فرنسا في حاجة إلى المغرب العربي
وزارة الخارجية الأميركية تدين "الفظائع" في الفاشر وتحذر من خطر يهدد آلاف المدنيين جيش الإحتلال الإسرائيلي يعلن عن عمليات لتطهير رفح وتدمير بنى حركة حماس التحتية قلق في تل أبيب من إنتقال عدوى مرضى الحصبة إلى الأطباء مع تفشي المرض في مناطق عديدة في إسرائيل سلطات الطيران النيبالية تعلن سلامة ركاب طائرة إثر هبوطها إضطرارياً في مطار جاوتام بوذا الدولي غارات إسرائيلية على قطاع غزة بعد فشل تسليم جثث الرهائن وتل أبيب تؤكد أن الجثامين لا تعود للمحتجزين الجيش الأوكراني يعلن تنفيذه عملية معقدة لطرد جنود روس تسللوا إلى مدينة بوكروفسك في منطقة دونيتسك بشرق البلاد خلافات حادة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن التعامل مع الأسرى الفلسطينيين قوات الاحتلال تواصل القمع وتقتل فلسطينيين وتصيب آخرين بالضفة وغزة ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 68858 شهيداً بينهم أطفال ونساء مصرع ثلاثة عشر شخصا في انهيار أرضي غرب كينيا بسبب الأمطار الغزيرة
أخر الأخبار

فرنسا في حاجة إلى المغرب العربي

المغرب اليوم -

فرنسا في حاجة إلى المغرب العربي

د. آمال موسى
د. آمال موسى

ما يحصل خلال هذه الأيام من توترات بين فرنسا والجزائر يقودنا إلى الاستغراب والتعجب من إثارة ما يُؤجج المسافة، والحال أن علاقة فرنسا بالجزائر وبعموم بلدان المغرب العربي ترتقي إلى مرتبة ما هو حيوي وعضوي. بل نعلن عن استغراب مضاعف من رسالة القرار الذي اتخذته فرنسا الأسبوع الماضي، المتمثل في خفض عدد التأشيرات الممنوحة للمغاربة بقرابة الثلث، والحال أن فرنسا تستعد لعقد قمتها الفرنكفونية في تونس خلال الشهر القادم.

أولاً من المعروف أن العلاقة مع المستعمر القديم تظل دائماً حساسة بالنسبة إلى الشعوب التي عرفت الاستعمار في تاريخها. فهاجس الوصاية دائماً يظل يهيمن في التمثلات وفي مخيال الشعوب المستعمَرة. من ناحية ثانية من المفروض أن فرنسا تجاوزت أخطاء الماضي وأصبحت تتعامل مع بلدان المغرب العربي كشركاء لها، خصوصاً أن وضع العالم اليوم وتوزعه بين قوى كبرى يُحتم على فرنسا المحافظة أكثر من أي وقت مضى على علاقاتها الاستراتيجية.

فالجزائر رقم أساسي في المغرب العربي، وهي بوابته الكبرى، ولعل فرنسا أكثر من يعلم، مقارنةً بالدول الأخرى، وزن الجزائر ودورها في المغرب العربي وفي أفريقيا وفي العالم العربي. لذلك فمن المجانية بمكان أن يتضمن كلام الرئيس الفرنسي ماكرون عبارات تثير التوتر وتعيد التاريخ إلى الوراء.
من جهة ثانية فإن التشدد المبالغ فيه بخصوص منح التأشيرات للمغاربة، وهو تشدد ينسحبُ حتى على النّخب، قد أنتجرسالة رفض للمغاربة في فرنسا. ونظن أن العكس هو ما كان يجب أن يكون باعتبار أن المغاربة يشكّلون غالبية الجالية العربية والإسلامية في فرنسا، وهو ما يمنحهم امتيازاً خاصاً.

السؤال الذي يجب أن تطرحه فرنسا اليوم بكل صراحة وجرأة وشجاعة: كيف تحافظ على العلاقة المميزة مع دول المغرب العربي؟
لقد تابعت النخب الفرنسية المشكل الكبير الذي تعاني منه الفرنكفونية في المغرب العربي اليوم، إلى درجة يصح فيها الحديث عن أزمة اللغة الفرنسيّة في المغرب العربي، حيث أصبحت ميول الأجيال الجديدة إلى اللغة الإنجليزية أقرب منها إلى اللغة الفرنسية. بل إنه لأسباب عديدة يطول شرحها، هناك ما يشبه النفور لدى عدد كبير من التلاميذ في تونس مثلاً ومن سنتين تحصل 7000 تلميذ على صفر في مادة اللغة الفرنسيّة.

وعندما نتحدث عن الشباب فإننا نتحدث آلياً عن مستقبل فرنسا في المغرب العربي، خصوصاً أن اللغة هي جواز سفرها الرئيسي، وفرنسا هي حاملة شعار الاستثناء الثقافي. كما أن الفرنكفونية تستمد رصيدها وما تبقى لها من وجود من بلدان المغرب العربي وإذا قمنا بحذف المغاربة من مجموع الناطقين باللغة الفرنسية كلغة ثانية، سنجد أن وضع الفرنكفونية بات ضعيفاً وغير مؤثر، وهو أمر خطير جداً بالنسبة إلى دولة تستمد قوتها من الانتشار الثقافي واللغة قاطرتها الثقافية.

إننا نطرح هذه النقاط لأن وضع فرنسا كلغة في الفضاء المغاربي يشير إلى انحسار حقيقي، وكان من المنتظر أن تمارس فرنسا سياسة الجذب عبر قرارات تُقرب المغاربيين وتغازل الشباب وتُحكم طي صفحة التاريخ الموجع مع الجزائر وبقية الدول المغاربية. كما أن إثارة التوترات لن يعيد الميول المنصرفة إلى لغة شكسبير والراغبة عن لغة موليير.
إذن هناك مشكل في كيفية حل المشكل.
أيضاً لا تفوتنا الإشارة إلى أن الحاجة متبادلة بين فرنسا وبلدان المغرب العربي؛ فعلى المستوى الاقتصادي نجد أن جميع البلدان المغربية مع تفاوت نسبي بينها، تمثل الشريك الاقتصادي الأول لفرنسا، كما تُصدّر إليها النصيب الأكبر من صادراتها، إضافةً إلى أن الاستثمار الفرنسي في المغرب العربي يسهم في تماسك الاقتصادات المغاربية.
من ناحية أخرى، من المهم الإشارة من باب الموضوعية إلى أن عجز بلدان المغرب العربي عن تفعيل مؤسسة الاتحاد المغاربي وتشكيل تكتل يمثل قوة اقتصادية مغاربية يجعل الحاجة إلى فرنسا قائمة الذات، وهي حاجة محددة لشدة نبرة فرنسا في لحظات التوتر.

من الواضح أن ما يحصل في الأشهر الأخيرة مع الجزائر ينمّ عن محاولة إغراق الجزائر في التوترات، وهنا نستحضر التوتر الجزائري مع المملكة المغربية. ولعل نظرة واسعة على أحوال المغرب العربي تقودنا إلى الاستنتاج بأن هناك محاولات لإضعافه حتى على مستوى العلاقات العادية: تونس في مرحلة انتقال ديمقراطي صعبة وإصلاح للمسار الديمقراطي ككل، وليبيا في بداية العودة إلى استقرار مشوب بالحذر، والجزائر في أزمة مع المغرب ومع فرنسا.

ما يحصل في المغرب العربي يكشف عن نية تحويله إلى بؤرة توتر موسعة، وهو أمر متوقّع من سنوات طويلة، حيث كان لا بد من تجاوز الخلافات والإصرار على حلم الاتحاد المغاربي الذي وحده يصنع قوة البلدان المغاربية ويجعل فرنسا وكل العالم تضع لها ألف اعتبار وحساب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرنسا في حاجة إلى المغرب العربي فرنسا في حاجة إلى المغرب العربي



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 12:02 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب
المغرب اليوم - دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب

GMT 02:12 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

أبرز أضرار ممارسة الضغط على الأبناء في الدراسة

GMT 20:24 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة حديثة تؤكد أن 4 أنماط فقط للشخصيات في العالم

GMT 04:38 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

التكنولوجيا الحديثة تجلب ضررًا كبيرًا في المدارس

GMT 16:13 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يستدعي سفراء الدول العظمى بسبب قرار دونالد ترامب

GMT 00:17 2016 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

ماذا عن الحمل بعد الأربعين؟

GMT 23:59 2022 الخميس ,10 شباط / فبراير

7 مباريات قوية وحاسمة للوداد في شهر

GMT 12:44 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيا تطرح نسخا شبابية قوية وسريعة من سيارة Ceed الاقتصادية

GMT 02:07 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

فساتين خطوبة باللون الأحمر لعروس 2020
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib