سعد الحريري ورفض الأمر الواقع
باكستان تسجل 23 إصابة جديدة بحمى الضنك خلال 24 ساعة في إسلام آباد مصرع خمسة متسلقين ألمان في انهيار ثلجي بجبال الألب الإيطالية مصرع خمسة وثلاثين شخصا وفقد خمسة آخرين بسبب الفيضانات في وسط فيتنام إشتعال ناقلة نفط روسية وسط هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية في البحر الأسود إنفجار عنيف في مستودع أسلحة لقسد بريف الحسكة وسط تحليق مسيرة مجهولة ومصادر تتحدث عن حالة هلع بين السكان حركة حماس تعلن العثور على جثث ثلاثة رهائن في غزة وتنفي اتهامات أميركية بشأن نهب شاحنات مساعدات الأسرة المالكة البريطانية تعرب عن صدمتها بعد هجوم طعن في قطار بكامبريدجشير أسفر عن إصابات خطيرة غارة إسرائيلية على كفررمان تقتل أربعة من عناصر حزب الله بينهم مسؤول لوجستي في قوة الرضوان غارات إسرائيلية مكثفة تهزّ قطاع غزة وتثير مخاوف من إنهيار إتفاق وقف إطلاق النار نادي وولفرهامبتون الإنجليزي يستقر على فسخ التعاقد مع البرتغالى فيتور بيريرا المدير الفنى للفريق
أخر الأخبار

سعد الحريري ورفض الأمر الواقع

المغرب اليوم -

سعد الحريري ورفض الأمر الواقع

بقلم : خيرالله خيرالله

كان لا بدّ لسعد الحريري رئيس مجلس الوزراء في لبنان من وضع الأمور في نصابها وتأكيد أن ثمّة حدودا للسماجة من جهة، وللتمادي في اعتبار لبنان مستعمرة إيرانية من جهة أخرى. ليس كلام وزير الخارجية ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل عن “عمالة سعودية في لبنان” سوى سماجة، في أحسن الأحوال وفي حال افتراض حسن النيّة لديه.

هل الهدف من هذا النوع من الكلام الإساءة إلى المملكة العربية السعودية التي باشر مواطنوها في العودة إلى لبنان من أجل السياحة وإن كانت هذه العودة ما زالت خجولة إلى حدّ ما… أمّ أن الهدف إطلاق كلام شعبوي يثير الغرائز البدائية لدى بعض المسيحيين الذين لا يريدون تعلّم شيء من تجارب الماضي القريب، ومن الأسباب التي أدت إلى وصولهم إلى وصلوا إليه. أي إلى وضع يعتقدون فيه أن في استطاعتهم تحصيل حقوقهم من المسلمين بفضل سلاح “حزب الله”!

الأهمّ بكثير من “زلات لسان” جبران باسيل، على حد تعبير الحريري، يبقى موقع لبنان. هل لبنان بلد عربي أم جرم يدور في الفلك الإيراني؟ هنا كان رئيس مجلس الوزراء واضحا عندما أكّد أنّ لبنان بلد عربي، وأنّ ذلك وارد في الدستور، بل في السطر الأول فيه، وأنّه حضر القمتين العربية والإسلامية في مكّة ووافق على القرارات الصادرة عن القمتين والتي تدين إيران “باسم لبنان”، مشددا على أن “علاقاتنا العربية غير خاضعة لمزاج البعض”. ليس سرّا أن هذا الكلام موجّه إلى الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصرالله، الذي اعترض على الموقف اللبناني في القمتين العربية والإسلامية معتبرا أن الحريري لا يمثّل لبنان. كيف لا يمثل رئيس مجلس الوزراء اللبناني لبنان عندما يكون في القمتين على رأس الوفد اللبناني؟ هل يمثل لبنان رئيس حزب ليس سوى ميليشيا مذهبية تشكّل لواء في “الحرس الثوري” الإيراني؟

كان ما قاله سعد الحريري في مؤتمره الصحافي تعبيرا عن رغبة في رفض الأمر الواقع الذي يسعى “حزب الله” إلى فرضه على البلد بطريقة أو بأخرى، بسلاحه غير الشرعي أوّلا وأخيرا. كان لا بدّ من وضع اللبنانيين أمام مسؤولياتهم في هذا الظرف بالذات حيث لا مجال للاستخفاف بخطورة الوضعين الاقتصادي والإقليمي. لم يسبق للبنانيين في عزّ الحروب التي مروا بها أن فقدوا الأمل في مستقبل أفضل. يعود فقدان الأمل إلى الاقتصاد الذي يتدهور بسرعة كبيرة. الأمل الوحيد في الحصول على مساعدات هو نتائج مؤتمر “سيدر” الذي انعقد في باريس في نيسان – أبريل 2018.

لا تعني كلمة “سيدر” سوى شراكة بين القطاعين العام والخاص من أجل استنهاض الاقتصاد. هذا ليس ممكنا من دون إصلاحات حقيقية بعيدا عن أيّ نوع من الفساد. لا يمكن تنفيذ كلّ هذه المهمات من دون وجود سلطة سياسية لبنانية ذات هدف واحد، وذات رؤية واضحة بالنسبة إلى المستقبل. المؤسف أنّ كلّ المؤسسات المعنية بمساعدة لبنان في واشنطن، وغير واشنطن، تشكو حاليا من غياب القرار اللبناني الواحد.

 تتحدّث هذه المؤسسات عن جزر لبنانية، أي عن مراكز عدّة للقرار وعن رؤى على تناقض في ما بينها داخل بلد واحد. حتّى فرنسا التي تريد بالفعل مساعدة لبنان والتي كانت وراء انعقاد مؤتمر “سيدر” تطرح تساؤلات في شأن قدرة البلد على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، والتي تشكل شرطا لتمكينه من الحصول على مساعدات في مجالات معيّنة من بينها الكهرباء.

كلّما مرّ يوم، يتبيّن أكثر لماذا اغتيل رفيق الحريري في العام 2005. يتبيّن أن الرجل اغتيل لأنّه كان يمثل الأمل بالنسبة إلى لبنان واللبنانيين. يكفي المرور في أي شارع كان للتأكد من أن هذا الأمل بات مفقودا. لا وجود لأيّ رغبة في إعادة أي شارع إلى شارع طبيعي فيه رصيف طبيعي. تبدو بيروت مهددة أكثر من أيّ وقت بأن تتحول إلى مدينة منكوبة، بعدما بدأت فوضى السير والأرصفة ببلاطها المقتلع تتسلل إلى وسط المدينة التي أعاد رفيق الحريري الحياة إليها.

مفهومة الرغبة في الانتقام من رفيق الحريري ومن فكرة الإنماء والإعمار وإعادة لبنان إلى موقعه على خريطة الشرق الأوسط. فعقدة رفيق الحريري تلازم كثيرين من الذين يرفضون الاعتراف بأنّ مشروعه شكّل المحاولة الوحيدة لإنقاذ لبنان منذ العام 1975. ما ليس مفهوما هو ذلك الإصرار لدى بعض المسيحيين على استعداء العالم العربي وأهل الخليج على وجه التحديد. هذا ما دفع سعد الحريري إلى القول: “لا يجب أن نضع الدول العربية والسعودية في موقع الخصومة مع لبنان. آن لنا أن نفهم أنّ مصالح البلد قبل مصالحنا الخاصة والسياسية، وأن الولاء للبنان يتقدّم على الولاء لأي محور”.

كان المؤتمر الصحافي لسعد الحريري في مكانه، خصوصا أنّه جاء في وقت بلغ الغضب السنّي ذروته. كان مفيدا التذكير بطرابلس حيث ارتكب “داعشي” جريمة في حق قوى الأمن والجيش. كان مفيدا التذكير بمن أدخل الإرهابيين إلى طرابلس. معروف تماما من اخترع “فتح الإسلام” في العام 2007 وكيف أن زعيم هذا التنظيم، ويدعى شاكر العبسي، خرج فجأة من السجون السورية وظهر في مخيّم نهر البارد الذي لا يبعد كثيرا عن طرابلس، المدينة المعروفة تاريخيا باعتدالها وبالعيش المشترك فيها.

ما قد يكون ضروريا هو وضع المؤتمر الصحافي لسعد الحريري في إطار أوسع، هو الإطار الإقليمي. هناك في الوقت الحاضر إشارات تدلّ على أن إيران تعاني فعلا من العقوبات الأميركية. بدأت هذه العقوبات تعطي مفعولها بدليل اعتدائها الأخير على مطار أبها السعودي عن طريق أداتها الحوثية.

يترافق ذلك مع قرب انعقاد الاجتماع الروسي – الأميركي – الإسرائيلي. تكمن أهمّية هذا الاجتماع في أنّه سيناقش الوجود الإيراني في سوريا. هذا الوجود الذي يستهدف تغيير التركيبة الديموغرافية لسوريا، فضلا عن تأكيد أن إيران صارت لاعبا إقليميا موجودا أيضا على البحر المتوسط وعلى تماس مع إسرائيل.

وضع المؤتمر الصحافي الذي عقده سعد الحريري شخصا مثل جبران باسيل في مكانه الصحيح والحقيقي. نجح إلى حد كبير في تأكيد أنّ لبنان ليس “حزب الله”، وأنّ في البلد من لا يزال يقاوم المحاولة الإيرانية لفرض وصاية جديدة عليه. لكنّ المؤتمر الصحافي كان أيضا دعوة إلى التعقل والابتعاد عن أيّ تهوّر.

 يأتي ذلك في وقت يفترض ألّا يمر الكلام الصادر عن جيمس جيفري، المسؤول الأميركي عن الملفّ السوري، مرور الكرام. ففي تصريح حديث له قال جيفري إن من بين الأهداف الأميركية خروج إيران من سوريا ولبنان. للمرّة الأولى، هناك مثل هذه الإشارة الأميركية إلى لبنان الذي يبدو أنّ عليه التنبه إلى وضعه الداخلي أكثر من أيّ وقت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سعد الحريري ورفض الأمر الواقع سعد الحريري ورفض الأمر الواقع



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 21:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - إيلون ماسك يطلق ميزة جديدة في غروك لتحليل منشورات منصة إكس

GMT 09:09 2016 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

7 فنانين مصريين أكدوا نظرية "الموهبة ليست لها وقت أو سن"

GMT 01:07 2017 الخميس ,23 شباط / فبراير

خالد عبد الغفار يشدّد على تحسين "البحث العلمي"

GMT 16:42 2020 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

إصابة مدير سباق فرنسا الدولي للدراجات بكورونا

GMT 15:00 2019 الثلاثاء ,16 تموز / يوليو

محمد باعيو يكلف الجيش الملكي 100 ألف دولار

GMT 21:04 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 11:17 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

أبرز صيحات موضة 2019 بأسلوب كارلا حداد

GMT 22:17 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أبرز مواصفات سيارة "Vitara" المعدلة

GMT 09:00 2019 الخميس ,07 آذار/ مارس

أبرز عروض الأزياء بأسبوع الموضة في باريس

GMT 15:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

مواجهة حامية بين "يوفنتوس" و"أتالانتا" لخطف بطاقة التأهل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib