مدن الصيف العود العربي والجنون اليوناني
أخر الأخبار

مدن الصيف: العود العربي والجنون اليوناني

المغرب اليوم -

مدن الصيف العود العربي والجنون اليوناني

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

بدأت الستينات حول العالم مع ظاهرة سينمائية سميت «زوربا اليوناني»، الذي قام بأداء شخصيته أنطوني كوين أشهر ممثلي المرحلة.

كان أداء كوين مذهلاً لدرجة أن الناس ظنته يونانياً فعلاً (مكسيكي الأصل). وطغت صورته صعلوكاً على صورته بطلاً. وفي غمرة نجاح الفيلم، نسيت الناس أن تقرأ الرواية نفسها، أو أن تعرف شيئاً عن صاحبها. تعرفت فيما بعد على عائلة سافالاس التي سوف تقدمني، بما يشبه الدروس، إلى كل ما هو يوناني. وتبدأ تلك المرحلة بكبير شعراء اليونان ومترجميها وروائييها، نيكوس كازانتازاكيس.

بدأت قراءة كازانتازاكيس من آخر أعماله، «تقرير إلى يوناني». ومن ثم لم أَسْتَثْنِ، أو أُهْمِلْ، أي عمل من أعماله، حتى أصبح في إمكاني الزعم أنني متخصص بها، لا سيما أنها ظلت مهملة في العالم العربي، ولم يُترجم منها سوى القليل، بحيث ظلت صورة زوربا الساحرة والمهرجانية هي الطاغية على كل شيء آخر، يزيد في سحرها وانتشارها حول العالم، الموسيقى التي وضعها لها، ميكيس ثيودوراكيس، الأكثر عذوبة في تاريخ «البوزوكيا»، أو البزق اليوناني، الذي هو مزيج من «العود» العربي والأساطير اليونانية.

«زوربا»، مثل جميع أعماله، يدور كل شيء في مدينته هيراكليون. لذلك، قلت لزوجتي ذات صيف، لا بد من هيراكليون. وإن «طال السفر». تيمناً بقول الإمام الشافعي الشهير «لا بد من صنعاء وإن طال السفر». وكلما خطر لي استعادة البيت، أتجنب ذلك، لأنَّ هناك من يضيف الهمزة إلى «صنعا» خطأً، ولو فعلت وأضفتها لاختلَّ وزن البيت. وهو ليس من الحكمة.

لنعد إلى هيراكليون، وملاعب صبا زوربا. لا مكان له حقاً. الكنيسة منعت دفنه داخل أسوار المدينة، فدفن في قلب السور من دون إشارة. هذا فيما يتعلق بالجثمان. أما الأثر الأدبي ففي كل مكان من العالم، خصوصاً ما كتبه عن مصر وفلسطين وحبه لهما. ومن هيراكليون كان يتطلع قبالته «ويرى البحر الليبي».

إلى اللقاء...

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدن الصيف العود العربي والجنون اليوناني مدن الصيف العود العربي والجنون اليوناني



GMT 10:20 2025 الأحد ,13 تموز / يوليو

فلسفة الوشكية

GMT 10:18 2025 الأحد ,13 تموز / يوليو

السلاح زينة الرجال... ولكن؟

GMT 10:16 2025 الأحد ,13 تموز / يوليو

«أرضنا» التي تبحث عن أصحاب...

GMT 10:12 2025 الأحد ,13 تموز / يوليو

غزة إذ تنهض وترقص

GMT 10:07 2025 الأحد ,13 تموز / يوليو

متى نطفئ حريق مها الصغير؟!

GMT 10:04 2025 الأحد ,13 تموز / يوليو

المؤامرة على مصر!

GMT 10:03 2025 الأحد ,13 تموز / يوليو

اللص العائد من الشبّاك

GMT 21:04 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هيرفي رونار يقلل من قيمة الدوري المغربي للمحترفين

GMT 10:02 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منزلك أكثر تميّزًا مع الديكورات اليابانية العصرية

GMT 19:00 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تطور ملحوظ وفرص سعيدة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 21:52 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وفاء الكيلاني تثير الرأي العام بقصة إنسانية في "تخاريف"

GMT 11:00 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

"بوما" تطرح أحذية رياضية جديدة ومميزة

GMT 10:39 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

تعرفي على إتيكيت أكل "الاستاكوزا"

GMT 12:35 2013 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

البدء فى البرنامج التوعوي التثقيفى لمرضى داء السكر في سبها

GMT 02:20 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة بالمركز القومي للترجمة حول أعمال نوال السعداوي

GMT 18:34 2017 الجمعة ,25 آب / أغسطس

فوائد نبات الحلتيت لصحة الإنسان

GMT 00:18 2014 السبت ,07 حزيران / يونيو

ضروريَّات من أجل عودة السياحة إلى مصر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib