الرئيس الذي نريد وليس “هو شو طالع في إيدو”

الرئيس الذي نريد.. وليس “هو شو طالع في إيدو..”

المغرب اليوم -

الرئيس الذي نريد وليس “هو شو طالع في إيدو”

بقلم - أسامة الرنتيسي

قفزت التحليلات العبقرية للهجمة الحكومية  لإفقار الناس وتجويعهم، وسيل رفع الأسعار الذي طال كل شيء، الوقود السائل والكهرباء والنقل ونحو ألف سلعة أخرى، الى وجود مخطط وسيناريوهات للمنطقة والقضية الفلسطينية تعلم عنها الجهات صانعة القرار، وتحتاج الى حالة خنوع وفقر وجوع وضنك حتى يتم تمريرها.

هذه العبقرية الشعبية لا تقل عن عبقرية الحكومة وأجهزتها التي تتوهم أن انخفاض منسوب الاحتجاجات في البلاد إلى مستويات تمنح الحكومة وأجهزتها التفاخر بأن المحتجين لا يتجاوزون المئات، لكن هذا لا يمنح الطمأنينة في الأيام المقبلة، ولا إلى أي مدى قد يصل الغضب الشعبي.

أكثر سؤال تسمعه في معظم الجلسات واللقاءات، “لوين ماخذين البلد”.

في مراقبة للاحتجاجات الشعبية البسيطة التي تقع في السلط والكرك وعمان وذيبان ومعان يلاحظ تطور الشعارات والمطالب، فليس ما يحتاجه الأردنيون  إقالة الحكومة او حل مجلس النواب، بل بات المطلب الرئيسي تغيير النهج السياسي في إدارة البلاد، سياسيا واقتصاديا وإصلاحيا.

إسقاط الحكومة وإقالة الدكتور هاني الملقي هو مطلب ضروري، وتعيين رئيس جديد من العلبة نفسها لن يغير في المعادلة شيئا، فستبقى الأحوال على حالها، نهج اقتصادي تبعي راضخ لشروط البنك الدولي وسياساته التجويعية، ولا يسدد فلسا من المديونية التي وصلت 40 مليار دولار.

حتى رفع الأسعار البشع ونار الضرائب التي أكلت كل شيء، لن يسددا فلسا من المديونية التي ترتفع ولا تنخفض، ولن يسددا فوائد الدين، وفي العام المقبل لن تجد الحكومة، إن كانت بقيادة هاني او سمير أو ناصر أو عبدالكريم أو فايز او اي شخص من العلبة نفسها إلا وترفع الأسعار والضرائب، بالحجج ذاتها، أن وضع المالية العامة في حالة خطرة، وهذه الحجج يسمعها المواطن الأردني منذ سنوات، ولم يلمس يوما أن هناك معالجة للواقع الاقتصادي الصعب.

معزوفات رؤساء الحكومات لم تختلف منذ عام 1989، الاختلاف الوحيد في الكاريزما الشخصية، وقوة الخطابة، والثعلبة السياسية، أما النهج والسلوك فهما ذاتهما، ووصلنا أخيرا إلى أن من كان عطوفا حاول تأجيل القرارات الصعبة، وآخرين أكثر جرأة في المواجهة والمكاشفة للشعب، حتى وصلنا الى حالة بائسة لشخص رئيس الوزراء صاحب الولاية العامة تستجدي العطف حسب مقولة “هو شو طالع في إيدو..”

الرئيس الذي نريد، بالنهج السياسي والاقتصادي غير التابع، القوي صاحب الولاية العامة هو الذي يقرر من دون إملاءات ما هو لمصالح المواطن.

تخيلوا معي الآن، أن رئيسنا بالوكالة الدكتور ممدوح العبادي يقرر اليوم وليس غدا ما يلي:

أولا: إعادة الحياة الى الشريان الطبيعي للأردن بفتح معبر جابر مع سورية، لأننا لم نشعر بالجوع وصعوبة الحياة وتوقف الحركة التجارية إلا عندما تم إغلاق هذا المعبر، ودمار سورية.

ثانيا: إستئجار فندق مثلما حصل في “الريتز كارلتون” في السعودية، ومحاسبة كل من تحوم حوله شبهات فساد، من دون الخضوع لاعتبارات الموقع والمنصب والجاه.

ثالثا: فتح بوابات جديدة للأردن مع إيران خاصة فقط بموضوع السياحة الدينية، فلدينا أهم المزارات للحجاج الشيعة، ولنحسبها فقط سياحة ودخل، بعيدا عن الحسابات الأمنية والسياسية، فهذه لها رجالاتها، ويعرفون كيف يتعاملون معها.

رابعا: في السياحة أيضا، ونحن لا نملك موارد طبيعية كبيرة بعد أن تم بيع خيرات البلاد، مثلما نملك في الاستقطاب السياحي، وليتجرأ الرئيس ويسمح بكل متطلبات السياحة ووسائل نجاحها، بإقامة كازينوهات في العقبة والبحر الميت لغير الأردنيين مثلما تفعل معظم الدول، ودولة الأزهر تحديدا.

خامسا: تنفيذ القرار القضائي بحق الكردي وجلب 450 مليون دينار بكل الوسائل.

سادسا: لدينا مليون عامل وافد مخالف، تنظيمهم بدعم توجهات وزير العمل علي الغزاوي وقراراته يدعم الخزينة بمئات الملايين من الدنانير.

سابعا: تغيير الضريبة على البنوك وتعديلها مثلما تعدلت على المواطنين، فليس معقولا أن تكون ودائع الأردنيين في البنوك 40 مليارا و90 % من الشعب مسخمين، والبنوك ارباحها بالملايين.

نريد رئيسا يصنع سياسة واقتصادا ولا ينفذ فقط.

الدايم الله……

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس الذي نريد وليس “هو شو طالع في إيدو” الرئيس الذي نريد وليس “هو شو طالع في إيدو”



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

داليدا خليل تودّع العزوبية بإطلالة بيضاء ساحرة وتخطف الأنظار بأناقة لا تُنسى

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 22:34 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

إسبانيا تحظر دخول سموتريتش وبن غفير إلى أراضيها
المغرب اليوم - إسبانيا تحظر دخول سموتريتش وبن غفير إلى أراضيها

GMT 22:07 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية
المغرب اليوم - سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية

GMT 20:41 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تشعر بالغضب لحصول التباس أو انفعال شديد

GMT 13:22 2021 الجمعة ,16 تموز / يوليو

مانشستر يسعى للتعاقد مع فاران في أقرب فرصة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,24 حزيران / يونيو

تعرفي على طرق ترتيب المنازل الصغيره

GMT 03:36 2019 الإثنين ,15 تموز / يوليو

ديكورات شقق طابقية فخمة بأسلوب عصري في 5 خطوات

GMT 14:30 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حسن يوسف يشتري الورود لشمس البارودي في عيد ميلادها

GMT 08:07 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

اكتشفي منتجعات تضمن لك صيفا لا يُنسى

GMT 06:36 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

كاتي هولمز تتألق في فستان رقيق بلون البرقوق

GMT 22:37 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الهنود يستهلكون كميات أقل بكثير من الكالسيوم

GMT 20:28 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"ماسبيرو زمان" تعيد عرض برنامج جولة الكاميرا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib