هل يوجد أدب عمالي في المغرب
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

هل يوجد (أدب عمالي) في المغرب ؟

المغرب اليوم -

هل يوجد أدب عمالي في المغرب

عبده حقي

نقصد ب(الأدب العمالي) مختلف أجناس التعبير الكتابية والشفاهية الأدبية (شعرـ قصة قصيرة ـ رواية ـ زجل .) التي جعلت من قضايا وهموم الطبقة العاملة والشغيلة موضوعا لها و تيمتها
المحورية بهذف رسم صورة عن واقعها اليومي وعرق كفاحها المضني ودعمها رمزيا ومعنويا لكسب قوتها وتحقيق كرامة معيشها .
تعود هذه العلاقة بين الأدب والنضال العمالي التي أسست بتراكمها الأنطلوجي ما بات يعرف ب(الأدب العمالي) إلى القرن التاسع عشر الذي عرف بداية الثورة الصناعية وتعاظم دور الرأسمال الإستثماري في الهيمنة على مختلف البنيات التحتية ووسائل الإنتاج (رأسمال ـ يد عاملة ـ معادن ..إلخ) خصوصا في ابريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية ، مما أفرز طبقة عاملة سوف تعرف مع مرور الزمن وتطور العلاقة بين أطراف الإنتاج لخدمة المصالح الإمبريالية على حساب متاعب العمال ، سوف تعرف أسماء أخرى من بينها (الطبقة الكادحة ـ الطبقة المسحوقة ـ الطبقة المقهورة ..إلخ ) وغيرها من اليافطات الهوياتية الخاصة بتجربة كل بلد في هذا الإطار.
ارتبط الأدب العمالي بهموم هذه الطبقة التي ينهض على كاهلها "فائض القيمة" وبالتالي المزيد من التراكم الجشع للرأسمال مثلما ارتبط بقضايا إنسانية محلية وكونية أخرى ، ومن أشهر الأعمال الروائية التي رصدت لنضال العمال نجد رواية (جيرمينال) للكاتب الفرنسي (إيميل زولا) التي نشرها سنة 1885 و هو كان كاتبا ذو نزعة إشتراكية وتقدمية، وروايته (جيرمنال) هي رواية النضال من أجل مستقبل الطبقة العاملة في المناجم الفرنسية استطاع من خلالها الحفر بإزميل قلمه في باطن عتمة المنجم للوصول إلى ضوء الكرامة والإقرار بحقوق العمال سواء كانوا تحت الأرض أوفوقها .
لايمكن الحديث في المغرب عن (أدب عمالي) في هذه المرحلة (الجيرمنالية) ولاحتى خلال الإستعمار وبداية الإستقلال بل يمكن أن نتحدث بالأحرى في هذه الفترة عن (أدب قروي) إهتم فيه المنجز القصصي والروائي على ندرته بهموم الإنسان البدوي وصراعه مع إكراهات الطبيعة والمناخ وسطوة المستعمر، ولم يعرف إرهاصات وبوادر (أدب عمالي) مرتبط بالمدينة إلا مع تطور الكتابة القصصية والروائية منذ أواسط الستينات مع صعود جيل جديد من الكتاب راهن على تحديث المتن السردي القصصي بعد أن نهل وتفاعل مع إبداعات أقطاب الأدب العالمي ( تشيخوف وغوغول وموباسان ويوسف إدريس ونجيب محفوظ وياسين رفاعية ..إلخ ) خلفا لجيل الرواد ( القطيب التناني وعبد المجيد بنجلون وعبدالكريم غلاب ومحمد العربي الخطابي ومحمد بيدي وابراهيم بوعلو ..إلخ ) هذا الجيل الذي ارتبط انشغاله في أعماله القصصية أساسا بالنضال من أجل تحرير المغرب من الإستعمار الفرنسي والدفاع عن مقدساته الروحية والسياسية .
لكن بعد الإستقلال وانقضاض طبقة بورجوازية (أمية) على كل بنيات الإنتاج من معامل ومصانع وضيعات فلاحية عصرية وتعاظم هوسها المتخلف بمراكمة الرساميل بدل التفكير العقلاني في تحديث وسائل الإنتاج ، كل ذلك أثر سلبا على الوضع المادي والإعتباري للطبقة العاملة مقارنة مع وضعها السابق أيام الإستعمار الفرنسي حيث كانت على الأقل تحظى وتتمتع ببعض حقوقها الأساسية تحت ضغط الحزب الإشتراكي الشيوعي الفرنسي والقوى التقدمية  .
كل هذه العوامل أدت إلى تغيير في التركيبة السوسيوثقافية المغربية بدأت تتسع معها هوامش المدن الكبرى بسبب استنبات أحياء دور الصفيح والسكن العشوائي القريبة من المعامل والمصانع لتزويدها باليد العاملة الرخيصة التي هجرت جلها من البوادي والقرى المحيطة بالمدينة (الميتروبول) الصاعدة ... هكذا ظهرت في الأدبيات النضالية المغربية مايسمى بالطبقة العاملة والطبقة الكادحة والطبقة المسحوقة والطبقة المقهورة .. إلخ وباتت همومها ومعاناتها القاسية اليومية في طاحونة المعمل من بين أجندات النقابات العمالية والهيئات الحزبية والمنظمات الحقوقية وبالتالي يمكن اعتبار فعاليات المجتمع المدني هاته هي المدخل الأساسي في نسج العلاقة بين (الأديب) و(العامل) مما أسهم في خلق (أدب عمالي) حيث أن معظم الكتاب والمثقفين المغاربة (قصاصون ـ روائيون ـ شعراء ـ زجالون ـ مسرحيون ) كانوا أعضاء في هذه الإطارات السياسية والحقوقية خصوصا في مطلع السبعينات التي عرفت ذروة الصراع بين النخب السياسية والمثقفة وبين النظام القمعي الحاضن للطبقة الأريستوقراطية والبرجوازية المنتفعة من خيرات البلاد بعد انسحاب المستعمرالفرنسي .
إذن يمكن إعتبار (الإلتزام السياسي) بمفهومه الإيديولوجي أساسا هو الجسر الذي إلتقى فيه كل من الأديب والعامل لينتجا معا ما بات يعرف ب (الأدب العمالي) . إلا أنه لم يرق إلى أفق أدب عمالي قائم الذات له خصوصياته وأقانيمه المتميزة على غرار ما أنتجه الأدب الغربي والروسي ، كما أنه لم يشكل زخما وتراكما قمينا بمقاربة ظاهرته في أبعادها السوسيولوجية والأدبية والجمالية باعتبارها قد شكلت تيارا واضحا في تضاريس الأدب المغربي مثلما نتحدث عن (أدب السجون) عند عبد القادرالشاوي أو (أدب المهجر) عند إدريس الشرايبي أو(أدب السيرة الذاتية) عند محمد شكري ومبارك ربيع .
تحضرني في هذا الموضوع قصة قصيرة تظل بكل تأكيد علامة قصصية مائزة وإبداعية أنطلوجية لا أعتقد أن أحدا من القصاصين المغاربة لا من جيل السلف ولا من الخلف قد أبدع أجمل وأبلغ منها وإن كانت قيمة المفاضلة في هذا المستوى من الذائقة الأدبية لاتستقيم بهكذا حكم قيمة . الأمر يتعلق بقصة (كما هي العادة) للقاص والصحفي الفقيد عبدالجبار السحيمي التي نشرت ضمن مجموعته القصصية اليتيمة (الممكن من المستحيل) التي صدرت عن مطبعة الرسالة سنة 1969  .
وقصة (كما هي العادة) وإن كانت لاتندرج بشكل واضح ضمن قصص أدب ( النضال العمالي) إلا انها قد نحتت صورة متفردة لبطل عامل كادح توفي تاركا زوجته وحيدة تعيش مرارة وحشتها في مجتمع لايرحم ...
تقوم البنية الزمنية في هذه القصة على لحظة واحدة تستغرق فيها الزوجة الأرملة في تهيؤات واستيهامات طافحة بالحزن والحلم بعودة زوجها ذات مساء حيث تتخيله قد عاد من المعمل على دراجته الهوائية في منتصف الليل .. يدخل في هدوء إلى البيت .. يتلمس الجذار في الظلام .. يشعل زر النور.. يدلف إلى المطبخ لإعداد فنجان قهوة .. يدخن سيجارته الأخيرة ثم يرتدي منامته ويندس بهدوء إلى جانبها في السرير، لكنها حين تستدير في الظلام لتعانقه لاتجد بجانبها غير الفراغ ... فزوجها قد توفي بعد أن استفحل مرضه بسبب مخلفات صحية ناجمة عن عمله في المصنع .
ولربما هناك قصص أخرى لكتاب آخرين عاشوا وصادقوا عمال المصانع وتشمموا معهم الأدخنة الصاعدة من مداخن المعامل في الدار البيضاء على الخصوص مثل القاص إدريس  الخوري ومحمد زفزاف ومحمد صوف ومصطفى المسناوي وغيرهم ...
أما بخصوص تجربتي الشخصية القصصية بهذا الصدد فقد كتبت قصة قصيرة عنوانها (قصتي مع مينسك) التي صدرت في صحيفة الزمان اللندنية بتاريخ 4 آذار2013 ضمن ملف عن القصة القصيرة في المغرب وتتحدث عن سائح مغربي في مدينة (مينسك) الروسية الذي سيستقل القطار باتجاه أحد المناجم ليقضي يوما كاملا مع عمال روس في منجم عميق .
تقول إحدى فقرات هذه القصة : (كانواعمالا بسحنات معفرة بأدخنة التكرير وتفاهة التكرار القاتل في الغيران العميقة .. نسيت أنني سائح عربي في (مينسك) فخلت أنني كادح مثلهم .. خيل إلي أنني أنزل مصعد غار المنجم ــ أعني مقبرتنا الجماعية ـــ قدم لي المراقب قبعة صفراء في هامتها مصباح واحد مثل عين رأس الغول ..)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يوجد أدب عمالي في المغرب هل يوجد أدب عمالي في المغرب



GMT 14:36 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

انتقام... وثأر!

GMT 14:29 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 14:20 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 13:58 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

بايدن والسعودية

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 00:08 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
المغرب اليوم - واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib