السودان التاريخ ليس صدفةً ولا مفاجأةً
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

السودان.. التاريخ ليس صدفةً ولا مفاجأةً

المغرب اليوم -

السودان التاريخ ليس صدفةً ولا مفاجأةً

عبدالله بن بجاد العتيبي
بقلم - عبدالله بن بجاد العتيبي

من علم الاجتماع، خرجت علومٌ مستقلةٌ بذاتها عنه، وفقاً لتطوّر العلوم وتطوّر البشر، وهي علومٌ شتى تصل حد عشرات العلوم والتخصصات، ومن أهمها العلوم السياسية والاقتصادية والثقافية والنفسية، وغيرها كثيرٌ، وبإمكان كل قارئ للتاريخ ومتمعنٍ في دوراته صعوداً وهبوطاً أن يكتشف كيف تفرعت هذه العلوم وتطورت.

هذه العلوم متضافرةٌ على أن «الجماعات المنظمة»، قوميةً كانت أم يساريةً أم إسلامويةً، لا تختفي فجأةً، ولا تنتهي في لمح البصر، وهي لا تستجيب لرغبات النخب السياسية أو الثقافية، ولا تنزوي من تلقاء نفسها ما لم يسبق ذلك جهدٌ فكريٌ ودينيٌ وثقافي واجتماعي منظمٌ وشاملٌ، ويعمل بشكل استراتيجي طويل الأمد، هذه حقائق لا يصل إليها الجدل على طول التاريخ وعرض الجغرافيا، وتعدد النماذج. يتذكر الكثيرون في العالم العربي لحظة الفوضى العارمة التي خلقها ما كان يعرف بـ «الربيع العربي» وحجم الطموحات والأحلام الوردية التي تجلت عن واقعٍ مرٍ لا يمتّ لتلك الشعارات المرفوعة بأي صلةٍ مثل شعارات «الحرية» و«العدالة» و«حقوق الإنسان» وعشرات المفاهيم التي شكل الشباب وقودها الحارق كعادتهم في التاريخ، ثم تجلّى ذلك كله عن «أصولية» مستحكمة و«تطرفٍ» مسيطر و«إرهابٍ» منظمٍ وعن «استقرار الفوضى».

وتكشف لاحقاً أن ذلك كله كان ضمن الإرادة السياسية لأكبر امبراطورية عرفها التاريخ وهي أميركا في زمن إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، وكان ملخصها إسقاط الأنظمة السياسية العربية وتسليم الحكم فيها لـ «جماعة الإخوان» ولجماعات الإسلام السياسي وتنظيمات العنف الديني، وذاك الزمن قد ولى قبل عقدٍ ونصف عقد من الزمان، والعاقل من استطاع ربط الحاضر بالماضي، وقياس ما يجري على ما جرى. إدارة ترامب ليست مثل إدارة «الديموقراطيين» من أوباما إلى بايدن، ولكن المراقب لن تخطئ عينه التوافقات والاختلافات في السياسات بين الطرفين بما يخدم مصالح أميركا في الحالتين، ولكن «أوباما» ومن بعده «بايدن» قد اختارا كما أعلن لاحقاً في وثائق ومذكرات وذكريات وتقارير صحفية مميزةٍ، تمكين «جماعات» الإسلام السياسي سنياً وشيعياً من السيطرة على دول العالم العربي، وبتحالف مع دول داعمةٍ للمحور «الأصولي» والمحور «الطائفي» استطاعت خلق «استقرار الفوضى» وسمّي بــ«الربيع العربي».

طبيعة جماعات الإسلام السياسي أنها تبني أجيالاً مواليةً لها، عبر التربية والتعليم وعبر الجمعيات الخيرية، وعبر المناشط الدينية مساجد وخطب وفتاوى، وهو ما تطوّر لاحقاً باتجاه السيطرة على «القنوات الفضائية» و«المواقع الإلكترونية» و«وسائل التواصل الاجتماعي» وغيرها كثير، وهذه الأجيال لا تختفي فجأةً، ولا تتغير في لحظةٍ حتى ولو تغيرت الظروف الاجتماعية والسياسية، ولكنها قادرةٌ بالبراغماتية العالية أن تتأقلم مع كل وضع وأن تقلب جلدها كالحرباء، والشواهد أكثر من أن تحصى. في سوريا، انتشرت عبر عقدٍ ونصف عقد جماعاتٌ إسلامويةٌ شتى، من «جماعة الإخوان» و«تنظيم القاعدة» و«تنظيم داعش» مدعومة من «محورٍ أصوليٍ» في مواجهة «محورٍ طائفيٍ» وبصفقةٍ سياسية كبرى اقتربت بعض هذه الجماعات من الحكم، وبمنطق التاريخ والعقل والواقع فهي لم تتغير كثيراً، ولن تستطيع التغير وإنْ أرادت إلا بخسائر كبرى، والجماعات لا تتغير ولا تختفي فجأةً. هذا في سوريا، في خمسة عشر عاماً فقط، فكيف يمكن قراءة الوضع في السودان؟ وقد وصلت «جماعة الإخوان» فيها للحكم في عام 1989 عبر انقلابٍ عسكريٍ قاده حسن الترابي وعمر البشير، وقد تمكنت الجماعة من نشر «خطابها» و«مفاهيمها» و«أيديولوجيتها» في جيلٍ كاملٍ من الشعب السوداني، مدنياً وعسكرياً، شباباً وشيباً، ثم يريد بعضهم أن يقنع العالم أن «الجماعات» اختفت هناك فجأةً ولم يعد لها وجود. أخيراً، فكما أن التاريخ ليس صدفةً فهو ليس مفاجأةً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السودان التاريخ ليس صدفةً ولا مفاجأةً السودان التاريخ ليس صدفةً ولا مفاجأةً



GMT 23:14 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة فاشلة؟

GMT 23:11 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحزاب ليست دكاكينَ ولا شللية

GMT 23:09 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

«أبو لولو»... والمناجم

GMT 23:07 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ونصيحة الوزير العُماني

GMT 23:05 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

سراب الوقت والتوأم اللبناني ــ الغزي

GMT 23:00 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا يكره السلفيون الفراعنة؟!

GMT 22:56 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الحرية تُطل من «ست الدنيا»!

GMT 22:54 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

من القصر إلى الشارع!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 00:08 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
المغرب اليوم - واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib