الاستثمار في الانتماءات المتعددة
وزارة الخارجية الأميركية تدين "الفظائع" في الفاشر وتحذر من خطر يهدد آلاف المدنيين جيش الإحتلال الإسرائيلي يعلن عن عمليات لتطهير رفح وتدمير بنى حركة حماس التحتية قلق في تل أبيب من إنتقال عدوى مرضى الحصبة إلى الأطباء مع تفشي المرض في مناطق عديدة في إسرائيل سلطات الطيران النيبالية تعلن سلامة ركاب طائرة إثر هبوطها إضطرارياً في مطار جاوتام بوذا الدولي غارات إسرائيلية على قطاع غزة بعد فشل تسليم جثث الرهائن وتل أبيب تؤكد أن الجثامين لا تعود للمحتجزين الجيش الأوكراني يعلن تنفيذه عملية معقدة لطرد جنود روس تسللوا إلى مدينة بوكروفسك في منطقة دونيتسك بشرق البلاد خلافات حادة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن التعامل مع الأسرى الفلسطينيين قوات الاحتلال تواصل القمع وتقتل فلسطينيين وتصيب آخرين بالضفة وغزة ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 68858 شهيداً بينهم أطفال ونساء مصرع ثلاثة عشر شخصا في انهيار أرضي غرب كينيا بسبب الأمطار الغزيرة
أخر الأخبار

الاستثمار في الانتماءات المتعددة

المغرب اليوم -

الاستثمار في الانتماءات المتعددة

د. آمال موسى
د. آمال موسى

تتداخل اليوم جميع المجالات بعضها مع بعض، بشكل يجعل من النجاعة مشروطة بالتفاعل والتبادلية الإيجابية بين الأبعاد المتعددة في الوقت نفسه. فالاقتصاد بوصفه يمثل اليوم موضوع تنافس دولي ومصدر استقرار لجميع البلدان، وأيضاً هو المجال الذي يكشف عن مؤشرات النجاح من عدمها.وفي هذا السياق تحديداً نطرح فكرة ارتباط البحث عن الثروة بمراجعة نظرتنا إلى مفهوم السوق. ذلك أن السوق تتصل بدورها بمعطى آخر هو الانتماء. ومن هذا المنطلق فإنَّ الشعوب التي طورت نظرتها للسوق وتوسعت في تحديد رؤيتها وفق حاجياتها الاقتصادية نسجت لنفسها هويَّات متعددة وانتماءات مختلفة.

طبعاً السوق الأولى هي السوق الوطنية وهي السوق الأصل. ولكن هذه السوق ليست معزولة بقدر ما هي في تفاعل اليوم مع غيرها من الأسواق. والدخول إلى الأسواق غير الوطنية يشترط الإرادة والطموح وأيضاً ذريعة الانتماء، حتى لو كانت هذه الذريعة غير منصوص عليها في تعريف السوق في الزمن الراهن الذي لا يعترف بالحدود وبطاقات الهوية بالمعنى الكلاسيكي.
ولا شك في أنَّ الجغرافيا هي العامل الرئيسي في تشكيل باقة الهويات المقصودة. فتونس مثلاً بلد متعدد الانتماءات: فهي مغاربية وأفريقية وعربية وإسلامية وعالمية. وغيرها من البلدان أيضاً ينطبق عليها هذا التعدد في الانتماء المبني على تعاليم الجغرافيا من جهة، وأيضاً الخصوصيات الثقافية من جهة ثانية، وأحياناً تتدخل محددات أخرى مثل التوجهات السياسية لتخلق انتماء يتميز بالظرفية السياسوية، كما حصل ذلك في الحرب العالمية حين انقسمت الدول إلى دول المحور مثلاً.

طبعاً هذه الانتماءات المتعددة هي قائمة الذات لأنَّها متصلة بحقائق ثابتة مثل الانتماء الجغرافي والثقافي لغة أو ديناً أو عرقاً. غير أنَّ ثبوتها كمعطيات ثابتة وواقعة لا يعني آلياً الاستثمار الاقتصادي الناجح في هذه الانتماءات. لذلك فهي رأسمال هناك من يستثمره في الانخراط بأسواق أخرى، وهناك من يهمله تقاعساً أو لتواضع ملكة الاستثمار الجيد للفرص المطروحة أمام كل بلد يفهم أن الانتماءات هي أسواق للاستثمار والتوريد والتصدير، وغير ذلك من مجالات خلق الثروة وتنميتها.

فالمنطقة المغاربية هي سوق والبلد المجاور هو سوق، والمحيط الإقليمي سوق والقارة سوق، والقارة الأقرب سوق ودول البحر الأبيض المتوسط سوق... والعالم بأسره سوق.وكذلك الأمر بالنسبة إلى الكيانات القائمة على الهوية الثّقافية مثل الدول العربية والدول الإسلامية والمسيحيين العرب وصولاً إلى الإنسانية جمعاء. وهنا نشير إلى أنَّ العولمة الثقافية وانخراط العالم ضمن أفق مشترك من المبادئ وتوحيد مؤشرات قياس التنمية؛ كل ذلك خلق أيضاً انتماءات من نوع آخر، وهي بدورها تمثل أسواقاً لإنتاج الثروة وزيادتها، خصوصاً أنَّ بعض المؤشرات أصبحت اليوم من محددات التصنيف المالي، ومن معايير تحديد نسب الفائدة وحتى تقديم الهبات وإقامة الشراكات.

ماذا نقصد من التركيز على هذه الفكرة بالذات؟

المقصود بكل بساطة أن نربط اقتصادياً بين مختلف الانتماءات الممكنة وفتح أسواق لبلداننا بما تعنيه من خلق فرص عمل ومن أرباح ومن استثمار. ولا تفوتنا الإشارة إلى أنَّ هذا الربط ليس آلياً ومكسباً طبيعياً تمنحه الجغرافيا والثّقافة وأحياناً التّحالفات السياسية، بل إنَّه ربط مُفكرٌ فيه ويتميَّز بطابع استراتيجي حيوي تستنفر من أجله كل القوى الحيّة في البلد الواحد، من أجل الاستثمار في كل شكل من أشكال الانتماء وتحويل الانتماء إلى سوق وإلى فرصة استثمار وإلى أرباح تضخ في الاقتصاد الوطني.

ويبدو لنا أنَّه في هذه النقطة تحديداً يكمن الذكاء الوطني وتظهر القدرة على خلق الثروة من خلال رسم خريطة مسح كاملة لكل الانتماءات الظاهرة واقعياً والممكنة افتراضياً والمخفية أيضاً، وتحتاج إلى عقل يتدبر أمر حياكتها على نحو خاص. وهكذا نظفر بمجموعة من رؤوس الأموال المقابلة لمجموعة من الانتماءات ونعتقد أنَّ التفكير في خريطة الانتماءات هو بمثابة التنقيب عن الثروة التي هي في جزء كبير منها اجتهاد وذكاء واستنباط ومهارة وقدرة على الاتصال الاقتصادي والاستثمار في خريطة الانتماءات المتعددة والمعلومة وغير المنتبه إليها.

ونعتقد أنَّ وزارات الاقتصاد في بلداننا من المهم أن تحدث مجالس خاصة تفكر في مسألة الاستثمار في الانتماءات الجغرافية والجغرا - ثقافية والجغرا - سياسية وغيرها، وهو ما يكشف لنا بوضوح أنَّ الجغرافيا بما تُحدده من خريطة قرب هي نفسها متعددة الأشكال، وهو بدوره ما يحتم مزيد الاجتهاد منا كشعوب عربية حتى نتمكن من اقتلاع أرض لنا في كل الجغرافيات، مع العلم أنَّ الجغرافيات الاقتصادية لا تعترف بالحدود.

إنَّ فلسفة خلق الثروة في القرن الحادي والعشرين تتميز بالديناميكية والابتكار وبالأبواب المفتوحة أمام الأكثر قدرة على افتكاك الأسواق التي الهدف منها تحقيق الرفاه لشعوبنا.
نُدافع عن استراتيجية الربط الذكي بين معادلة خلق أسواق لكل الانتماءات التي تمثلنا كشعوب عربية على خلفية أنَّ هذا الربط هو دفاع عن وجودنا في مختلف الخرائط التي ابتكرها العالم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستثمار في الانتماءات المتعددة الاستثمار في الانتماءات المتعددة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 12:02 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب
المغرب اليوم - دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب

GMT 02:12 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

أبرز أضرار ممارسة الضغط على الأبناء في الدراسة

GMT 20:24 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة حديثة تؤكد أن 4 أنماط فقط للشخصيات في العالم

GMT 04:38 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

التكنولوجيا الحديثة تجلب ضررًا كبيرًا في المدارس

GMT 16:13 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يستدعي سفراء الدول العظمى بسبب قرار دونالد ترامب

GMT 00:17 2016 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

ماذا عن الحمل بعد الأربعين؟

GMT 23:59 2022 الخميس ,10 شباط / فبراير

7 مباريات قوية وحاسمة للوداد في شهر

GMT 12:44 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيا تطرح نسخا شبابية قوية وسريعة من سيارة Ceed الاقتصادية

GMT 02:07 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

فساتين خطوبة باللون الأحمر لعروس 2020
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib