استقلال بطعم الكآبة
باكستان تسجل 23 إصابة جديدة بحمى الضنك خلال 24 ساعة في إسلام آباد مصرع خمسة متسلقين ألمان في انهيار ثلجي بجبال الألب الإيطالية مصرع خمسة وثلاثين شخصا وفقد خمسة آخرين بسبب الفيضانات في وسط فيتنام إشتعال ناقلة نفط روسية وسط هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية في البحر الأسود إنفجار عنيف في مستودع أسلحة لقسد بريف الحسكة وسط تحليق مسيرة مجهولة ومصادر تتحدث عن حالة هلع بين السكان حركة حماس تعلن العثور على جثث ثلاثة رهائن في غزة وتنفي اتهامات أميركية بشأن نهب شاحنات مساعدات الأسرة المالكة البريطانية تعرب عن صدمتها بعد هجوم طعن في قطار بكامبريدجشير أسفر عن إصابات خطيرة غارة إسرائيلية على كفررمان تقتل أربعة من عناصر حزب الله بينهم مسؤول لوجستي في قوة الرضوان غارات إسرائيلية مكثفة تهزّ قطاع غزة وتثير مخاوف من إنهيار إتفاق وقف إطلاق النار نادي وولفرهامبتون الإنجليزي يستقر على فسخ التعاقد مع البرتغالى فيتور بيريرا المدير الفنى للفريق
أخر الأخبار

استقلال بطعم الكآبة؟

المغرب اليوم -

استقلال بطعم الكآبة

بقلم - راجح الخوري

احتفل لبنان يوم الخميس بالذكرى الخامسة والسبعين للاستقلال، وبدلاً من أن تكون هذه المناسبة بطعم «الماس»، كانت طبعاً بطعم العلقم، لأسباب كثيرة، في مقدمها طبعاً تردي الأوضاع السياسية في غياب تشكيل الحكومة الجديدة، التي ما انفك الرئيس ميشال عون يقول إن عهده سيبدأ معها، وها قد مضى على بدايته عامان ونيف ولم تشكّل، وكذلك بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، وازدياد المديونية العامة، وتفاقم الفقر، وارتفاع نسبة البطالة، وتضاعف عدد عمليات الإفلاس في المصانع والمؤسسات، والانهيار في قطاعات الخدمات العامة.

لم يكن من معنى لتكرار القول الذي كان يتردد سنوياً في هذه المناسبة، التي يفترض أن تكون محطة للفرح والاعتزاز، فقد ملّ الشعب اللبناني من التبرّم سخرية: «عيد، بأي حال عدت يا عيد»، ربما لأنه انصرف هذه السنة إلى المرارة، وخصوصاً أنه منذ صباح يوم الأربعاء، كان المواطن إذا حاول الاتصال هاتفياً أو تلقى مكالمة من أي مصدر، يستمع مجبراً إلى مطلع النشيد الوطني صادحاً: «كلنا للوطن»، فيبتلع ريقه مرارة، وهو يقول لنفسه: «لا... عملياً كلنا عالوطن» بمعنى أننا جميعاً نعمل ضد لبنان الوطن!

طبعاً تبدو الصورة تعيسة جداً، ولا مغالاة في القول إن الدولة، أو ما تبقى من الدولة، كانت في وادٍ وهي تحاول أن تعطي المناسبة بُعدها الوطني المفترض، بينما كان الشعب اللبناني في وادٍ آخر، وهو ينوء بهَمَّين؛ هَمّ مصاعب الحياة المتفاقمة، وهَمّ أن يصير للاستقلال طعم المرارة.

سلسلة المواعيد التي حددت بالتتابع للخروج من الأزمة الحكومية تساقطت تباعاً، وكان آخر الرهانات أن يجري الاحتفال بعيد الاستقلال مع وجود سلطة ناجزة بحكومة جديدة؛ لكن الحديث الآن يدور حول موعد جديد، وهو نهاية السنة، وما يثير الغرابة في هذا السياق أنه لم يعد ينقص سوى أن يجتمع مجلس الأمن الدولي ويتّخذ قراراً تحت الفصل السابع، يلزم اللبنانيين بتشكيل حكومتهم العتيدة!

ذلك أن آخر ما يتم تداوله نقلاً عن المصادر الدبلوماسية في بيروت، الحديث عن اتصالات تجري بين المسؤولين الفرنسيين والأميركيين من جهة، وبين الفرنسيين والروس من جهة ثانية، من أجل السعي لحل عقدة تشكيل الحكومة!

كيف؟

من منطلق الرهان على أن تتمكن الدبلوماسية الفرنسية من استحداث ثغرة في الموقف الإيراني، الذي يعرقل تشكيل الحكومة اللبنانية، كما حاولت طهران سابقاً عرقلة الحكومة في العراق، لتوجيه رسالة إلى واشنطن، مفادها أنها تملك عناصر إقليمية فاعلة للرد على العقوبات التي فرضت، وخصوصاً أن فرنسا والدول الأوروبية تسعى جاهدة لانتظام الوضع السياسي في لبنان، وذلك من منطلق الحرص على الاستقرار، الذي يحفظ بقاء اللاجئين السوريين فيه، وعدم تدفقهم إلى الشواطئ الأوروبية الجنوبية. وفي هذا السياق ليس خافياً أن عمليات اللجوء بحراً بدأت من طرابلس شمال لبنان، وتستمر بوتيرة أخف هذه الأيام!

عندما أعلنت واشنطن بداية معارضتها دخول «حزب الله»، الذي يتعرض إلى مروحة من العقوبات الأميركية، إلى الحكومة، وخصوصاً بعد الحديث عن إعطائه وزارة الصحة، كانت هناك مجموعة من العقد التي تعترض تشكيلها، وخصوصاً العقدة المسيحية بين «التيار الوطني الحر» وحزب «القوات اللبنانية»، من منطلق الخلاف على الأحجام والحصص، وهو ما فكك تقريباً كل الإيجابيات التي نتجت عما يسمى «اتفاق معراب» الذي توّج تأييد الدكتور سمير جعجع رئاسة الجنرال ميشال عون. ثم برزت كما هو معروف العقدة الدرزية، وقد استغرق حل هاتين العقدتين من الرئيس المكلّف سعد الحريري، أربعة أشهر ونصف شهر!

فجأة، وفي اللحظة التي تبيّن أنه تم حلّ هاتين العقدتين، وانتظر الناس إعلان الحكومة في خلال ساعات، ألقى «حزب الله» مفرقعة توزير النواب السنة المستقلين في وجه عون والحريري، معرقلاً عملية التشكيل، تحت ذريعة الدعوة إلى ضرورة تمثيل هؤلاء في الحكومة، رغم أنه جرى جمع هؤلاء النواب وهم من جماعة «الثامن من آذار»، على طريقة «من كل وادٍ عصا»، أي أتوا من كل كتلة نيابية بنائب، وتم إعطاؤهم اسم «اللقاء التشاوري»... وهكذا بدا واضحاً تماماً أن «حزب الله» الشيعي، الذي كان يراهن على عقدتي المسيحيين والدروز لعرقلة الحكومة، اضطر إلى العرقلة والتعطيل مباشرة وخلافاً للدستور، الذي ينيط بالرئيس المكلف ورئيس الجمهورية عملية التشكيل، وذلك عبر تمسّكه بتوزير واحد من هؤلاء النواب السنة!

ليس من الواضح كيف يمكن تجاوز هذه العقدة، وإلى متى يمكن أن تبقى السلطة التنفيذية اللبنانية معطلة أمام شروط «حزب الله» وإيران طبعاً، ولا من الواضح إذا كانت المساعي والضغوط والتدخلات من فرنسا والبنك الدولي، يمكن أن تساعد في حلّ هذه المشكلة؛ لكن من الواضح تماماً أن لبنان المتهالك ينزف اقتصادياً، وتدهمه سلسلة من المشكلات الخانقة، في البطالة والإفلاسات التي قيل إنها شملت منذ بداية هذه السنة أكثر من 2200 مؤسسة ومصنع، في وقت بات فيه الدَّين العام يتجاوز 80 ملياراً من الدولارات، وكل ذلك وسط دوي متزايد عن فضائح الفساد التي تضرب في إدارات الدولة!

ويبدو الفرنسيون أكثر حرصاً من المسؤولين والسياسيين في لبنان على عدم انهيار مفاعيل «مؤتمر سيدر» الذي كان قد عقد في باريس، وقرر تقديم مبلغ 11.2 مليار دولار إلى لبنان، على شكل هبات وقروض ميسّرة. ففي 15 سبتمبر (أيلول) الماضي، جال السفير الفرنسي في بيروت، برونو فوشيه، على الرؤساء اللبنانيين، وأبلغهم ضرورة تشكيل الحكومة في أقرب وقت؛ لأن الدول المانحة في «سيدر» أنجزت دورها، وأن صبرها تجاوز الحدود. ثم أوفد الرئيس إيمانويل ماكرون السفير بيار دوكان، ليكرر ما قاله السفير فوشيه؛ لكنه خرج بخلاصة فاجعة، اختصرها بعد جولة لقاءاته بالقول: «إن لبنان غير قابل للإصلاح»!

ثم وصل الموفد الفرنسي الخاص أوريليان لوشوفالييه، حاملاً الموقف عينه الذي كان ماكرون أبلغه هاتفياً إلى الرؤساء عون ونبيه بري والحريري، وهو أن الدول المانحة لا يمكنها أن تنتظركم إلى الأبد، وأن المبالغ المقررة لكم في مؤتمر «سيدر» يمكن أن يتم تدويرها وصرفها في دول أخرى، ولكن ذلك لم يغيّر شيئاً من مسار الأزمة الخانقة!

ما يقوله المسؤولون من الفرنسيين، موازٍ تماماً لما كرره الممثل الإقليمي للبنك الدولي فريد بلحاج، الذي طالب بتشكيل الحكومة سريعاً، والمباشرة في إعداد المشروعات والإصلاح؛ لأن مبلغ ملياري دولار رصده البنك الدولي لمساعدة لبنان لا يمكن أن ينتظر طويلاً، وقد قيل هذا للمسؤولين على أعلى المستويات، ولكن دون أن يؤدي ذلك إلى ما يساعد على تجاوز عقدة «حزب الله» التي تعطّل تشكيل الحكومة.

كل هذا يتمّ في بلد ينزف ويسرع الخطى إلى الانهيار، فعندما ذهب النواب إلى ما سُمي «تشريع الضرورة»، واتفقوا على صرف مبلغ 75 ملياراً من الليرات لدفع ثمن أدوية للأمراض المستعصية، كان جواب وزير المال علي حسن الخليل، أنه ليس في احتياطي الموازنة ليرة واحدة!

وقبل ذلك الاجتماع، قال رئيس مجلس النواب، إن لبنان يمكن أن يتحمل اقتصادياً أسابيع وليس أشهراً، ونحن نقوم بأمور كثيرة للمحافظة على سلامة الليرة، ولكن إذا بقي الأمر على ما هو عليه، فإنه في الحقيقة أخطر من خطير!

أخطر من خطير؟

هذا ليس اكتشافاً، فالهيئات الاقتصادية لا تتوانى في القول: «جهّزوا ورقة النعية للوضع». ولكن ثمة من كان مهتماً بتجهيز رنة الهاتف في عيد الاستقلال: «كلنا للوطن»، ولكن الأوطان تصبح أحياناً قبضة من الرمل بين أصابع الحمقى!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استقلال بطعم الكآبة استقلال بطعم الكآبة



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 21:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - إيلون ماسك يطلق ميزة جديدة في غروك لتحليل منشورات منصة إكس

GMT 09:09 2016 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

7 فنانين مصريين أكدوا نظرية "الموهبة ليست لها وقت أو سن"

GMT 01:07 2017 الخميس ,23 شباط / فبراير

خالد عبد الغفار يشدّد على تحسين "البحث العلمي"

GMT 16:42 2020 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

إصابة مدير سباق فرنسا الدولي للدراجات بكورونا

GMT 15:00 2019 الثلاثاء ,16 تموز / يوليو

محمد باعيو يكلف الجيش الملكي 100 ألف دولار

GMT 21:04 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 11:17 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

أبرز صيحات موضة 2019 بأسلوب كارلا حداد

GMT 22:17 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أبرز مواصفات سيارة "Vitara" المعدلة

GMT 09:00 2019 الخميس ,07 آذار/ مارس

أبرز عروض الأزياء بأسبوع الموضة في باريس

GMT 15:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

مواجهة حامية بين "يوفنتوس" و"أتالانتا" لخطف بطاقة التأهل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib