الانتخابات اللبنانية والمجداف المكسور
باكستان تسجل 23 إصابة جديدة بحمى الضنك خلال 24 ساعة في إسلام آباد مصرع خمسة متسلقين ألمان في انهيار ثلجي بجبال الألب الإيطالية مصرع خمسة وثلاثين شخصا وفقد خمسة آخرين بسبب الفيضانات في وسط فيتنام إشتعال ناقلة نفط روسية وسط هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية في البحر الأسود إنفجار عنيف في مستودع أسلحة لقسد بريف الحسكة وسط تحليق مسيرة مجهولة ومصادر تتحدث عن حالة هلع بين السكان حركة حماس تعلن العثور على جثث ثلاثة رهائن في غزة وتنفي اتهامات أميركية بشأن نهب شاحنات مساعدات الأسرة المالكة البريطانية تعرب عن صدمتها بعد هجوم طعن في قطار بكامبريدجشير أسفر عن إصابات خطيرة غارة إسرائيلية على كفررمان تقتل أربعة من عناصر حزب الله بينهم مسؤول لوجستي في قوة الرضوان غارات إسرائيلية مكثفة تهزّ قطاع غزة وتثير مخاوف من إنهيار إتفاق وقف إطلاق النار نادي وولفرهامبتون الإنجليزي يستقر على فسخ التعاقد مع البرتغالى فيتور بيريرا المدير الفنى للفريق
أخر الأخبار

الانتخابات اللبنانية والمجداف المكسور

المغرب اليوم -

الانتخابات اللبنانية والمجداف المكسور

أمير طاهري
بقلم : أمير طاهري

يبدو في حكم المؤكد أن الانتخابات العامة اللبنانية ستستحوذ على اهتمام واسع، لكن ما الذي تعنيه هذه الانتخابات؟
هل هي خطوة للخروج من متاهة البؤس والرعب التي تَحمّلها اللبنانيون لسنوات أم خطوة نحو التعميق فيها؟
من جهتها، تنظر وسائل الإعلام في طهران إلى الانتخابات اللبنانية بوصفها «استفتاءً على المقاومة»، وتتوقع تأييداً ساحقاً للدور الذي رسمه «المرشد الأعلى» للجمهورية الإسلامية علي خامنئي للبنان، وحاول فرضه من خلال جماعة «حزب الله» وتحالف بينها وبين فصيل ماروني بقيادة الرئيس ميشال عون.
وسعياً وراء الفوز في ذلك الاستفتاء، أصدرت طهران الشهر الماضي شيكاً بقيمة 25 مليون دولار «مساعدة إضافية» لزعيم «حزب الله» حسن نصر الله.
وجرى جمع المزيد من الأموال من خلال عدد من الحفلات الموسيقية التي نظّمها ملالي الجمهورية الإسلامية، ودعوا إليها كذلك «المؤمنين» كي يفتشوا في جيوبهم عن أموال لمساعدة «حزب الله» وحلفائه داخل جميع المجتمعات اللبنانية على تحقيق «فتح مبين». وجرى تصوير نصر الله بوصفه نسخة كاريكاتيرية لخامنئي الذي هو نفسه صورة كاريكاتيرية من الراحل الخميني.
في المقابل، يأمل نجيب ميقاتي، رئيس الوزراء، أن تقنع الانتخابات صندوق النقد الدولي بالتوقيع على شيكه الموعود بقيمة 5 مليارات دولار في صورة «مساعدات طارئة». من جهته، يحلم الرئيس عون، وهو نفسه أقرب لصورة كاريكاتورية للجنرال ديغول لكن في حجم أصغر، بتأسيس عائلة حاكمة من خلال صهره (جبران باسيل) المتحمس بدعم من طهران.
ويتحدث بعض المتفائلين، بمن فيهم عدد قليل من المبتدئين الذين دخلوا حفرة السياسة كمرشحين، عن «فرص جديدة» من شأنها أن تسمح للبنان بإعادة تصميم اقتصاده من طريق وضع بيروت تحت إدارة دولية، وتحويل لبنان إلى مركز نقل وتجارة إقليمي من خلال بناء خط سكة حديد بين بيروت ووادي البقاع، وبعد الحصول على دعم من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، سيصبح باستطاعة لبنان العودة إلى الأيام الخوالي عندما كان لبنان ذو المساحة الضئيلة نقطة جذبٍ للاستثمارات الإقليمية والدولية.
ومع ذلك، فإن الكثير من المحللين يرفضون الأمر برمّته، بوصفه ممارسة عبثية ستعمّق المتاهة التي يوجد بها لبنان وتُبقيه تحت قيادة ذات الأشباح التي أغرقت أكثر من 70% من اللبنانيين في براثن الفقر. بعبارة أخرى، ستتكرر الأحداث نفسها داخل البلاد إلى ما لا نهاية.
في الواقع، نحن على يقين من أننا سنجد أنفسنا أمام الشخصيات نفسها. على سبيل المثال، من المؤكد أن نبيه بري الذي يشغل منصب رئيس مجلس النواب منذ 30 عاماً، سيعود إلى مقعده.
كما سيحتفظ الزعيم الدرزي وليد جنبلاط بدوره المألوف الأشبه بدوارة الرياح التي تكشف اتجاه الريح، في الوقت الذي يواصل المجتمع السني دوامة الانحدار في براثن النفوذ السياسي والسلطة.
وعليه، هل ينبغي رفض الانتخابات برمّتها كما يفعل المحللون المذكورون أعلاه؟
في الواقع، من المحتمل أن يتضح وهمُ شيكِ صندوق النقد الدولي، مثلما حدث مع ورقة الدفع أو الكمبيالة البالغ قيمتها 11 مليار دولار عام 2018، خصوصاً أن تشكيل حكومة جديدة من المحتمل أن يستغرق وقتاً أطول. والاحتمال الأكبر أن المشروعات الكبرى الخيالية، مثل إحياء ميناء بيروت وبناء مركز للسكك الحديدية ورفع بنك لبنان من أجهزة التنفس الصناعي، ربما لا تتجاوز جلسات الدردشة بعد مآدب العشاء.
الحقيقة أن مشكلة لبنان في جوهرها جيوسياسية، بمعنى أن أولئك الذين يمسكون بزمام السلطة ينظرون إلى البلد بوصفه إما مخبأ حصين وإما منطقة جليدية تتفوق فيها مصالح قوى خارجية على مصالح الدولة الوطنية.
والأسوأ من ذلك أن أولئك الذين يمارسون السلطة أثبتوا افتقارهم إلى الكفاءة على نحو كامل، ناهيك بفسادهم، لما يقرب من عقدين من الزمن. كما أثبت «حزب الله»، الذي يدّعي حق النقض في جميع التعيينات والقضايا الرئيسية، عجزه عن ضمان الأمن حتى داخل قاعدة دعمه الرئيسية في جنوب بيروت والتي يطلق عليها الآن اسم «الغرب الشيعي المتوحش»، حيث حتى السياح الإيرانيون النادرون ينصحون بعدم المغامرة بالدخول إليها من دون توافر «الحماية المناسبة» لهم.
وإلى جانب مشكلة لبنان الجيوسياسية، علينا أن نضيف السياسات الممنهجة لتقويض المؤسسات التي نفّذها «حزب الله» على مدى عقود. ويعني هذا أن جميع مؤسسات الدولة العادية قد تحولت إلى قذائف جوفاء، في الوقت الذي تتركز عملية صنع القرار الحقيقي في مكتب خامنئي في طهران.
وما يزيد الأمور تعقيداً، أن لدينا الآن بشار الأسد، حاكم دمشق العنيد الملطخ بالدماء، والذي يسعى إلى العودة إلى الساحة اللبنانية، وإن كان ذلك كأداة في أيدي ملالي إيران. وفي زيارة خاطفة له لطهران، حاول الأسد الحصول على موافقة خامنئي بتولي واحد من حلفاء السوريين السابقين كرئيس جديد للبنان.
هل الاحتمالات تبدو قاتمة؟
نعم بالفعل، ومع ذلك، حتى الانتخابات الرديئة تبدو أقل سوءاً من عدم إجراء انتخابات من الأساس. إن حقيقة دخول الكثير من الوجوه الجديدة، بما في ذلك النساء والناشطون السياسيون الشباب الجدد، إلى الحلبة أمر مشجع، رغم أنَّ الاحتمالات تشير إلى فوز عدد ضئيل منهم فقط.
والأهم من ذلك، أن النخبة اللبنانية الحاكمة تدرك أنها فقدت شرعيتها السياسية والمذهبية.
بيد أنه رغم هذا الاحتمال القاتم، فإن اليأس يبقى غير مبرر.
لقد زرعت انتفاضة 2019 الشعبية بذوراً لا بد أن تنمو في الوقت المناسب. من الناحيتين الجيوسياسية والاقتصادية، يظل لبنان قطعة ثمينة من العقارات تطل على البحر الأبيض المتوسط. وحاول الكثير من الطغاة في المنطقة تحويله إلى مخبأ لخططهم المظلمة، إلا أنهم جميعاً فشلوا، بينما نجح لبنان في زحزحتهم واستعادة السيطرة على مصيره. ولا يوجد سبب يمنع تكرار نفس نمط التحرر في الوقت المناسب، وتقليص حجم هذه الانتخابات لتصبح مجرد ملحوظة هامشية في كتاب تاريخ.
الواضح أن الصورة الكبرى في المنطقة لا تميل لصالح من يمارسون القمع بحق لبنان، فالنظام الخميني يغرق فيما يمكن أن يتحول إلى أزمة سياسية واقتصادية قاتلة. ومع سقوط روسيا في مستنقع أوكرانيا، قد يتحول حلم عائلة الأسد بالعودة إلى لبنان كلاعب كبير، إلى كابوس بالنسبة لهم.
وبغضّ النظر عن النتائج التي يرجّح أن تكون «مرتبة»، فإن انتخابات الأحد قد تتحول إلى استفتاء على المقاومة، ومقاومة اللبنانيين ضد القوى التي تحاول نزع اللبنانيين عن بلادهم.
وبوصفهم بحّارة جسورين، عرف الفينيقيون القدماء، أسلاف اللبنانيين، كيف يتغلبون على أكبر العواصف مع الحفاظ دوماً على أمل العودة إلى ساحل صور.
وكان للبحار الفينيقي القديم صلاة يتلوها كتعويذة: «يا إلهة صور، أم قرطاج! ها أنذا أسلم مجدافي!»
ودائماً ما كانت الإلهة تأخذ المجداف المكسور وتعطي البحار آخر جديداً لمواصلة رحلته بأمان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتخابات اللبنانية والمجداف المكسور الانتخابات اللبنانية والمجداف المكسور



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 21:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - إيلون ماسك يطلق ميزة جديدة في غروك لتحليل منشورات منصة إكس

GMT 09:09 2016 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

7 فنانين مصريين أكدوا نظرية "الموهبة ليست لها وقت أو سن"

GMT 01:07 2017 الخميس ,23 شباط / فبراير

خالد عبد الغفار يشدّد على تحسين "البحث العلمي"

GMT 16:42 2020 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

إصابة مدير سباق فرنسا الدولي للدراجات بكورونا

GMT 15:00 2019 الثلاثاء ,16 تموز / يوليو

محمد باعيو يكلف الجيش الملكي 100 ألف دولار

GMT 21:04 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 11:17 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

أبرز صيحات موضة 2019 بأسلوب كارلا حداد

GMT 22:17 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أبرز مواصفات سيارة "Vitara" المعدلة

GMT 09:00 2019 الخميس ,07 آذار/ مارس

أبرز عروض الأزياء بأسبوع الموضة في باريس

GMT 15:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

مواجهة حامية بين "يوفنتوس" و"أتالانتا" لخطف بطاقة التأهل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib