل المتعب إلى المنزل. دائماً ما يعلّق ملابسه الليلية أمام الموقد الدافئ. لفترة طويلة كان غير قادر على تحمل الكتّان البارد على جسده. يلفّه الخادم ويرافقه إلى الفراش. وهناك يكون لوحه مستلقياً أمامه، حيث يكتب روايته «البحث عن الوقت الضائع». عشرون ملفاً ممتلئاً بإحكام بالمسوّدات على الكراسي والطاولات بجانب سريره، حتى السرير نفسه، كانت تشغله صفحات من الورق.
وهكذا كان، يكتب نهاراً وليلاً، يكتب كل ساعة، وكان يرتجف من البرد، يداه مرتعشتان، يكتب مراراً وتكراراً. وكانت وسائل الترفيه الخاصة به باهظة الثمن بشكل خيالي، ومن المحلات التجارية المختلفة في المدينة.
في عام 1903 تُوفيت والدته. وبعد فترة وجيزة أعلن الأطباء عن مرضه الذي يزداد سوءاً باستمرار، ولا يمكن علاجه. فتغيرت حياته كلها. حبس نفسه بإحكام في زنزانته في بوليفار هوسمان، وبين عشية وضحاها، تحول هذا المتسكع الممل، أحد أكثر النشطاء الذين لا يكلّون من أكثر العلاقات الاجتماعية إلهاءً، إلى أكثر العزلات شدّة.
إنه دائماً في السرير، طوال اليوم، دائماً جسده النحيف بارد، والمثقل بالسعال، الذي تهزه التشنجات، يرتجف باستمرار. يرتدي ثلاثة قمصان، أحدها فوق الآخر.
بضمادات محشوة على صدره، وقفازات سميكة على يديه، ولا يزال يتجمد، في حين أن ناراً تشتعل في الموقد.
النافذة لا تُفتح أبداً، حتى إن أشجار الكستناء القليلة البائسة في وسط الشارع تعذبه برائحتها المنتشرة، التي لا تؤثر على أي صدر بشريّ آخر في باريس سوى صدره. كالجثة يرقد دائماً في السرير، يتنفس بشكل مؤلم، الهواء الثقيل المضاف إليه الشحنات المسمومة بالأدوية.
في وقت متأخر من المساء فقط، يجمع نفسه ليرى القليل من الضوء، والقليل من السطوع. يساعده خادمه على ارتداء ملابس السهرة، ولفّه بالشال، وحتى في الربيع يلفّه بثلاث سماكات من الفراء، ثم يقوده إلى فندق «الريتز» للتحدث إلى عدد قليل من الأشخاص.
وهكذا، ضيّع وقته في الحفلات وفي غرفة الرسم، وحتى عامه الخامس والثلاثين، تصدّر أكثر من غيره الترف والأمور التي لا معنى لها. كان يشارك بشكل دائم في تسلية الأغنياء العاطلين، ويذهب إلى كل مكان، ويتم استقباله في كل زمان.
لمدة خمسة عشر عاماً، ليلة بعد ليلة، كان يمكن للمرء أن يجده في أي صالة، حتى في أكثر الأماكن التي يتعذّر الوصول إليها، فهذا الشاب الحساس، الخجول، الذي دائماً ما يثير إعجاب وجوه المجتمع، ويتجاذب طرفَي الحديث دائماً، وغالباً ما يكون مهذباً، ومستمتعاً. كان في كل مكان يراه المرء واقفاً في زاوية يحادث أحداً ما. وكانت الطبقة الأرستقراطية العليا تتسامح مع هذا الدخيل المجهول الاسم.
سيّارته تنتظر عند الباب طوال الليل لتعيد الرجل المنهك إلى الفراش.
إلى اللقاء...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مائة عام من الدهشة أحمال من الورق مائة عام من الدهشة أحمال من الورق



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

ياسمين صبري تختار الفستان الأسود الصيفي بأسلوب أنثوي أنيق يبرز أناقتها وجاذبيتها

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 02:47 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

مواعيد مباريات ريال مدريد في كأس العالم للأندية

GMT 16:06 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 10:45 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

تاه جاهز للعب مع بايرن في مونديال الأندية

GMT 10:39 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

برشلونة يقترب من غارسيا ويطالب شتيغن بالرحيل

GMT 16:24 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 15:01 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

الداكي رداد حكمًا لمباراة حسنية أغادير و الفتح الرباطي

GMT 03:32 2023 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

فيضان ثاني أكبر سدود دهوك بعد هطول أمطار غزيرة

GMT 10:15 2022 الخميس ,21 إبريل / نيسان

ديكورات خشبية للتلفزيون المعلّق في المنزل

GMT 08:31 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

5 أمور يجب معرفتها قبل الحصول على لقاح كورونا

GMT 22:15 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الملكي يقرر التصعيد ضد حكم مباراة الكلاسيكو الأسباني

GMT 11:24 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عموته يؤكد أنه يركز حالياً على دراسته العليا في قطر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib