ماذا غير الويب في مهنة المتاعب
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

ماذا غير الويب في مهنة المتاعب ؟

المغرب اليوم -

ماذا غير الويب في مهنة المتاعب

عبده حقي

حقا .. إنها مهنة المتاعب سواء قبل الانشغال بأي مقال سيرى النور على صفحة جريدة ورقية أو موقع إلكتروني أو حتى بعد نشره وبشكل أخطر. لافرق إذن بين صداع 
الرأس من قبل ومن بعد التنقيب عن العبارة الملائمة وطرق أبواب المعلومة الموصدة بأقفال التكتم والسرية والحفاظ على الخصوصية وبين تبعات المقال وتداعياته في أذهان الرأي العام ، وأخيرا بين تعرية الحقيقة كما هي في مسقط واقعها وبين المراهنة على صون لقمة العيش والسمو بالوضع الاعتباري للصحفي بكونه يمتلك سلطة رابعة بل وخامسة أيضا لا يقل شأنها ولاتختلف في دورها وشرعيتها عن باقي السلط الأخرى .
عديد من التحولات البنيوية العميقة عرفتها مهنة الصحافة بشكل عام والصحافة الورقية بشكل خاص في السنوات الأخيرة بعد انتشار شبكة الويب والدورالذي لعبته في شق قنوات الوصول إلى نفائس المعلومات على اختلاف مستوياتها ومقاصدها ولغاتها ..إلخ ما يجعل سؤالنا حول متاعب الصحافة الآن يأخذ بعده وتلويناته الدلالية في راهنيته وواقعه الجديد الذي يتلبس بهيمنة تكنولوجيات المعلومات والتواصل وانتشار مختلف مواقع التواصل الاجتماعي بل والاعتماد على معطياتها كمصادر موثوق بها لتغذية المعلومة .
مما لاشك فيه أنه لم تعد متاعب الصحافي مرتهنة أكثر بإكراهات الزمان والمكان أكثر مما كانت عليه قبل انتشار شبكة الويب . فالمتاعب على اختلاف عقباتها المعنوية والمهنية والتواصلية وحتى اللوجيستية قد انتقلت من المعاناة الأرضية الشاقة إلى المعاناة الافتراضية بما يقتضيه هذا التحول الحاسم والاستراتيجي من الوعي بفاعليته والحفاظ على الدور المحوري الذي تؤديه الصحافة الورقية في نشر المعلومة وتنوير الرأي العام وأيضا الإسهام في بلورة مجتمع الحداثة والديموقراطية والتوعية والانعتاق من براثن التخلف ..إلخ
إننا لانتحدث في هذا الصدد عما بات يعرف ب "صحافة البيجاما" أو"صحافة الكنبة" أي عن مجموعة من المواقع الإلكترونية تحديدا التي غالبا ما يديرها شخص واحد لايتوفر سوى على جهاز حاسوب محمول وهاتف سمارتفون والوصفة السحرية "نسخ لصق" حيث يوجد مقر الموقع أينما وجد مديره في كل مكان تحت الأرض أو فوقها . على رصيف المحطة أوفي مقصورة القطار أوالطائرة ، بل إننا نتحدث في هذه المتاعب عن الصحافة الورقية المقاولاتية التي تشتغل وفق المعايير والتحديدات المتعارف عليها مهنيا وقانونيا ، محليا ودوليا . عن المؤسسة الإعلامية التي تتوفر على مقر وإدارة وهيأة تحريرومراسلين وحساب شركة ..إلخ
لم يعد الصحافي في عصر الويب كما كان بالأمس يقضي ساعات وساعات في قاعات الانتظار في مكتب مسؤول إداري أوسياسي أومرابطا في بهو فندق أو كرسي مقهى بعيدا عن عيون الرقباء ومدججا بفطنته وبداهته وبجذاذة أسئلة وآلتي تسجيل وتصوير، بل إن هاتفه الذكي قد بات اليوم يغنيه إلى حد ما وبشكل أكثر راحة ونجاعة من كل تلك المتاعب الواقعية الغابرة ... فالسمارتفون قد يمكنه من اقتناص محاوريه حيثما وجدوا داخل الوطن أو خارجه وانتزاع تصريحات لهم أو حوارات معهم ونشرها في حلة رقمية فائقة إما بالصوت أو بالفيديو أوكتابة أو عبر الميسانجر أو السكايب أو واتساب وتفريغها فيما بعد على صفحة الجريدة في نسختيها الورقية كتابة وأيضا الإلكترونية بإخراج رقمي تفاعلي فائق .
لقد أسهمت التكنولوجيات الحديثة والويب ومحركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي في طي ثلثي المسافات الفاصلة بين الصحافي وخط الوصول إلى المعلومة أوالمادة الخبرية . فما كان يستعصى العثور عليه من صور أو معلومات عن بروفايل الشخصيات العمومية أو التاريخ أو المكان أو من عناوين وإحاطات معلوماتية كانت تستوجب أحيانا من الصحافي تنقلات وأسفار مكوكية مرهقة ماديا وجسديا وعشرات المكالمات من الهاتف الثابت للجريدة أصبح اليوم كل هذا الماراتون الممل هينا إلى حدا ما ويمكن القفز على بعض أتعابه بنقرة واحدة أو بتطبيق رقمي أو باستعمال عديد من المفاتيح التكنولوجية والافتراضية.
فهل جميع هذه القنوات التواصلية المفتوحة والمتاحة للصحافة الورقية والإعلام بشكل عام قد خففت من ثقل صخرة مهنة المتاعب ؟
يقينا أن أهل الصحافة أدرى بشعابها وأن كل المتاعب كانت وماتزال هي قدر هذه المهنة النبيلة وأن هناك متاعب أخرى خطيرة كامنة بشكل بنيوي في الجسم الصحفي وخلف هذه المرآة البرانية البراقة التي ترسم واقعا ورديا في ممارسة مهنة المتاعب في عصر الويب .
فإذا كانت التكنولوجيات الحديثة والإنترنت قد خففت من متاعب الصحافي ووفرت عليه تجرع حبات الإسبرين قبل وبعد نشر أي مقال أوخبرأو رأي أو تحقيق أوروبورتاج .. إلخ فما زالت هناك متاعب أخطر مثل الأمراض المزمنة المستعصية منذ أن صارت الصحافة في المغرب قبل قرن من الزمن رقما أساسيا في بناء أركان الدولة ولاعبا محوريا في بورصة القيم السياسية والإقتصادية والاجتماعية وأداة "بيلدوزر" قد تستعمل للبناء كما للهدم على حد سواء وكل تضحياتها تلك في إطار الحفاظ على استمرارية الدولة والمؤسسات وصون السلم الاجتماعي وتلطيف الأجواء السياسية وقبل هذا وذاك الحفاظ على لقمة العيش لطاقم المقاولة الصحفية وضمان مستقبلها .
فهل خفف عصر الويب والتكنولوجيات الحديثة على الصحافة من بعض إرهاقها اليومي في التنقيب في دهاليزالمعلومة وهل أنقذها إلى حد ما من متاعب المحاكمات والمضايقات والإعتداءات الجسدية في العالم إلى حد القتل مثلما وقع أخيرا للصحافية المالطية كاروانا جاليزيا (53 عاما) في حادث تفجير سيارتها بعبوة ناسفة .؟
لاأعتقد ذلك فبقدر ما أسهم الويب في تذليل العقبات للوصول إلى النزر القليل من المعلومات وتعبيد عديد من جسور التواصل التكنولوجية والرقمية بقدر ما تعددت خطورة انتشار المحتوى الرقمي الإعلامي أيضا ومن دون شك أن إبحار الصحافي في عالم افتراضي زئبقي ومفخخ يبقى دائما مفتوحا على جميع الاحتمالات .
فهل قدرالصحافة أن تبقى مهنة المتاعب إلى الأبد رغم تطور أشكال قنوات التواصل في كل العصور!؟
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا غير الويب في مهنة المتاعب ماذا غير الويب في مهنة المتاعب



GMT 14:36 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

انتقام... وثأر!

GMT 14:29 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 14:20 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 13:58 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

بايدن والسعودية

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 00:08 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
المغرب اليوم - واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib