سقط القانون وسقطت الحكومة

سقط القانون وسقطت الحكومة

المغرب اليوم -

سقط القانون وسقطت الحكومة

بقلم - أسامة الرنتيسي

خلال الـ 48 ساعة الماضية، غابت الحكومة عن الأردن ولم تتجرأ أن تنبس بكلمة واحدة، فقط الشباب المحتجون في الشوارع، ورجال الأمن يحاولون ألّا يخرج أحد عن التعبير السلمي.

معقول؛ أن يحتل هتاف إسقاط الحكومة شوارع الأردن وساحاتها ويبقى الملقي متمسكا بكرسي الرئاسة في الدوار الرابع، من شاهد الدوار الرابع خلال يومين يعرف ألّا وزيرا تجرأ أن يدخل المبنى، ولا مسؤولا تجرأ أن يخرج للناس.

الكتلة النيابية التي التقطت اللحظة التأريخية وعملت على توقيع أكثر من 70 نائبا برد قانون ضريبة الدخل، تستحق الاحترام، فهي حفظت ما تبقى من ماء وجه مجلس النواب، ولطمت الحكومة كفا على خدها لعلها تصحى من حالة الخدر التي تعيشها، وبالتالي أسقطت القانون مباشرة قبل ان يتم فتحه للنقاش تحت القبة.

ما حدث في اليومين الماضيين وبعد إضراب الأربعاء الكبير الذي قادته النقابات المهنية، وحددت الأربعاء المقبل موعدا لإضراب ثان يطالب بإسقاط الحكومة إذا لم تستجب وتسحب القانون، خرجت الاحتجاجات عن سقف النقابات وتحولت إلى حراك شعبي عام لا أحد ينتظر قرارا من أحد للخروج للتظاهر والتعبير عن رفضه لنهج التجويع والسياسات الاقتصادية المرهونة، فعمّت الاحتجاجات معظم المدن والبلدات، وأخذت طابعا سلميا محترما، وهتافات مركزة على إسقاط الحكومة ونهجها الاقتصادي.

كما خرجت الاحتجاجات عن سيطرة وسائل الإعلام التقليدية، التي غابت للأسف عن نقل كل ما يحدث، وتركت الساحة مفتوحة للنقل الحي لوسائل التواصل الحديثة، فالظاهرة الواضحة في الاحتجاجات سيطرة الهواتف الذكية ونقلها الوقفات بشكل مباشر، ونقل الهتافات من دون اي تدخل من مقصات الرقيب في الصحف والتلفزة.

لقد كشفت الحكومة عن أنها ليست بحجم المرحلة، وأنها أضعف من ان تدافع عن قرارات صعبة بهذا الشكل، فغاب صوت الرئيس نهائيا، وغابت عنجهية وزير المالية، ولم نسمع كلمة من وزير الملف الاقتصادي أبي العرّيف جعفر حسان، واكتفى الناطق باسم الحكومة محمد المومني بسيل الانتقادات التي وجهت له في الأيام الماضية.

ليس من الحكمة أن تترك الأمور أكثر من ذلك، ويوميات الاحتجاجات وسيل الفيديوهات تشجع الصامتين على المشاركة، وشاهدت شخصيا خلال اليومين الماضيين في احتجاجات الدوار الرابع وجوها نضرة ( صبايا وشباب) لم أعتد  على مشاهدتهم في الاحتجاجات والاعتصامات التي كانت تقودها الأحزاب السياسية التي يبدو أنها تركت الساحة لإبداعات الجيل الجديد.

أعجبني اعتراف متأخر لقيادي إسلامي سابق طلق الإخوان منذ سنوات قال فيه:

(اقتبس…. وفِي الليلة الظلماء يـُفتقد “الإخوان”!

لو كان الإخوان “بِصِحّتهم” اليوم لكان هناك عنوان للتفاوض لتهدئة الشارع، أيام أن كانوا يقودونه، اليوم بعد أن كُسرت شوكتهم، وتنحوا عن قيادة وتحريك الشارع، لم يعد ثمة عنوان للتفاوض، فالشارع أفرز قيادته الشبابية، وهي قيادة “رأسها  حامي” وموجوعة من البطالة وقلة الاهتمام، ويصعب إرضاؤها إلا بشيء مقنع بعيدا عن الصفقات والمساومات!

صاحب القرار اليوم سيدرك كم خسر بضرب الإخوان المسلمين وتشتيتهم، بعد أن كانوا الإسفنجة الماصة لحراك الشارع، تحت عنوان الترشيد والعقلنة! (انتهى الاقتباس).

الدايم الله…..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سقط القانون وسقطت الحكومة سقط القانون وسقطت الحكومة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 20:20 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

4 أصوات تشير إلى أعطال في محركات السيارات

GMT 06:27 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

دراسة تؤكّد تأثير حجم المخ على التحكّم في النفس

GMT 21:07 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

"سباق الدراجات" يدعم ترشح المغرب للمونديال

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

محمود عباس فى البيت الأبيض.. من دون فلسطين!
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib