تنويعات هامشية

تنويعات هامشية!

المغرب اليوم -

تنويعات هامشية

بقلم : حسن البطل

  بسكليتات محلقة!

حسن حوراني يمتطي "بسكليت" ويحلّق! أين هذا؟ في كتالوج عن أعماله، أصدرته بعد موته المأساوي غرقاً في بحر يافا، "مؤسسة القطان".. صار لذكراه جائزة سنوية باسمه، للفنان الشاب.
الآلة ذات العجلات الأربع، قد تصير تحلّق بعد سنوات. التحليق في الجو طيران، وذات العجلتين لا تطير، لكنها حلّقت في لوحات أحلام فنان عجيب، كما قد تطير في أفلام "الكارتون".
قرأتُ أن هذه البسكليت اختراع ألماني عمره عقد من السنوات، وفوقه مائتا عام.. فقط، وكانت البسكليت من خشب. الآن، بسكليت معدنية من عجلتين، والطائر يطير بجناحين. بسكليت أطفال من ثلاث عجلات، وأخرى في السيرك من عجلة واحدة عملاقة.

يتسابقون في المضامير على آلات العجلات الأربع، ويتسابقون على ذات العجلتين بقوة دفع الساقين، أو بقوة دفع المحركات (الموتوسيكلات). بعد كل دورة يبدلون عجلات سيارات السباق بسرعة قياسية.
حديثاً، قبل أن تطير السيارة، صارت تدرج ببطاريات تُشحن بالكهرباء؛ وحديثاً صارت البسكليت تدرج ببطاريات. كان "الدينامو" يشحن ضوءاً للأمان في البسكليت، وصار يشحن حركة دواليبها. "يفحّط" الشباب بذات العجلات الأربع، ويفحّط الأولاد بذات العجلتين. يذهب الشباب الأوّلون إلى كراج السيارات، والآخرون الأولاد يذهبون إلى "البسكليتاتي" لتصليح العجلات.
مصادفة أولاً؟ هناك بسكليتاتي في رام الله القديمة، مقابل أفران خلف، أراه صباحاً على رصيف ومساء على رصيف مقابل تبعاً لحركة الشمس. أنا أشفق على أولاد توصيل الخبز، "يقنطرون" على "كادون" البسكليت ما حمولته 20 كغم، يمتطونها في شوارع مستقيمة، ويدفعونها بأيديهم في مدينة ذات شوارع كثيرة الطلعات التي تقطع أنفاس الأولاد.

سألت صاحب الفرن: لماذا لا تعطي الأولاد بسكليتات تسير ببطارية. قال: سوف يلعبون بها. بسكليتات أمام الفرن، وأخرى في ورشة البسكليتاتي، الذي يعيد تصليح عجلاتها. أمامه كومة بسكليتات مقلوبة عاليها سافلها، كأنها عصافير وطيور ميتة.

الأشجار تموت واقفة، لكن الطير والعصفور يموت ظهره على الأرض وسيقانه مرفوعة، كما عند البسكليتاتي حيث عجلاتها مرفوعة!

"الإنسان طير لا يطير" قال الشاعر، لكنه صار يحلّق. السيارات ستطير، والبسكليتات تحلق ولكن في لوحات الفنان حسن حوراني.. وفي أحلامه الطفولية.

الشجرة العجيبة
متى تعفّ بلدية رام الله عن "حرب إبادة" تشنها على تلك الشجرة. رصيف يقسم جذعها بين الشارع والرصيف. شجرة وارفة ذات خضرة دائمة الأوراق، تستظل في فيئها طالبات مدرسة عزيز شاهين وقت الخروج من الامتحانات.

خلتُ أنها شجرة بطم، قالوا: ربما شجرة خروب عاقر. قصتها كالتالي: قطعوها من أسفل جذعها، فأخرجت جذورها القوية فسائل نمت بصورة عشوائية ووحشية. حرقوها بالنيران.

. فعادت فسائل جذورها للنمو.. سقوها مادة كيميائية مهلكة لتكون سماً زعافاً لها.. ولكنها أطلقت فسائلها بقوة جذورها للمرة الرابعة.. ربما عليهم أن يحفروا حتى يجتثوا جذورها.

البعض يرمز للقرى الفلسطينية بنبات الصبّار. البعض يرمز للأرض الفلسطينية بشجرة الزيتون. البعض يرمز للشعب الفلسطيني بنبات النعنع. ربما هذه الشجرة ترمز إلى قوة الحياة للأرض وللشعب الفلسطيني.

يحصل أن يعفو الجلّاد عن محكوم بالإعدام إذا انقطع حبل المشنقة، أو إذا لم تقتله حقنة سامّة، ويبدو أن على بلدية رام الله أن تعفو عن شجرة الرصيف هذه. شجرة لا أعرف اسمها. ربما كانت بلّوطة، أو كانت شجرة بطم، أو كانت شجرة خرّوب عاقر.

وين راح "أبو بريص"
يُقال: إن الطيور من سلالات الديناصورات المنقرضة. يُقال، أيضاً: إن الزواحف من سلالاتها، ربما فيها السلاحف والحراذين.. وهذا الكائن المسمّى "أبو بريص".  يتحدثون عن انقراض أنواع كانت أسلافاً للبشر الحاليين، وعن انقراض حيوانات ونباتات.. وفراشات.. إلخ.
يبدو أن هذا "أبو بريص" انقرض منذ رأيته في بيت بيروتي قديم، قبل عشرات السنوات.
يكمن بعيداً عن حشرة أو صرصار صغير، ثم يهجم.. ويمدّ لسانه ليصطاد الحشرة. إذا قلبته بطناً لظهر، رأيت الحشرات الميتة بألوانها وأنواعها المختلفة في بطنه.
يُقال: الغراب والنسور وبعض الجوارح تقوم بدور زبّال الطبيعة من الجيف والفطائس، وكان "أبو بريص" هذا يقوم بتنظيف البيوت من البعوض والهسهس والصراصير والحشرات.. ثم بعد الكيماويات انقرض بعد تسممه من تسميم فرائسه، منذ اخترعوا الـ "دي.دي.تي"، ثم توقفوا عن استعمالها لأضرارها.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تنويعات هامشية تنويعات هامشية



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

داليدا خليل تودّع العزوبية بإطلالة بيضاء ساحرة وتخطف الأنظار بأناقة لا تُنسى

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 16:36 2019 الخميس ,07 شباط / فبراير

عملية جراحية ناجحة للاعب الفتح أنس العمراني

GMT 08:53 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

إدماج المرأة الجميلة في التنمية!

GMT 14:17 2015 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

نصائح جمالية لصاحبات العيون المبطنة

GMT 08:40 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة السورية سارة نخلة تُشارك في مسلسل"هبة رجل الغراب 4"

GMT 02:49 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

النواصرة يستطيع تصميم أي مجسّم من الأسلاك

GMT 21:50 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الثلاثاء

GMT 00:49 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

بن ثاير مدربا جديدا للترجي لكرة اليد

GMT 13:22 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت وأصول التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 18:11 2015 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

حادث سير مروع تسفر عن مقتل عشريني في مراكش

GMT 13:03 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عطر "Rose Synactif Shiseido" يضم مزيجًا مميزًا لعاشقات الورود

GMT 05:07 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

جافي يكشف عن معاناته البدنية وسبب استبداله
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib