تونس وانتخاب برلمان خالٍ من «الإخوان»

تونس وانتخاب برلمان خالٍ من «الإخوان»

المغرب اليوم -

تونس وانتخاب برلمان خالٍ من «الإخوان»

جبريل العبيدي
بقلم : جبريل العبيدي

بعد العشرية السوداء التي عاشتها تونس تحت حكم «النهضة» وأغلبيتها البرلمانية، والتي فشلت في النهوض بتونس من الركود الاقتصادي والفشل الفلاحي بعد أن كانت تونس الخضراء بلد إنتاج الزيتون الأول، ولكن سياسة «النهضة» جعلت منها بلداً يبحث عن رغيف الخبز ومديناً للبنك الدولي بعد أن تسببت سياسات حكومات «النهضة» المتعاقبة حتى آخرها حكومة الفخفاخ، في إفلاس الخزينة التونسية وشح مواردها.

تونس اليوم أمام استحقاق انتخابي سيذهب بها نحو حياة سياسية جديدة للتخلص من البرلمان السابق الذي جمَّده ثم حلَّه الرئيس قيس سعيد بمقتضى فصول الدستور بعد حالة الشلل السياسي، ولهذا فإن الشعب التونسي اليوم بعد أن لفظ تنظيم «الإخوان» وشخوصه الذين أصبحوا منبوذين في الشارع العام والسياسي التونسي، يتجه إلى انتخاب برلمان خالٍ من «الإخوان»، بعد اتهامات لقادة «النهضة» الإخوانية الهوى أمام القضاء التونسي، بغسل الأموال وتسفير الشباب لمناطق القتال في الخارج.
وحسب مراقبين فإن انتخابات 17 ديسمبر (كانون الأول) ستكون بمثابة إعلان نهاية حركة «النهضة» في تونس، وستفضي من ثم إلى برلمان جديد يُنهي الحقبة العشرية السوداء التي حكمت خلالها «النهضة» تونس وتسببت في إفلاس البلاد والعباد وانتهت بانسداد سياسي شل البرلمان الذي كان راشد الغنوشي على رأسه.
فالأزمة التونسية والانسداد السياسي بدأ مع البرلمان التونسي المأزوم بسبب سوء إدارة الغنوشي الذي يرى نفسه أكبر من رئيس للبرلمان، ما جعله يتجاوز صلاحيات رئيس البرلمان في الدستور التونسي إلى انتزاع بعض اختصاصات رئيس الجمهورية، ومنها التمثيل الخارجي.
«النهضة» في عزلة، بعد أن بات واضحاً أن حركة «النهضة» لا بواكي لها حتى وسط من كانت تظن أنهم أنصارها الذين عجزوا عن حشد العشرات للتظاهر تأييداً. حركة «النهضة»، التي كانت تلتحف البرلمان ساتراً لعوراتها وغطاءً سياسياً لبعض أنصارها المطارَدين بجرائم فساد، أصبحت مطالَبة بالمثول أمام القضاء بدءاً من الغنوشي الذي مَثل أمام القضاء في قضية تسفير التونسيين لمناطق النزاع كبنادق مستأجرة للانخراط في صفوف «داعش» و«القاعدة» وأخواتهما، والملاحقة بشأن الجهاز السرّي لـ«النهضة» المتهم بالاغتيالات السياسية.
لقد واجهت حركة «النهضة» الإخوانية الهوى الاتهامات بالتبعية للخارج، داخل البرلمان وخارجه، واتهامات بانتهاك السيادة الوطنية، إضافةً إلى محاولات الغنوشي المتكررة لممارسة بدعة «الرئاسة الموازية» الذي لم يستطع التخلص من فكرة كونه زعيم جماعة أو حركة.
فشل «النهضة» في تونس وقبلها جماعة «الإخوان» في مصر، سببه التجارب المحدودة لجماعات الإسلام السياسي في السياسة، والتي تؤكد أن الولاء لديهم للجماعة ولهذا لم يستطيعوا تمثيل أمة أو شعب، لأنهم اعتادوا تمثيل جماعة وتنظيم يجمعهم، وأفقدهم الإحساس بالسيادة الوطنية والانتماء الجغرافي للوطن.
حركة «النهضة» تعد ميتة سريرياً بعد أن أصبحت منبوذة سياسياً وشعبياً، واختفى حتى أنصارها من الشوارع، ولهذا تعد «النهضة» خارج الحياة السياسية منذ فترة في تونس، ولكن الانتخابات البرلمانية ستكون بمثابة إعلان موعد الدفن للميت السريري.
تونس تتجه نحو انتخاب برلمانها النقي من شوائب تنظيم «الإخوان»، الذي يزعم ما تبقى من أنصارهم أن البرلمان القادم ضعيف وأنه «سيكون مجرد غرفة لتنفيذ أوامر الرئيس» وهذا يعبّر عن إفلاس «النهضة» وما تبقى لها من أنصار في خوض الانتخابات ومعرفتهم المسبقة بخسارتها حتى ولو اختبأ أنصار «النهضة» بمرشحين من الصف الثالث والرابع من النهضويين، ولكن الشعب التونسي كشفهم ولم يتبقَّ لهم سوى هذه الشعارات الزائفة التي يطلقونها للتشكيك في البرلمان الوليد الخالي من «الإخوان».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تونس وانتخاب برلمان خالٍ من «الإخوان» تونس وانتخاب برلمان خالٍ من «الإخوان»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

داليدا خليل تودّع العزوبية بإطلالة بيضاء ساحرة وتخطف الأنظار بأناقة لا تُنسى

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 22:34 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

إسبانيا تحظر دخول سموتريتش وبن غفير إلى أراضيها
المغرب اليوم - إسبانيا تحظر دخول سموتريتش وبن غفير إلى أراضيها

GMT 22:07 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية
المغرب اليوم - سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية

GMT 20:41 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تشعر بالغضب لحصول التباس أو انفعال شديد

GMT 13:22 2021 الجمعة ,16 تموز / يوليو

مانشستر يسعى للتعاقد مع فاران في أقرب فرصة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,24 حزيران / يونيو

تعرفي على طرق ترتيب المنازل الصغيره

GMT 03:36 2019 الإثنين ,15 تموز / يوليو

ديكورات شقق طابقية فخمة بأسلوب عصري في 5 خطوات

GMT 14:30 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حسن يوسف يشتري الورود لشمس البارودي في عيد ميلادها

GMT 08:07 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

اكتشفي منتجعات تضمن لك صيفا لا يُنسى

GMT 06:36 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

كاتي هولمز تتألق في فستان رقيق بلون البرقوق

GMT 22:37 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الهنود يستهلكون كميات أقل بكثير من الكالسيوم

GMT 20:28 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"ماسبيرو زمان" تعيد عرض برنامج جولة الكاميرا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib