هل سيكون العالم أجمل لو قادته المرأة

هل سيكون العالم أجمل لو قادته المرأة ؟

المغرب اليوم -

هل سيكون العالم أجمل لو قادته المرأة

بقلم - أسامة الرنتيسي

ساد الذكور العالم وأداروه على مدى القرون الماضية، فأقاموا حضارات فائقة وحققوا تقدمًا هائلًا، لكنهم أيضًا ملؤوه حروبًا وعنفًا ودمارًا، فكيف سيكون شكل العالم لو مُنِحت المرأة فرصة الإدارة، هل يمكن أن نقول.. عندما يتأنث العالم يُصبح أكثر جمالًا؟.

تكلّست نمطيةُ الاحتفالات بيوم المرأة العالمي على أشكال كلاسيكية لا تتجاوز البيانَ السنوّيَّ مِن قِبَلِ اتحادات المرأة والأحزاب اليساريةِ واللّجان المعنيّة بالمرأة، وتَجمّدت في وسائل الإعلام على لقاءات سريعة مع فعّاليات نسائية هَرِمَة، أمّا في المجتمع فلا يتعدى الاحتفال بهذا اليوم حركات تتسم بالسّخرية.

في يوم المرأة العالمي الذي يَعتقد كثيرون أن فكرة الاحتفال به نبعت من الإضرابات التي قامت بها العاملات في صناعة النسيج في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية في عامي 1857 و1909 والتي وافقت يوم الثامن من آذار (مارس)،  احتجاجًا على ظروف عملهن السيّئة، في حين يؤكد آخرون أن أول إشارة رسمية ليوم المرأة العالمي ظهرت أثناء مظاهرة نظمتها ناشطات اشتراكيات مطالبات بالحق في التصويت في 28 شباط (فبراير) 1909 وقد اطلق على هذه المظاهرة (يوم المرأة)، ثم أصبح الاحتفال في الولايات المتحدة الأميركية بهذا اليوم سنويًا  منذ ذلك التاريخ.

نقف مع وصول المرأة إلى مواقع صنع القرار جميعها ومشاركتها الرجل بقوة، لأنّها أولًا نصف المجتمع، وأثبتت في النصف الأخير من القرن الفائت، أنّها قادرة على أن تصبح رقمًا ذهبيًا في معادلة إدارة وظائف الدولة وشؤونها.. فقد كانت بكل اقتدار  وزيرة ناجحة وسفيرة مُجِيدة، وقاضيَة عادلة، وشرطي أمن ملتزمة، ، وموظفة تقدم الخدمة للجمهور، ومعلمة منتمية، وإعلامية متفوقة وطبيبة حاذقة.

المرأة، حتى في  شظف العيش، تحمل على كاهليها، مع الرجل، أعباء الأسرة ومسؤولياتها كافة.

العالم كلّه لم يعد يُفرّق اليوم بين نساء ورجال، خصوصًا في مجالات العمل والحقوق والواجبات، بل إن وجود نسبة عالية من النساء في مراكز صنع القرار سيُحسّن أداء المؤسسات الأردنية، ويقدّم شهادة للعالم بمدى التطوّر الاجتماعي والسياسي الذي وصلت إليه بلادنا.

حتى الكوتا النسائية، التي يُهاجمها بعضهم، مع أنها ليست الحل الأمثل لتحسين أداء المؤسسة التشريعية، لكنها بمثابة العلاج الناجع ليتعوّد مجتمعنا  المشاركة الحقيقية.

عدد أصوات النساء الناخبات يقترب من الرجال أو يزيد، ويخطئ من يظن أن أصوات النساء هي مجرد “عالة” يستطيع من يدغدغ عواطفهن أن يحصل عليها.

إن وصول المرأة إلى مواقع السلطة وصنع القرار لا سيّما إلى السلطة التشريعية، لم يَعُد مطلبًا من مطالب العدالة والديمقراطية الأساسية فحسب، بل شرطًا ضروريًا لمراعاة مصالح المرأة.

 فمن دون مشاركة المرأة في مستويات صنع القرار جميعها، لا يمكن تحقيق الأهداف المتمثلة في المساواة والمشاركة التي تتجاوب مع متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشكل الأساس المادي لتقدم المجتمع.

 وكذلك لتحديث وتطوير القوانين والتشريعات التي تحكم مكانة المرأة في الأسْرة والمجتمع والعمل، وتشكل عائقاً  تجاه تقدم المرأة وحماية منجزاتها.

لهذه الأسباب وغيرها، أصبح مُلحًا إيصال مجموعة من النساء الكُفُؤات إلى مراكز صنع القرار، وإلى البرلمان تحديدًا، ليُشكلن نواة ضغط برلمانية مدعومة ومسنودة من جماهير النساء لأجل تحقيق اهداف وغايات وصول المرأة للبرلمان.

الدايم الله…..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل سيكون العالم أجمل لو قادته المرأة هل سيكون العالم أجمل لو قادته المرأة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 09:44 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة
المغرب اليوم - ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 16:19 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

انتبه لمصالحك المهنية جيداً

GMT 15:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 12:57 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس السبت 26-9-2020

GMT 16:57 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

هيفا وهبي تدعم هاشتاغ لبنان ينتفض: "كلنا للوطن"

GMT 07:29 2013 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

3 أكواب من الشاي يوميًا تقي من اضطرابات الذاكرة

GMT 09:39 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

سمر مرسي ضيفة برنامج "واحدة وبس" الأربعاء

GMT 16:21 2017 السبت ,01 تموز / يوليو

زكريا حدراف يودع زملائه برسالة مؤثرة

GMT 05:10 2017 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

ابن كيران والفصول الأربعة !

GMT 20:00 2017 الخميس ,19 كانون الثاني / يناير

الفنان أشرف سيف يُحيي ذكرى وفاة والده على "فيسبوك"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib