«حزب الله» اللبناني النفط مقابل السلام
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

«حزب الله» اللبناني... النفط مقابل السلام

المغرب اليوم -

«حزب الله» اللبناني النفط مقابل السلام

عبدالله بن بجاد العتيبي
بقلم : عبدالله بن بجاد العتيبي

الصراع العربي الإسرائيلي هو أطول صراعات الشرق الأوسط السياسية، خاضته الدول العربية لعقودٍ طويلة، حرباً وسلاماً، دول المواجهة والدول الأخرى، ثم رست غالب تلك الدول على خيار السلام الذي تقوده العقلانية والواقعية، منذ «اتفاقية كامب ديفيد» 1978، مصر، و«اتفاقية أوسلو» 1993، فلسطين، ثم «اتفاقية وادي عربة» 1994، الأردن، وأخيراً «اتفاقية الناقورة» 2022، لبنان.
لم يبقَ من دول المواجهة سوى سوريا، ولها سياق خاصٌّ، فقد كان الأسد الأب مستعداً للتوقيع على اتفاقية مشابهة قبل وفاته، وعندما ورثه الأسد الابن فضّل التوجه نحو إيران بشكل غير مسبوقٍ، وإيران فضّلت أن تعطي قصب السبق في السلام مع إسرائيل لربيبها «حزب الله» اللبناني، وليس للأسد السوري.
كانت عناوين الاتفاقيات السابقة تتراوح بين «الأمن مقابل السلام»، أو «الأرض مقابل السلام»، ومع «حزب الله» اللبناني، ونظام «الولي الفقيه» الإيراني، خرج عنوان جديد هو «النفط مقابل السلام». والنفط في نهاية المطاف سلعة وليس مفهوماً، فـ«الأمن» و«الأرض» بمفهومهما الشامل غاية كل دولة وشعبٍ. ولتحقيق الغايات تقدم التنازلات والمفاوضات، بينما «النفط» مجرد سلعة لا تقارن بالغايات بأي حالٍ من الأحوال.
لأول مرة تحدث حسن نصر الله عن مسؤولية الفلسطينيين عن تحرير القدس وفلسطين، وليس عن دوره هو ولا دور النظام الإيراني في ذلك، وهذا تغيّر كبيرٌ في الآيديولوجيا والخطاب والسياسة. وتحدث عن إيقاف الاستنفار بقوله: «كل الاستنفارات الاستثنائية التي قام بها الحزب منذ عدة أشهر انتهت». وما لم يقله هو أن فكرة «المقاومة» منذ أربعين عاماً قد انتهت، وهو ما سيقوله في قادم الأيام، وإن بصيغ مختلفة.
مفردات «المقاومة» و«الممانعة» ذهبت أدراج الرياح، فـ«صراع الوجود» مع «الكيان الصهيوني» أصبح «اتفاقية» مع «دولة إسرائيل»، و«سلاح المقاومة» المقدّس تم إيقافه وتقليم أظافره لعيون «النفط» و«الغاز» مع إسرائيل، وتمّ توقيع «الاتفاقية» في غرفة واحدة بحضور «الشيطان الأصغر» إسرائيل، ورعاية «الشيطان الأكبر» أميركا.
«الجهاد» و«الشهادة» مفاهيم رئيسة لدى «حزب الله» و«نظام الولي الفقيه»، وهما أول الساقطين بتوقيع هذه الاتفاقية ضمن منظومة متكاملة لـ«حزب الله» اللبناني، سقطت في هذا الاتفاق مع إسرائيل، منظومة بنيت على مدى أربعة عقودٍ متخمة بالمبادئ والمفاهيم، بالخطابات والشعارات، تمتح من رصيد «ثورة الخميني» وأدبياتها، قبل نجاحها وبعده، وهي منظومة سياسية دينية طائفية فكرية تربوية في مفرداتٍ واضحة وصارمة في التعبير عن «المنهج» و«الغاية» و«السبيل»، وهي تهاوت جميعاً في سبيل حفنة من دولارات النفط والغاز.
كل جماعات الإسلام السياسي وتنظيماته ورموزه لا يبررون مواقفهم لأتباعهم، وبخاصة تلك المواقف التي تمثل انقلاباً كاملاً وشاملاً، وما ذلك إلا لأنهم عبر عقودٍ من الزمن قاموا بتربية هؤلاء الأتباع دينياً وفكرياً وعاطفياً ليكونوا «قطيعاً» ينفذ ولا يفكر، يطيع ولا يسأل. وما فعله «حزب الله» في لبنان فعلته «جماعة الإخوان» في مصر من قبل. والفارق يكمن في «هدوء» حسن نصر الله و«حماسة» محمد مرسي.
يبدو أن «النفط الإلهي» بوصفه هبة من الله، ألذّ طعماً لدى «حزب الله» اللبناني من «النصر الإلهي» الذي لطالما تغنّى به، ولحظة التحوّل الكبير هذه تستحق أبحاثاً ودراساتٍ وكتباً لرصدها وشرح أبعادها المختلفة، وتستحق إنتاج «برامج وثائقية» رصينة وهادئة، تظهر للمشاهد غير المختص حجم «التناقضات» و«المفارقات» التي تحتوي عليها هذه «الاتفاقية» بين دولة لبنان ودولة إسرائيل.
ما بعد هذه «الاتفاقية» لن يكون مثل ما قبلها، وعنتريات ما بعد التوقيع التي بدأ «حزب الله» وحلفاؤه في بثها بشكل مستعجل، هي جزء من سيناريو التسويق لها، بحيث خرجت مفردات جديدة وتحفظات غير ذات قيمة، تجمع بين الكذب الصراح والتأويل الممجوج والادعاء الفاقع، من مثل: «نحن لم نطبّع مع إسرائيل، نحن لم نجلس مع الوفد الإسرائيلي»، وكلها أساليب تهربٍ مكشوفة لتغطية سرعة الانقلاب واتساعه، ومحاولة سريعة لاحتواء أي ردود أفعالٍ.
اتفاقيات الدول العربية مع إسرائيل معلنة واضحة؛ سواء من دول المواجهة أو من الدول الأخرى، و«المبادرة العربية للسلام» منشورة، وهي جميعاً تفتش صراحة عن «الاستقرار» و«الأمن» و«السلام» و«المصالح» و«المستقبل»، بينما «حزب الله» وخلفه «الدولة اللبنانية» فضحتهم دعايتهم قبل انتقاد غيرهم بأنهم إنما يفتشون عن «النفط» و«الغاز» أو «العنب»، كما هو تعبير حسن نصر الله نفسه.
مهمٌّ في هذه المرحلة التيقظ بأن «سلاح» الحزب لن يتبخر، و«آيديولوجيته» لن تنتهي، و«خبرته» لن تتلاشى، ولكن هذا كله سيتم تغيير اتجاهه، والتركيز بشكل أكبر على مهاجمة المواطنين والفرقاء السياسيين داخل لبنان، والإمعان في نشر «الفوضى» و«الإرهاب» و«المخدرات» في الدول العربية، وقد بدأت إيران تحرّك «ميليشيا الحوثي» لرفض تجديد الهدنة وكسرها بالهجوم على ميناء «الضبة» في حضرموت اليمن.
لقد فعل «حزب الله» هذا سابقاً، فبعد حرب 2006 والمغامرة غير المحسوبة التي كادت أن تودي بلبنان، توقف الحزب عن مهاجمة إسرائيل، ووجّه سلاحه للداخل اللبناني في 2008، ثم نقل سلاحه إلى سوريا 2011، ووجّهه إلى اليمن 2014 و2015، ولطالما تمجّد أمينه العام بأن مهاجمة السعودية هي أقرب أعماله إلى الله، وليس مهاجمة إسرائيل.
كان شعار «الطريق إلى القدس» يمرّ من الدول العربية، واليوم لم تعد القدس هدفاً ولا غاية، وسيصبح الشعار «الطريق إلى النفط» يمرّ من الدول العربية لنشر الفوضى والإرهاب والمخدرات.
لهجة الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني الهادئة والمتزنة لتسويق «الاتفاقية»، حرمته من إدمانه الخطابي على لغة التصعيد والتهديد، والعويل والتهويل، وهو يدّخر ذلك كله لعودة مظفرة في حدثٍ قادمٍ سيجده ليعود خطيباً يرغي ويزبد ضد اللبنانيين والدول العربية.
بإيجازٍ: لقد باعوا «القضية» و«الأرض» و«الأمن»، وتخلوا عن «المقاومة» و«الجهاد» و«الشهادة»، ونسوا «الحسين» و«حيدرة» و«كربلاء»، وكل مفردات وشعارات الإسلام السياسي الشيعي التي أعاد تأويلها بعيداً عن «الطائفة» و«المذهب»، من أجل شيء واحدٍ فقط هو «النفط».
في الأخير، مخدوعٌ حدّ الفضيحة، وإمعة ضمن «القطيع»، كل من يصدّق «فقيهاً سياسياً» في الدين أو المذهب، وكل من ينخرط في «جماعات الإسلام السياسي»، أو يبرر لها من خارجها.
فبعد الفضائح المتكررة داخلياً وخارجياً، وبعد كل المواقف المتقلبة والمتناقضة في كل بلدٍ وكل زمنٍ، فإن من لم يستيقظ ويعيد بناء فكره مجدداً، فهو إمعة تُودِّعَ من عقله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حزب الله» اللبناني النفط مقابل السلام «حزب الله» اللبناني النفط مقابل السلام



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:07 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
المغرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib