فقراء ميزانية الدولة
زلزالًا بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر يضرب جزر توكارا جنوب غرب اليابان الولايات المتحدة تشترط نزع سلاح حزب الله مقابل انسحاب اسرائيلي تصعيد جديد في الحرب اوكرانيا تستهدف مطارات روسية وتدمر ثلاث طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن أن منظومة القبة الحديدية تمكنت من اعتراض صاروخين أطلقا من قطاع غزة باتجاه مستوطنة كيسوفيم الشرطة البريطانية تعتقل أكثر من 20 شخصاً خلال مظاهرة دعماً لفلسطين بعد دخول قرار حظر جماعة "تحرك من أجل فلسطين" حيز التنفيذ انفجارات تهز مقاطعة خميلنيتسكي غربي أوكرانيا مع إعلان حالة التأهب الجوي في جميع أنحاء البلاد وفاة الإعلامية والفنانة الإماراتية رزيقة الطارش عن عمر يناهز ال 71 عاماً بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء وفاة الممثل جوليان مكماهون عن عمرٍ يناهز 56 عاماً بعد معاناة مع مرض السرطان بزشكيان يشيد بمواقف دول الجوار في قمة إيكو ويؤكد أن رد إيران على إسرائيل كان دفاعاً شرعياً توتر بين نتنياهو ورئيس الأركان الاحتلال الإسرائيلي بسبب خطة وقف إطلاق النار وهدنة الستين يوما على المحك
أخر الأخبار

فقراء ميزانية الدولة

المغرب اليوم -

فقراء ميزانية الدولة

بقلم : نور الدين مفتاح

قال السيد وزير المالية الجديد إن ميزانية المغرب لا تكفي للقضاء على الفقر الضارب في البلاد، وزاد أن الواجب يفرض أن يتم تقاسم أعباء محاربة الفوارق الاجتماعية، وترجمة هذا الكلام بلغة الوضوح هي ألا يعول المواطنون المغاربة المحرومون على الدولة لإنصافهم، وأن أحلامهم ستبقى معلقة إلى أن تتحقق في الجنّة إن شاء الله

ومشكلة السيد بنشعبون، المدير العام للبنك الشعبي السابق، هي أنه اقتلع من بيئته الطبيعية كتكنوقراطي جيد وبنكي ناجح ليزرع في مناخ آخر غريب عنه، وبالتالي، فقد وجد نفسه في رمشة عين يتحول من رعاية أرقام أرباح بنكه إلى تدبير أرقام ميزانية الدولة، وهناك فرق شاسع بين عالمين لا طاقة لبنشعبون لإدراكه، وبالتالي التفاعل مع متغيراته. فأرقام البنك لا يساءل عنها الرئيس إلا في حدود حجم الأرباح التي يحققها لأرباب المؤسسة وحاملي أسهمها، أما أرقام الميزانية فالحساب عند المواطنين، وهي تخفي وراءها مصائر ملايين الأفراد، وهي التي تجسد التعاقد المفترض بين من يدبر الشأن العام ومن انتخب هذا المدبِّر.

فهل يعقل أن يتهافت الناس على الناخبين ويغرقوهم وعوداً بتحسين أحوالهم، وعندما يصبحون في الحكومة، يخرج وزير المالية ليقول للمنتظرين: "الله يجيب"! هل هناك بلاد في الدنيا يقول فيها وزير في الحكومة إننا لا نستطيع التغلب على الفقر ولا على الفوارق الاجتماعية؟ إنها المغرب الذي لا يخالف فيه وزير المالية فقط طبيعة السياسة كسياسة من حيث إنها فن إيجاد الحلول حيث لا توجد، ولكنه يخالف حتى فريقه، والأخطر أنه يخالف حتى ملكه الذي جعل من الملف الاجتماعي عنوان صيف وخريف هذه السنة، والذي وقعت أمامه خلال الأسبوع المنصرم في يومين أكثر من 100 مليار درهم كلها ضخت في برامج اجتماعية!

 

السيد بنشعبون يجب أن يتناظر مع الدكتور سعد الدين العثماني، وهو الذي لا يحسب أي تقدم لحكومته إلا بتقدمها في الملفات الاجتماعية، وهذا هو المنطوق ولا يمكن له أن يصبح ملموسا إلا عبر القانون المالي الذي يعدّه بنشعبون، فأيكما نصدق؟ بل من الرئيس ومن المرؤوس في هكذا حكومة ماتزال آهات ولادتها العسيرة ترن في الآذان؟! فلو أن حكومة جاءت عند المغاربة لتقول لهم إنني حكومة الأغنياء أو حكومة المقاولة لكانت منسجمة مع ما يذهب إليه السيد بنشعبون، ولكنها حكومة الفقراء، تحت مظلة ملك الفقراء ورغم كل شيء يقع المحظور.

 

إن المشكل في هذه الألغاز سياسي، فالسيد بنشعبون على غرار سادة كرام كثر في الحكومة لم يدخلوا إلى المعترك  السياسي إلا صدفة، لم يعرفوا لا حزبا ولا فرعاً ولا حملة انتخابية ولا شبيبة، وكل ما في الأمر أنهم كانوا مسؤولين في القطاع الخاص أو أرباب شركات ونودي عليهم ليصبحوا ليس فقط مدبرين للشأن العام ولكن أعضاء قياديين مباشرة في أحزاب الصباغة. وها هو السيد بنشعبون، الذي كان في مكتبه في قلب الدار البيضاء يدبر أموال البنك الشعبي بعيدا عن صداع التدافعات الجماهيرية، يصبح بعد بضعة أيام قياديا واقفا في الصف الأمامي لحزب التجمع الوطني للأحرار، بجانب الرئيس عبد العزيز أخنوش، وهو يصدح بالشعارات مع الشبيبة الزرقاء. فهل هكذا تحول يدخل في إطار مشروع "مسار الثقة" الذي بشر به الأحرار؟ وهل ينسجم ما قاله بنشعبون مع ما قاله  رئيس حزبه عندما كتب الإثنين الماضي أن "ما يشغل بال المواطنين هو التعليم والصحة والتشغيل، ولأننا حزب الإنصات فإن أولويات المواطنين هي أولوياتنا"؟ أين وزير المالية من وزير الفلاحة وهما في حزب واحد وحكومة واحدة حين يقول الرئيس إن رؤية  الحزب هي "أفكار لتشجيع مناخ الأعمال وجذب الاستثمار وتوفير فرص العمل والحد من معدل البطالة المقلق في المغرب"؟

 

نحن لا يمكن أن نحاكم النوايا، ولكن على الحزب الذي يطلق هذه الوعود أن ينسجم أعضاؤه معها حتى وإن كان العضو قد التحق بالأمس كما هي حالة السيد بنشعبون، على الرجال والنساء الذين يريدون أن يقودوا المغاربة ألا تكون وعودهم بالجنّة وتدبيرهم بالاعتراف بالعجز.

 

إننا بلد قليل الموارد، هذا صحيح، ولكن لماذا يوجد عندنا أغنياء قارون وفقراء الدرجة تحت الكرامة؟ لماذا توجد عندنا أكبر فوارق اجتماعية في العالم؟ لماذا يضطر ملك البلاد إلى التساؤل عن أين الثروة؟ لماذا نعجز عن تحقيق ما استطاعت قبلنا دول كانت مشابهة لنا أن تحققه؟ لماذا لم ننجح في التنمية ولم ننجح أيضا في الديموقراطية وعنوانها استمرار الأحزاب الإدارية بأسلوب جديد ومضمون قديم؟ ألا يستحق المغرب أن تكون له أحزاب يمين ليبرالية حداثية ديموقراطية نابعة من تيار مجتمعي حقيقي تنافس الإسلاميين وغير الإسلاميين، بدل أن نعيد إنتاج وصفات عفا عليها الزمان وتكسرت ساعتها في الثمانينيات؟

 

إننا بلد يزخر بالطاقات والكفاءات والمهندسين والناجحين في الأعمال وفي التدبير، ولكن هذه الأوصاف لا تكفي وحدها لتعطي شرعية الحكم، لأن التكنوقراطي عندما يوضع أمام الأرقام العنيدة لا يمكن أن يقول إلا ما قاله بنشعبون، ولكن السياسي النابع من تربة المجتمع يطوع الأرقام بترتيب الأولويات ويستخدم الخبراء لترويض الواقع حتى يساير الإرادة الشعبية وينسجم مع حلم الأمة في الرقي والازدهار.

 

فهل هذا السياسي هو المتجسد في فريق حكومة سعد الدين العثماني المتشظيّة؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فقراء ميزانية الدولة فقراء ميزانية الدولة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

GMT 00:41 2025 الأحد ,06 تموز / يوليو

أمل جديد لعلاج الجروح دون تندّب
المغرب اليوم - أمل جديد لعلاج الجروح دون تندّب

GMT 06:27 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

المواصفات الكاملة لهاتف LG الجديد Stylo 4

GMT 09:43 2014 السبت ,10 أيار / مايو

أفكار لألوان المطبخ تخلق مناخًا إيجابيًا

GMT 06:03 2017 الأربعاء ,05 تموز / يوليو

وفاة طفل في مشفى ورزازات متأثرًا بسم عقرب

GMT 06:43 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

في ذكرى انطلاق حركة 20 فبراير

GMT 01:58 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

انتخاب الحبيب المالكي رئيسًا للبرلمان المغربي

GMT 14:03 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

فيلم "ملافسينت" لأنجيلينا جولي يحقق 480 مليون دولار

GMT 18:33 2019 السبت ,22 حزيران / يونيو

العناية بالشعر الجاف و الهايش فى الصيف

GMT 02:59 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

سيرين عبدالنور تكشف عن دورها في "الهيبة - الحصاد"

GMT 21:36 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

وفاة 7 أشخاص في حادث إنقلاب سيارة في إقليم ورزازات

GMT 20:59 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

نفوق حيوان بحري من نوع الحوت الأحدب في شاطئ القحمة

GMT 09:47 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

عارضة الأزياء جيجي حديد في إطلالات مثيرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib