بقلم: د.أسامة الغزالي حرب
اليوم (14 يوليو) هو يوم مهم فى تاريخ العالم الحديث! إنه اليوم الذى شهد فى عام 1789 الحدث الأبرز فى الثورة الفرنسية (1789-1799) أى اقتحام سجن الباستيل، شرق باريس، الذى كان رمزا لاستبداد وطغيان النظام الملكى، ليصبح هذا اليوم العيد الوطنى لفرنسا. غير أن أهمية الثورة الفرنسية، التى تمتد وقائعها على طول سنوات عشر بين 1789 و1799 تعدت بكثير نطاقها الوطنى لتصبح إحدى أهم أحداث القرن الثامن عشر الجديرة بالدراسة والاعتبار. ففى عام 1789 عانت فرنسا من التضخم السكانى (28 مليونا) مقارنة بالبلدان الأوروبية الأخرى، وأدت مشاركتها فى حرب الاستقلال الأمريكية إلى إحداث ضغوط مالية شديدة، إضافة إلى تفاوت طبقى واجتماعى حاد، بين طبقة النبلاء والإقطاعيين ورجال الدين، الذين تمتعوا برغد العيش، فى حين عانت أغلبية الشعب الجوع وندرة مواد المعيشة الأساسية كالخبز والمحاصيل الغذائية.
وفى خلال سنواتها العشر، كانت هناك مرحلة أولى (89-92) تمكن فيها الثوار، بعد تحطيم الباستيل، من التحول لملكية دستورية، وتأسيس جمعية وطنية، ووضع أول دستور للبلد، وإصدار «بيان حقوق الإنسان» الشهير.
وفى المرحلة الثانية (92-94) أعلن الثوار إلغاء النظام الملكى، وألغيت الملكية، وإعدام الملك، وإقامة نظام جمهورى.
أما فى المرحلة الثالثة (94-99) فقد شهدت تراجع القوى الثورية، وعودة «البرجوازية» المعتدلة، التى وضعت دستورا جديدا، وشجعت الجيش على التدخل والقيام بانقلاب عسكرى تزعمه الضابط الموهوب نابليون بونابارت الذى حضر إلينا فى مصر فى 1798..، متعقبا الإنجليز، ولكن كانت له معنا سيرة ومسيرة مثيرة!