السودان والنيل الأحمر
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

السودان والنيل الأحمر!

المغرب اليوم -

السودان والنيل الأحمر

جبريل العبيدي
بقلم : جبريل العبيدي

النيل الأزرق نهر «عاباي» الذي تلون بالأحمر في مواجهات عنف قبلي تجددت بمجرد حدوث فراغ أمني حدث إثر خروج قوات حفظ السلام، فالنيل الأزرق هو نهر ينبع من بحيرة تانا في إثيوبيا قبل أن يلتقي مع النيل الأبيض في السودان الذي ما يكاد يهدأ من مواجهات عنيفة حتى تندلع أخرى جديدة تحت العنوان نفسه.
ففي النيل الأزرق أعلنت السلطات المحلية عن مقتل حوالي 200 شخص في الاشتباكات القبلية جراء احتجاج أفراد من قبيلة الهوسا على ما اعتبروه تمييزاً ضدهم بسبب العرف القبلي الذي يحظر عليهم امتلاك الأرض في النيل الأزرق لأنهم آخر القبائل التي استوطنت في الولاية، ويعزو البعض السبب في اندلاع العنف في النيل الأزرق إلى الانتهاء المبكر لمهمة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الإقليم بعد توقيع اتفاق سلام بين الفصائل المسلحة هناك.
ولكن الحقيقة تكمن في اعتبار استغلال الأراضي الزراعية مسألة حساسة للغاية في السودان عامة وفي إقليم النيل الأزرق خاصة، حيث يسود العرف القبلي، الذي يحظر على بعض القبائل استغلال الأرض بأي شكل ويحصر استغلالها في القبائل التي استوطنت أولاً ويستثني أي قادم جديد.
المواجهات والعنف القبلي في السودان، كارثة كبرى تواجه السلم المجتمعي، فبعد مذبحة النيل الأزرق والمواجهات العنيفة مستمرة، وقد لونت مياه النيل الأزرق بالأحمر بعد سقوط العشرات في أعمال عنف قبلي تمت تغذيته من أطراف لا ترغب في استقرار السودان المقسم بعد انفصال جنوبه عن شماله منذ سنوات.
السودان الغارق في الفقر، إذ إن نسبة 46 في المائة تقع تحت خط الفقر وفق تقارير الأمم المتحدة، يستحوذ على أكبر رقعة جغرافية خصبة للزراعة ووفرة الماء، ويعاني في الوقت نفسه من مشاكل اقتصادية وانهيار شديد للعملة المحلية، في أكبر عملية فشل اقتصادي عبر تاريخ السودان، فالأزمة قد تكون لها جذور اقتصادية، بعد أن وصل سعر الرغيف إلى ثلاثة أضعاف، مع ندرة دقيق الخبز والسيولة النقدية... ظروف تكررت حتى في ليبيا، التي تطفو على بحيرة نفط، وشعبها يعاني الفقر، فما بالك ببلد يفتقر للنفط والغاز مثل السودان بعد التقسيم ما أدى إلى فقدانه ثلاثة أرباع إنتاجه النفطي، وإن كان غنياً بالماء والتربة الخصبة للزراعة، إلا أنه يعاني من الفقر، بسبب الصراع المستمر على الأراضي الزراعية والمراعي كما هو الحال في النيل الأزرق وغيرها من مناطق خصبة للتنمية الزراعية، ولكنها أصبحت أراضي بوراً معطلة للتنمية بسبب الصراعات المحلية، خاصة القبلية ذات الطابع العنصري بين من يوصفون بالسكان «الأصليين» أي السابقين في استوطان الأرض وبين من جاء متأخراً فسقط حقه في امتلاك أو استزراع الأرض.
رغم العرف «الإقصائي» في موضوع استزراع الأراضي الذي يشابه أعرافاً أخرى في بلدان مجاورة وإن كان في السودان جلب العنف، يبقى السودان البلد العربي الذي كان يتفاخر بوجود أول كلية طب تفتح أبوابها في العالم العربي، والسباق في مجالات الثقافة والعلم، رغم تعثره اليوم جراء صراعات سياسية وفئوية... صحيح أنه أسقط ديكتاتورية حليف «الإخوان» عمر حسن البشير، ولكنه فشل في إقامة نظام سياسي يقبل به جميع السودانيين بلا إقصاء.
استمرار العنف قد يكون سببه التسوية السياسية السابقة التي قامت بين المجلس العسكري و«قوى الحرية والتغيير»، وهما ليسا القوى الوطنية الوحيدة أو الأطراف الوحيدة، وبالتالي لم تصمد تلك التسوية التي سرعان ما ذاب جليدها أنهاراً من الدماء ليست دماء النيل الأزرق آخرها، وذلك طالما التسوية السياسية تتجاهل السلم المجتمعي برفع الظلم والتهميش والإقصاء.
ورغم تلون أحد فروع النيل بالأحمر فإن النيل سيبقى بلونيه الأزرق والأبيض.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السودان والنيل الأحمر السودان والنيل الأحمر



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib