متى يصبح الفلسطيني في صميم السياسات الدولية
ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى أكثر من 57 ألف شهيد والأمم المتحدة تحذر من انهيار غذائي شامل إرتفاع عدد ضحايا فيضانات تكساس إلى 82 شخصا واستمرار عمليات البحث والإنقاذ إنتحار وزير النقل الروسي رومان ستاروفويت بعد ساعات فقط من إقالته بقرار من الرئيس فلاديمير بوتين. الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عمليات واسعة في غزة وتدمير مواقع لحركة حماس شمالاً وجنوباً مقتل أربعة أشخاص وإصابة 36 آخرين في هجمات روسية متفرقة على أوكرانيا إلغاء عشرات الرحلات الجوية من وإلى جزيرة بالي الإندونيسية بعد ثوران بركان ضخم في البلاد حركة حماس تصر على تعديلات الاتفاق والمفاوضات مع إسرائيل بلا تقدم في الدوحة انتشار مفاجئ لأعراض هضمية يثير القلق ومخاوف من موجة فيروسية جديدة ضواحي الناظور الحوثيون يعلنون استهداف مطارات وموانئ إسرائيلية ويؤكدون استمرار دعم غزة إرتفاع عدد قتلى الجيش التركي في العراق إلى اثني عشر جندياً بسبب استنشاق غاز الميثان أثناء مهمة عسكرية
أخر الأخبار

متى يصبح الفلسطيني في صميم السياسات الدولية؟

المغرب اليوم -

متى يصبح الفلسطيني في صميم السياسات الدولية

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

إنّ قرار مجلس الأمن الأول من نوعه والقاضي بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، والذي أسال الكثير من الحبر بوصفه مثّل حدثاً في تاريخ مجلس الأمن، وخصوصاً عدم استعمال الولايات المتحدة الأميركية حق الفيتو ضده، قد فرض على النخب المدافعة عن القانون الدولي الإنساني والرافضة للجريمة الشنيعة المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر في حق الفلسطينيين في قطاع غزة، نظرة مختلفة ومقاربة أكثر اتساعاً في قراءة هذه الجريمة المستمرة.

لم يعد ممكناً الاقتصار على إدانة إسرائيل على جرائمها بوصفها هي التي بالصورة أمام العالم، وغض الطرف أو التقليل من دور ومسؤولية الأطراف التي تمكّن إسرائيل من ارتكاب هذه الجرائم، بطريقة غير مباشرة أو غير مقصودة.

اتجاه النخب الرافضة لهذه الجرائم حالياً طرح أسئلة بشكل واضح وصريح وهو ما مثل موضوعاً رئيساً لمقالات وبرامج عدّة: من أين تأتي إسرائيل بالأسلحة التي بها استطاعت قتل أكثر من 30 ألف فلسطيني وإصابة 76 ألفاً؟

لم يكن هذا الموضوع يطرح سابقاً بنفس الوضوح الذي يطرح به الآن، حيث صدور قرار مجلس الأمن الذي طالب إسرائيل بالوقف الفوري لإطلاق النار، ما فرض علينا اليوم طرح هذا السؤال بصوت عالٍ ومن زاوية أخرى. فاحترام قرار مجلس الأمن والقانون الدولي الإنساني لا يخص إسرائيل فقط، بل إن الذين يدعمون إسرائيل بالسلاح هم أيضاً يمثلون خرقاً قانونياً للقرار شئنا ذلك أم أبينا. وهنا يطرح سؤال عن المسؤولية التاريخية للدول التي تصدّر السلاح لإسرائيل التي تعتدي على القانون الدولي الإنساني وتخرقه، محاولةً توريط الدول الداعمة لها معها ليكون الخرق معقداً ومركباً. وفي هذا السياق نشير إلى رسالة الـ600 محامٍ بريطاني، التي تناولوا فيها مخاطرة بلادهم بانتهاك القانون الدولي الإنساني بتصديرها السلاح لإسرائيل.

ومن هنا نفهم أن إسرائيل غير مكترثة بالقرار، وتستمر في المضي قدماً في تقتيلها اليومي للفلسطينيين، وعدم شعورها بالذنب لموت الأطفال والنساء، وعدم شعورها بأي حرج لأنها تستورد السلاح من دول مؤثرة في مجلس الأمن وفي العالم، جاعلةً هذا دعماً لها. كما إن إسرائيل لم تتوانَ، وهي التي تستشعر دعم هذه الدول الكبرى، عن الهجوم على قافلة المطبخ المركزي العالمي وموت عمال الإغاثة في هذا الهجوم، مما يكشف عن عدم مبالاة إسرائيل بأي جرائم ترتكبها.

إن ما يحصل بصدد إضعاف الدول القوية المفترض أنها حارسة للقانون الدولي الإنساني ومانعة من الاعتداء عليه، سوف يعدّ وقوداً وحججاً للمقهورين اليوم والمارقين غداً الذين سيفرزهم ما يحدث حالياً من خروق للقوانين الدولية.

من السرديات التي تتداولها بعض الدول التي تبيع السلاح لإسرائيل، والذي بواسطته تقوم بالتقتيل، أنها تضرب بالقانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمن واحتجاجات حقوقيي العالم عرض الحائط، ومن هذه السرديات أن أمن إسرائيل موجود في صميم السياسة الخارجية لهذه الدول.

فهل هذا صحيح؟

أليس أمن الفلسطينيين هو أيضاً في أحد أبعاده أمن الإسرائيليين؟

ما يحصل حالياً هو عبارة عن التأسيس لخطة الدوران في الحلقة المفرغة التي سيخسر فيها الجميع، وأوّلهم إسرائيل لأن ما تقوم به يجعل من أمنها مستحيلاً، وأيضاً الدول التي تبيع السلاح فتكسب المال حالياً ورضا إسرائيل، لكن التاريخ سيحمّل أجيالها المسؤولية وستجد ميراثها مسكوناً بالاختراقات والانحرافات، الأمر الذي يمس بحداثتها وقدسية القوانين الدولية وخطابها حول الإنسان وحقوقه.

إن ازدواجية المعايير تنتج الاحتقان والقهر، والعالم اكتوى بتداعيات هذه الازدواجية ولا ندري كم يتسع صدر العالم اليوم لتكرار تجارب عرفنا نهاياتها ودفع الجميع فواتيرها. لا يمكن أن يواصل العالم الهدم والبناء ثم الهدم بهذه الطريقة التي تظهر عدم عقلانية العالم، وعدم استيعاب دروس ذهب ضحيتها الآلاف من البشر.

أغلب الأحداث المأساوية كانت بفعل الذين لا شيء لديهم ليخسروه وهم غير المعترف بهم. ولكن الذي لا نعترف به ولا نعترف بحقه في الأمن والحياة إنما ندفعه كي يبحث عن طريقة يرغمنا فيها على الاعتراف به وعادة ما تكون: تهديد أمن العالم مع الأسف الشديد. لذلك فإن أمن الجميع يجب أن يكون في صميم السياسات الخارجية.

فمتى يصبح الفلسطينيون في صميم السياسة الخارجية للدول التي تمكّن إسرائيل من أدوات القوة والتقتيل؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى يصبح الفلسطيني في صميم السياسات الدولية متى يصبح الفلسطيني في صميم السياسات الدولية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 12:23 2025 الخميس ,26 حزيران / يونيو

كولومبيا تخصص يوماً للاحتفال بنادي الوداد

GMT 03:29 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

تباين أداء مؤشرات أسعار العملات المشفرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib