هل فشل الإنسان في التعامل مع الطبيعة
وزارة الخارجية الأميركية تدين "الفظائع" في الفاشر وتحذر من خطر يهدد آلاف المدنيين جيش الإحتلال الإسرائيلي يعلن عن عمليات لتطهير رفح وتدمير بنى حركة حماس التحتية قلق في تل أبيب من إنتقال عدوى مرضى الحصبة إلى الأطباء مع تفشي المرض في مناطق عديدة في إسرائيل سلطات الطيران النيبالية تعلن سلامة ركاب طائرة إثر هبوطها إضطرارياً في مطار جاوتام بوذا الدولي غارات إسرائيلية على قطاع غزة بعد فشل تسليم جثث الرهائن وتل أبيب تؤكد أن الجثامين لا تعود للمحتجزين الجيش الأوكراني يعلن تنفيذه عملية معقدة لطرد جنود روس تسللوا إلى مدينة بوكروفسك في منطقة دونيتسك بشرق البلاد خلافات حادة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن التعامل مع الأسرى الفلسطينيين قوات الاحتلال تواصل القمع وتقتل فلسطينيين وتصيب آخرين بالضفة وغزة ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 68858 شهيداً بينهم أطفال ونساء مصرع ثلاثة عشر شخصا في انهيار أرضي غرب كينيا بسبب الأمطار الغزيرة
أخر الأخبار

هل فشل الإنسان في التعامل مع الطبيعة؟

المغرب اليوم -

هل فشل الإنسان في التعامل مع الطبيعة

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

هل نحن بحاجة إلى تذكير الطبيعة لنا بقوتها وجبروتها، وأن الإنسان لم يقهرها كما يعتقد؟
في المطلق قد نكون بحاجة لذلك، لأن الإنسان ينسى بطبيعته، ولكن نحن لم نتخلص تماماً من «الكوفيد 19»، ولم نعالج الجراحات التي تركها في الشعوب والنفوس والقلوب والاقتصاديات بعد.
مؤشرات عدة تشير إلى أن الإنسانية دخلت مرحلة سطوة الطبيعة من جديد على الإنسان: مشهد الجثث والأطفال والنساء والرجال الموتى والملتاعين لفقدان أسرهم وأحبابهم لا يحتمل غير الصمت الدامغ والوقوف عند الحقيقة التي من قرون والإنسان يعمل على تجاوزها، وبناء مجده العلمي من أجل قهر الطبيعة، ومحاربة الخوف الذي يحمله تجاهها. حقيقة أن ضعف الإنسان عندما تقرر الطبيعة الإعلان عن قوتها وقدرتها على البطش بالإنسان ما فتئت تتواتر حتى أن البعض يصفها بغضب الطبيعة، وفي هذا طبعاً استعادة لنفس التفاسير الأولى للإنسانية، حيث كان الإنسان في طور التعاطي مع الطبيعة تلبَّسه الخوف منها، فأول خوف عرفه الإنسان كان من الطبيعة وهو أم المخاوف وأقدمها.
طبعاً من المهم التذكير بأن هذا الخوف كان محفزاً للإنسان للإبداع والابتكار وللاختراع ولاكتساب القوة للدفاع عن نفسه ضد الطبيعة وأهوالها. لذا فقد لجأ الإنسان إلى الله لاكتساب الحماية واللطف منه بوصفه العنوان الأكبر للقوة. فبدأ الإنسان يلجأ إليه في كل مرة يشتد فيها احتدام الطبيعة.إن الظواهر الطبيعية ليست جديدة، لكن وتيرتها جديدة. وهنا نجد أنفسنا في قلب تداعيات تغير المناخ الذي ما زال البعض من المجتمعات يتعاطى معه من زاوية كونه ترفاً وموضوعاً من الموضوعات الموضة الذي تطرح للنقاش، والحال أنه موضوع حارق وفي منتهى الجدية. والتداعيات المقصودة هي ارتفاع درجات الحرارة واستمرارها حتى بعد دخول فصل الشتاء، وهو في حد ذاته غضب غير مباشر من الطبيعة، ولكنه مكلف من ناحية الجفاف وقلة الماء وتضرر القطاع الفلاحي، مما يعطل أداء وظيفة توفير الأمن الغذائي مع ما يعنيه ذلك من ارتفاع للأسعار ومن اضطرار للتوريد، وفي صورة عدم التمكن من ذلك فإن الجوع هو المصير. أيضاً من التداعيات الأخرى لتغير المناخ الفيضانات والحرائق والزلازل، ويحصل ذلك رغم تطور أنظمة المراقبة العلمية مما يؤكد حقيقة من المهم الاعتراف بها، وهي أن الطبيعة ما زالت في قمة قوتها.
السؤال: هل فشل الإنسان رغم كل إنجازاته العلمية الخارقة للعادة في التعامل مع الطبيعة؟
نعتقد أن الفشل لا علاقة له بمحدودية منجز الإنسانية الذي يظل مهماً، ومن خلاله تمكن الإنسان أيضاً من تسجيل أهداف حقيقية والسيطرة على الطبيعة، باعتبار أن العلم والتمكن من بعض أسرار الطبيعة ساعدا الإنسانية على توفير الحماية والتسلح ضدها وتذليل مساحة الخوف.
المشكلة الكبيرة التي انبنت عليها مقاربات تغيرات المناخ ذاتها، هي تحميل الإنسان مسؤولية هذه التغييرات بسبب أنشطته التي كانت ضد الطبيعة، وهنا نقصد الحروب والأسلحة المضرة بالطبيعة والتلوث. وكما نلاحظ أن الدول التي اعتمدت التوسع واستعراض القوة ضد الأضعف منها من ناحية امتلاك الأسلحة وغير ذلك، هي المسؤولة عن كل تغيرات المناخ أولاً وعن ردود فعل الطبيعة الغاضبة.
طبعاً غضب الطبيعة لا يميز بين القوي والضعيف، والغني والفقير، والمتقدم والمتخلف، رغم أن الذي يدفع التكلفة غالية بجميع المعاني هم الفقراء والضعفاء والمتأخرون عن الركب التكنولوجي.
صحيح أننا من سنوات أصبح هناك خطاب يُحمل الدول ذات الصف الأول في العالم مسؤولية غضب الطبيعة بسبب أنشطتها التي يدفع انعكاساتها كل الإنسانية، ولكن هذا الخطاب ما زال محتشماً، ولقد آن الأوان كي ترتفع نبرة هذا الخطاب، ويتم توجيه بوصلة النضال نحو محورين كبيرين: أولاً ضرورة توقف الأنشطة المتسببة في تغيرات المناخ، ولا مناص من موقف أممي يتحمل مسؤوليته في الدفاع عن الإنسانية، ومحاولة السيطرة على الخسائر التي بدأت تتواتر، وواضح أن الطبيعة سائرة في طريق تلقين الإنسان الدرس الذي تناساه وتذكيره بقوتها التي لا تقهر.
أما المحور الثاني، فهو يتمثل في ضرورة تمويل مجابهة تغيرات المناخ، وهي ليست مساعدات كما يعتقد، بقدر ما هي تعويضات يجب أن تقدمها الدول ذات الأنشطة المتسببة في تغيرات المناخ للدول الضحية.
وللعلم، فإن هذه الأنشطة المتمثلة في الحروب والتوسع وغيرهما، قد يطوي صفحتها التاريخ، ولكن الطبيعة تستبطنها وتعيد إنتاجها حرارةً وجفافاً وفيضانات وزلازل.
وبسبب هذه الأنشطة يكون الإنسان قد فشل في قهر الطبيعة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل فشل الإنسان في التعامل مع الطبيعة هل فشل الإنسان في التعامل مع الطبيعة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 12:02 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب
المغرب اليوم - دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب

GMT 02:12 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

أبرز أضرار ممارسة الضغط على الأبناء في الدراسة

GMT 20:24 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة حديثة تؤكد أن 4 أنماط فقط للشخصيات في العالم

GMT 04:38 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

التكنولوجيا الحديثة تجلب ضررًا كبيرًا في المدارس

GMT 16:13 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يستدعي سفراء الدول العظمى بسبب قرار دونالد ترامب

GMT 00:17 2016 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

ماذا عن الحمل بعد الأربعين؟

GMT 23:59 2022 الخميس ,10 شباط / فبراير

7 مباريات قوية وحاسمة للوداد في شهر

GMT 12:44 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيا تطرح نسخا شبابية قوية وسريعة من سيارة Ceed الاقتصادية

GMT 02:07 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

فساتين خطوبة باللون الأحمر لعروس 2020

GMT 11:52 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

تيفيناغ ليس قرآنا!
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib