«حماس» والخدعة التي قد تكون الأخيرة
ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى أكثر من 57 ألف شهيد والأمم المتحدة تحذر من انهيار غذائي شامل إرتفاع عدد ضحايا فيضانات تكساس إلى 82 شخصا واستمرار عمليات البحث والإنقاذ إنتحار وزير النقل الروسي رومان ستاروفويت بعد ساعات فقط من إقالته بقرار من الرئيس فلاديمير بوتين. الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عمليات واسعة في غزة وتدمير مواقع لحركة حماس شمالاً وجنوباً مقتل أربعة أشخاص وإصابة 36 آخرين في هجمات روسية متفرقة على أوكرانيا إلغاء عشرات الرحلات الجوية من وإلى جزيرة بالي الإندونيسية بعد ثوران بركان ضخم في البلاد حركة حماس تصر على تعديلات الاتفاق والمفاوضات مع إسرائيل بلا تقدم في الدوحة انتشار مفاجئ لأعراض هضمية يثير القلق ومخاوف من موجة فيروسية جديدة ضواحي الناظور الحوثيون يعلنون استهداف مطارات وموانئ إسرائيلية ويؤكدون استمرار دعم غزة إرتفاع عدد قتلى الجيش التركي في العراق إلى اثني عشر جندياً بسبب استنشاق غاز الميثان أثناء مهمة عسكرية
أخر الأخبار

«حماس» والخدعة التي قد تكون الأخيرة

المغرب اليوم -

«حماس» والخدعة التي قد تكون الأخيرة

أمير طاهري
بقلم - أمير طاهري

ربما يكون لا يزال من المبكر للغاية بناء صورة كاملة للأسباب التي أدت إلى الهجوم الأخير الذي شنّته جماعة «حماس» ضد القرى الإسرائيلية القريبة من غزة.

ومع ذلك، يبقى هناك أمر واحد مؤكد: لقد وقع الهجوم في توقيت ومكان لم تتوقعهما حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

لكن، لماذا؟ واحدة من الإجابات التي اعتمدها فريق نتنياهو «فشل وكالات الاستخبارات».

ورغم ذلك، فإن هذا الجواب، حتى وإن كان يحوي ذرة من الحقيقة، لا يمكن أن يحوّل الأنظار بعيداً عن فشل أكبر: عجزُ القادة الإسرائيليين عن تحليل المعلومات الاستخبارية المتاحة لديهم بشكل صحيح، وبعد قبولهم ما يبدو أنه خدعة من جانب «حماس»، ظلوا عاجزين عن تخيل السيناريو الأسوأ.

ويبدو الآن أن «حماس» ربما دبّرت بعناية خطة لتخدير الإسرائيليين، في ما يتعلق بالتهديد القادم من غزة.

في هذا الصدد، قال اللواء يحيى صفوي، الذي يحمل لقباً رفيعاً هو «مستشار عسكري بارز» لـ«المرشد الأعلى» علي خامنئي في طهران: إن «حماس» خططت للهجوم على مدى عامين، وسعت لتشتيت الانتباه الإسرائيلي بعيداً عن غزة، وجعل من الممكن شن هجوم مفاجئ. إلا أنه لم يذكر ما إذا كان الإيرانيون متورطين في هذا التخطيط، لكنه ألمح بأنهم كانوا على علم بالمؤامرة. وقال: «العنصر الأهم كان المفاجأة».

من جهته، تناول الكاتب الفرنسي ميشال غارفينكل، الخبير المعني بالشؤون الإسرائيلية، الأمر في مقال نشره بمجلة «فالور أكتويل» الأسبوعية. ويرى غارفينكل، أن «حماس» وضعت خطة لدفع الإسرائيليين نحو التركيز على الضفة الغربية ولبنان بكونهما مصدرين لأكثر التهديدات إلحاحاً، بينما عمدت إلى تصوير غزة بكونها هادئة نسبياً. وربما عاونت إيران، من ناحيتها، في الترويج لهذا الأمر عبر سبل عدة.

خلال مناسبات عدة، دعا علي خامنئي علانية إلى «الحاجة إلى إعادة تنشيط المقاومة» في الضفة الغربية. وفي مناسبتين، صادرت الشرطة الأردنية شحنات أسلحة وأموالاً مرسلة من إيران عبر العراق. وبعد ذلك، نجحت سلسلة من الاشتباكات في جنين، في إقناع الإسرائيليين بأن «جبهة جديدة» تتشكل في الضفة الغربية.

على الجبهة الشمالية، نقلت إيران بعض وحدات جماعة «حزب الله» من سوريا إلى لبنان، خطوة زعمت صحيفة «كيهان» اليومية أنها تهدف إلى مواجهة تهديدات تنظيم «داعش». وللمرة الأولى منذ اتفاق وقف إطلاق النار عام 2006، ظهر ضباط عاملون في «الحرس الثوري» بجنوب لبنان، وكان السبب الظاهري لذلك تنظيم زيارات ودية.

وسعياً للتظاهر بأن شيئاً ما يجري تحضيره في لبنان، زار الجنرال إسماعيل قاآني، قائد «فيلق القدس»، بيروت مرتين لعقد ما وصفته وسائل إعلام إيرانية بـ«المشاورات» مع قيادات «حزب الله».

بجانب ما سبق، دبّرت «حماس» خدعة أخرى من خلال تسريب معلومات إلى مخبرين إسرائيليين حول وجود «خطط خاصة» لدى «حركة الجهاد الإسلامي لتحرير فلسطين» لمهاجمة إسرائيل بدعم إيراني. ويذكر أن الحركة آخر الجماعات الفلسطينية المسلحة غير التابعة لـ«حماس» التي تتمتع بحضور ملموس في غزة، ومن شأن القضاء عليها أن تصبح الهيمنة الكاملة على القطاع من نصيب «حماس».

كانت العلاقات بين طهران و«حماس» قد شابها التوتر، عندما قررت الأخيرة دعم الجماعات المسلحة التابعة لـ«الإخوان المسلمين» ضد الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من الجمهورية الإسلامية في إيران. عام 2015، خاضت «حماس» و«فيلق القدس» حرباً استمرت تسعة أشهر بالقرب من دمشق.

أُغلقت هذه الصفحة عام 2019، عندما أرسلت «حماس» وفداً رفيع المستوى إلى طهران. إلا أنه حتى في ذلك الوقت، لم تكن طهران تثق بـ«حماس» تماماً - حقيقة استغلها قادة الجماعة الفلسطينية في خطتهم لخداع الإسرائيليين.

وتضمنت حيلة «حماس» عناصر أخرى، منها مقترحها مضاعفة تصاريح العمل داخل إسرائيل لسكان غزة. وقبيل الهجوم الأخير، استخدم نحو 25000 من سكان غزة مثل هذه التصاريح. وفي الوقت نفسه، قصرت إسرائيل فترة التأخير في تحويل الرسوم الجمركية إلى «حماس» التي يجري تحصيلها من البضائع التي تدخل القطاع.

وتشير تقارير، تعذر تأكيدها بشكل مستقل، إلى أن «حماس»، وفّرت عبر شبكة معقدة من المخبرين، «معلومات استخباراتية قيّمة» لإسرائيل عن «الجهاد الإسلامي» وجماعات ناشئة بالضفة الغربية؛ ما يعزز الرواية القائلة بأن «حماس» كانت تحاول بناء شخصية جديدة باعتبارها دولة ناشئة، وليست جماعة حرب عصابات.

ولتعزيز الرواية القائلة بأن «حماس» كانت تتطلع إلى فترة طويلة من الهدوء، نقل كبار قادتها عائلاتهم إلى قطر، حيث تعيش شخصيات مثل خالد مشعل، الذي لا يزال يعدّ أيقونة في نظر الكثير من سكان غزة، وكذلك هنيّة منذ سنوات.

إضافة إلى ذلك، استفاد الذين خططوا للخدعة من عامل آخر. ربما أصبحت مسألة تحريض الجماعات الدينية ضد المعارضين العلمانيين جزءاً من الذاكرة الجماعية للاستخبارات الإسرائيلية.

وقد استُخدمت هذه الحيلة في لبنان مع ظهور جماعات شيعية مسلحة للتصدي لوجود منظمة التحرير الفلسطينية في الجنوب، والقضاء عليه نهاية الأمر. حقيقة سيطرة طهران على «حزب الله» تعدّ أيضاً ميزة؛ لأن إيران باعتبارها دولة يجب أن تستجيب لكل من التحركات التصالحية والعدائية من جانب خصم ما، في حين أن جماعة لا تتبع دولاً بعينها، مثل «فتح» أو الكثير من الجماعات المسلحة الفلسطينية الأخرى التي تلاشت الآن ستُعدّ دوماً عناصر يتعذر التنبؤ بتصرفاتها.

داخل غزة، تساهلت إسرائيل تجاه تأسيس «حماس»، حسب اعتقاد البعض؛ لأن تصوير أعداء إسرائيل على أنهم مجموعة من المتعصبين الدينيين الراغبين في فرض عقيدتهم على البشرية بأسرها، يتوافق بشكل أفضل مع الرأي العام الدولي، الذي ربما يتعاطف مع الجماعات غير الدينية المطالبة ببساطة «بحق تقرير المصير».

وسواء أكان ذلك خدعة أم لا، يبقى الأمر المؤكد أن القادة الإسرائيليين انخدعوا بظنهم أن غزة هادئة، وأن التهديدات المستقبلية ستأتي من الضفة الغربية ولبنان. ولهذا السبب؛ قلصت إسرائيل القوة المشكلة لمواجهة أي تهديد يصدر من غزة، بينما زادت أعداد القوات في الضفة الغربية وعلى مقربة من خط وقف إطلاق النار اللبناني.

خلال الاشتباكات السابقة مع «حماس»، كان السؤال السائد: «كيف نكون؟»، لكن يبدو الآن أن السؤال المطروح: «نكون أو لا نكون». وعليه، فإن «حماس» قد تتحول إلى أحدث ضحايا قانون العواقب غير المقصودة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حماس» والخدعة التي قد تكون الأخيرة «حماس» والخدعة التي قد تكون الأخيرة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 17:50 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

"أون" تبدأ عرض مسلسل "أبو العلا 90 " لمحمود مرسي

GMT 13:20 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الملك محمد السادس يبعث برقية عزاء في رئيس تشاد

GMT 07:47 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

بطولة الخريف

GMT 00:31 2017 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

الكشف عن تفاصيل ألبوم شيرين عبد الوهاب المقبل

GMT 13:02 2022 الأحد ,26 حزيران / يونيو

أفكار بسيطة في الديكور لجلسات خارجية جذّابة

GMT 11:33 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

جريمة قتل تهزّ "سوق الجملة" في مدينة تطوان المغربية

GMT 06:41 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

رئيس الكوكب المراكشي في "قفص الاتِّهام" بسبب مِلفّ السعيدي

GMT 12:37 2019 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بوصوفة يشيد برونارد ويعتبر المدرب الأفضل بإفريقيا

GMT 05:08 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

"فورد" تطلق سيارتها الحديثة "موستانغ ماخ إي" الكهربائية

GMT 11:03 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة اسماعيل الحداد لا تدعو إلى القلق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib