طرابلس على صفيح ساخن
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

طرابلس على صفيح ساخن

المغرب اليوم -

طرابلس على صفيح ساخن

جبريل العبيدي
بقلم : جبريل العبيدي

هل قدر العاصمة الليبية طرابلس البقاء رهينة الميليشيات، وأن تقف على صفيح ساخن، وتتكرر محاولات اقتحامها والتنازع عليها بين ميليشيات موالية لحكومتين تتنازعان الشرعية، الأمر الذي يهدد السكان، الذين تكتظ بهم العاصمة، خصوصاً في كل محاولة سيطرة على العاصمة التي تركت لعشرية كاملة تتحكم في مفاصلها الميليشيات المتعددة الولاءات والمتقلبة، خصوصاً النفعية منها التي تعمل كبندقية مستأجرة.
في اقتحام طرابلس الأخير من انتصر من الحكومتين للبقاء في العاصمة انتصر بالميليشيات، ومن انهزم انهزم أيضاً بسبب الميليشيات، وبالتالي لا وجود لمظاهر الدولة التي انتصرت ولا عزاء لها.
الوضع في العاصمة طرابلس ليس وليد الخلاف بين حكومتين تتنازعان الشرعية، بل هو امتداد لعشر سنوات عجاف منذ أسقط «الأطلسي» (حلف الناتو)، الدولة الليبية بكامل مؤسساتها، خصوصاً الجيش، بذريعة إسقاط نظام العقيد القذافي، ولكنه لم يكتفِ بهدم خيمة القذافي، بل تمادى لتدمير البنية التحتية للجيش الليبي من معسكرات وقواعد جوية وبحرية، بل ضرب حتى غواصات للجيش الليبي رابضة في عمق البحر، ولكن الناتو الذي فتح مخازن السلاح، ولم يجمعه أو حتى دمر هذه المخازن، لهذا يعد هو المسؤول الأول عن فوضى السلاح وانتشار أكثر من أربعين مليون قطعة سلاح بين خفيف ومتوسط وثقيل في عموم ليبيا، بل والشرق الأوسط، الأمر الذي لا يمكن تفسيره خارج دائرة نشر الفوضى «الخلاقة» التي تحدثت عنها مستشارة الأمن القومي السابقة كوندوليزا رايس، كمشروع لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط «الجديد».
العاصمة الليبية طرابلس تدفع ثمن سياسات دولية خاطئة، فعندما قرر مجلس الأمن إسقاط نظام القذافي، كان يعلم بالتأكيد أن للقذافي ترسانة سلاح ضخمة جداً، لكنه، أي مجلس الأمن، لم يقدم أي خطة لجمع، أو تدمير، أو عن كيفية التخلص من هذا المخزون الهائل الذي يمكنه تغذية حرب طويلة الأمد قد تكون أطول من حرب البسوس!
ستتكرر محاولات اقتحام طرابلس ومحاولات السيطرة لها ما دام السلاح بين أيدي الميليشيات متاحاً، ويتجدد، بل ويتم شرعنة بعضها وإلباسها الثوب العسكري، والزعم بأنها قوات ضمن الجيش الليبي؛ الجيش الذي لا يزال يتعرض لمؤامرات محلية ودولية لمنع قيامه بدوره في استعادة هيبة الدولة، ولعل بعض الدول الفاعلة في مجلس الأمن في مقدمة معرقلي الجيش الليبي عن أداء عمله، والحجج والذرائع التي تسوقها هذه الدول كثيرة وعديدة؛ منها ملف الاستعانة بخبراء من «فاغنر الروسية»، الذين لا يتجاوز عددهم بضع مئات غادر أغلبهم، ومهامهم لم تكن يوماً قتالية، بينما تغمض هذه الدول الفاعلة عيونها عن وجود عشرات الآلاف من المرتزقة السوريين في العاصمة طرابلس، ناهيك عن استخدام الطيران المسيّر لحماية الميليشيات من أي محاولة لتحرير العاصمة من سيطرتها، الأمر المستغرب من قبل بعض الدول في مجلس الأمن تقوم بحماية ميليشيات متحصنة داخل العاصمة، وترهن سكانها وتستخدمهم دروعاً بشرية في أي اقتتال.
ستبقى طرابلس على صفيح ساخن وستستمر المنازعات حتى بين الميليشيات داخل طرابلس، فهي تتنازع حتى الأحياء بينها، فكل ميليشيا تسعى لاتساع رقعة سيطرتها داخل العاصمة، بل وتسعى كل ميليشيا أن تستحوذ على أكبر عدد من مقرات الوزارات التي تبتزها.
الصراع السياسي في ليبيا أصبح في حالة انسداد لا يمكن الخروج منه إلا بالتخلص من الميليشيات أولاً، فهي أصبحت بندقية مستأجرة يستخدمها من يملك مفاتيح خزائن المال الليبي ويوجهها ضد خصومه السياسيين، في ظل صمت وضوء أخضر دولي لا يقدمان للضحايا الليبيين سوى الشعور بالقلق الذي يفسر ويترجم سياسياً على أنه الضوء الأخضر لاستمرار الفوضى والانسداد السياسي، بل حتى الاحتراب والاقتتال.
ستبقى الحرب في طرابلس متكررة طالما مفهوم الغنيمة الذي أنتجه الإسلام السياسي هو السائد عند الميليشيات، خصوصاً العقدية وكذلك النفعية غير عقدية، بل إنه أصبح شبه سائد بين السياسيين والميليشياويين وغيرهم حتى استباح المال العام وأملاك الدولة ومنها العاصمة طرابلس، ولهذا كان اقتراح عاصمة بديلة هو الأقرب للحل، لحين تحرير العاصمة من سطوة الميليشيات لتعود طرابلس على صفيح بارد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طرابلس على صفيح ساخن طرابلس على صفيح ساخن



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:07 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
المغرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib