النفوذ الإيراني و«الشرق الأوسط الأخضر»
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

النفوذ الإيراني و«الشرق الأوسط الأخضر»

المغرب اليوم -

النفوذ الإيراني و«الشرق الأوسط الأخضر»

عبدالله بن بجاد العتيبي
بقلم : عبدالله بن بجاد العتيبي

«نشر النفوذ» و«بسط الهيمنة» عبر «تصدير الثورة» استراتيجية إيرانية معلنة يعرفها العالم، لا تحتاج إلى دليل ولا برهان، وقد ظلت هذه الاستراتيجية تعمل منذ قيام «ثورة الخميني» 1979 حتى اليوم، ولا تبدي إيران أي تغيير مستقبلي تجاهها؛ فهي «عقيدة النظام» و«آيديولوجيا السلطة» التي تزداد رسوخاً واستقراراً.
شهدت هذه الاستراتيجية الإيرانية تغييراتٍ كبرى وصغرى على مدى أربعة عقودٍ في كيفية تحقيق هذه الاستراتيجية، وبلوغ تلك الغاية؛ من «الخميني» إلى «خامنئي»، ولكنها أبداً لم تحِد عن غايتها، ولم تراجع هدفها، وهي تستهدف الدول العربية بشكل مباشرٍ ومعلنٍ، وتجلياتها ظاهرة بشكل مكثفٍ في العراق ولبنان، كما في سوريا واليمن مع تحركاتٍ في بعض دول الخليج العربي، عبر خلايا التجسس والإرهاب، مع نشاط دولي في تجارة المخدرات وغسل الأموال وعمليات الإرهاب.
النماذج الأربعة الرئيسية للنفوذ الإيراني في الدول العربية المذكورة أعلاه، وإن توحدت غايتها، فإن بينها اختلافات «تكتيكية» يُمكن رصدها. ففي العراق، ملَّ الشعب العراقي من الأحزاب والميليشيات التابعة بشكل صارخٍ لإيران، ثمّ وبعملٍ سياسي محكم استطاع العراقيون المخلصون الانتصار في الانتخابات الأخيرة، وكسر هيمنة إيران ورموزها وأحزابها وميليشياتها بدعمٍ عربي ودولي، ولم تصمت إيران ولا يُتوقع منها ذلك، بل ملأت وأتباعها الدنيا ضجيجاً وتهديداً وإرهاباً، والقصة لم تنتهِ بعد، ولكن نتائج هذه الانتخابات أثبتت أن «النفوذ الإيراني» ليس «قدراً» بالمنطق الديني ولا «حتمية تاريخية» بالمنطق الماركسي، بل هي ألاعيب السياسة وصراع الاستراتيجيات.
في لبنان القصة مختلفة؛ فممثل إيران العلني والصريح هو «حزب الله» ومعه «حركة أمل»، وقد تمكنّا من إفشال الدولة اللبنانية بغطاء كامل من «التيار العوني» الذي يمثل «عودة الحطام»، إذا استحضرنا عنوان المفكر اللبناني أمين الريحاني الذي كان يحلم بـ«تجاوز الحطام» والشعب اللبناني مغلوبٌ على أمره، وقد فشلت كل قياداته وأحزابه وتياراته في إيجاد مخرجٍ له أو صناعة أي أملٍ كذلك الذي جرى في العراق، وقد توقف الجميع عن المحاولة، وتوقفت الدول العربية عن الدعم، فلا أحد يتبنى القضايا الفاشلة حين يتخلى عنها أصحابها أو يعملون ضدها.
في اليمن، ميليشيا الحوثي هي جيش إيراني صريحٌ لا تعنيه الدولة اليمنية ولا الشعب اليمني في شيءٍ، وهي غائبة تماماً عن مناطق الجنوب اليمني إلا من بعض المناوشات، وسيطرتها الرئيسية في المناطق التي تمثل كثافة «زيدية»، وتحركاتها وتوسعها تتم باتجاه الاقتراب من الموارد النفطية والحدود السعودية، وتسهل عملياتها حين يكون ثمة نفوذ لـ«جماعة الإخوان المسلمين»، ولولا السعودية و«التحالف العربي» لكانت القصة هناك قد تغيرت كثيراً نحو الأسوأ.
في سوريا، يبدو نظام الأسد بين كماشتين، روسيا وإيران، وهما تتصارعان على النفوذ والمناطق والولاءات، وبالمقابل تبدو إسرائيل متيقظة لاستراتيجية إيران في سوريا والمنطقة وواعية بطموحاتها وأهدافها، وهي تعمل مع أميركا وروسيا التي زارها رئيس وزرائها مؤخراً، وتعمل مع العديد من دول العالم للجم هذه الاستراتيجية الإيرانية.
لا أحد في العالم ينكر هذه الاستراتيجية التوسعية الإيرانية، ولا أحد في العالم يجحد أنها تقوم على آيديولوجيا ثيوقراطية أصولية متطرفة، ولكن لا أحد في العالم معني بمواجهتها، والسبب هو أن أميركا قائدة العالم والدول الغربية غير مستعدة للمواجهة بأي شكلٍ من الأشكال، وهي تتشبث بـ«الاتفاق النووي» بشكل يائس، وإيران ترفض التفاوض، وتُحرِز تقدماً ملحوظاً في صناعة سلاحٍ نووي مدمِّرٍ، وهو ما حذر منه صراحة قبل سنواتٍ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
يعجز البعض عن استيعاب تأثير الأفكار والمفاهيم وخطورتها في الواقع المعيش، فـ«الطائفية» و«الأصولية» و«السنة» و«الشيعة» و«الحاكمية» و«الجاهلية» وما إليها... هي مفاهيم ماضوية مرفوضة، وبالتالي يجب أن يغض الطرف عن أثرها المدمر في الواقع، وهذا منطق مغلوطٌ، لأنه يلغي «منطق التاريخ» و«طبيعة البشر» و«قوة الآيديولوجيا»، ولا يتنبه هؤلاء إلا بعدما تتحول هذه المفردات إلى واقعٍ جديدٍ على الأرض يؤثر في حياة البشر ومصالح الدول وصناعة المستقبل.
وتبعاً لهذا العمى الفكري يتمّ الانحياز لبعض التيارات الفكرية العالمية التي تشكل داعماً رئيسياً لكل طموحات التوسع، وبسط الهيمنة والنفوذ الإيراني، وعلى رأسها تيار «اليسار العالمي»، سواء كان «يساراً تقليدياً»، أم «يساراً أوروبياً»، أم «يساراً ليبرالياً» في أميركا، وكما تغنّى «اليسار العالمي» بـ«الخميني» وثورته، وعجزوا عن فهمه وفهم آيديولوجيته، وأصبحت مواقفهم فضيحة تاريخية لهم، فإن «اليسار الليبرالي» الأميركي يرتكب الخطأ القديم نفسه، ولكن بمنطق وأدوات تطورت بشكل طبيعي، ضمن عوامل ومعطيات مختلفة، ولكنها في النتيجة تؤدي للغرض نفسه.
التقليد الأعمى يفتقر لأبجديات العلم، وأكثر من هذا؛ فهو مؤذٍ ومضرٍ حين يتم تطبيقه عملياً وواقعياً، وبالذات حين تختلف المعطيات وتتضاد المصالح وتتناقض الأولويات، فالمواطن العربي في البلدان التي تسيطر عليها إيران، لا يعنيه كثيراً أن حزباً سياسياً في أميركا أو أوروبا ينادي بـ«حرية الدراما والفنون»، وتدعمه «هوليوود»، ويدافع عن «حقوق السود»، أو ربما يدعم «تيارات الشذوذ الجنسي»، فما يعنيه ويشكل هاجساً حقيقياً لديه هو ألا يحتله «المستعمر الجديد»، وألا يدمّر دولته «المحتلّ الإيراني»، وألا يقتل عائلته «الحزب الإلهي»، أو «الميليشيا الطائفية»، أو «التنظيم الإرهابي».
السعودية، ومعها العديد من الدول العربية، صريحة في رفضها «المشروع النووي» الإيراني، وصريحة في رفضها التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وصريحة في إدانتها «الصواريخ الباليستية» الإيرانية، ولكن هذا لا يمنع «التفاوض المباشر» مع النظام الإيراني بدلاً من انتظار نتائج «مفاوضات فيينا» بين الغرب وإيران؛ فالسياسة في نهاية المطاف هي التي تحقق المصالح وتحمي السيادة، وتصنع المستقبل وليست مواقف آيديولوجية جامدة.
أخيراً، فلفهم تناقض المشاريع الكبرى في المنطقة، فالسعودية على سبيل المثال هي أهم دولة في العالم تؤثر في أسواق الطاقة، وهذا أمرٌ لا يجادل فيه أحد، وقد لمَّح له الرئيس الأميركي بايدن مؤخراً، ولكنها في الوقت ذاته هي التي تطلق مبادراتٍ دولية تعنى بمشكلات الكوكب المتعلقة بحماية البيئة والمناخ وتغيراته وتحدياته، و«السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر» مبادرتان سعوديتان كبيرتان، وتنعقد لهما «قمة» في الرياض بعد يوم من نشر هذه المقالة، يشارك فيها زعماء العالم، وصُناع القرار فيه رسمياً واقتصادياً ومدنياً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النفوذ الإيراني و«الشرق الأوسط الأخضر» النفوذ الإيراني و«الشرق الأوسط الأخضر»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 09:44 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة
المغرب اليوم - ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib